المحتوى الرئيسى

أسرار بيزنس المدارس الخاصة: عددها 6 آلاف.. وبعضها يخالف القانون

02/10 19:40

تستوعب 15% من طلاب ما قبل الجامعة

• رياض الأطفال فى مدارس نظيف بـ60 ألفًا والعامرى فاروق يقدم تعليمًا أساسيًا بترخيص «كى جى»

• المندوه الحسينى يدير مدرسته فى «حدائق الأهرام» بنفس ترخيص أخرى فى «الطالبية»

• «التعليم» ترصد تشغيل مبان دون تراخيص «الأبنية التعليمية» والتلاعب فى السجلات

دخلت إدارات المدارس الخاصة والدولية، خلال السنوات الماضية، فى أزمات متكررة مع أولياء أمور الطلاب الدارسين بها، وتصاعدت حدة تلك الأزمات عقب القرارات الاقتصادية التى صدرت العام الماضى، بزيادة المصروفات. وسعى أصحاب هذه المدارس، التى تستوعب نحو ١٥٪ من أعداد الطلاب فى مراحل التعليم ما قبل الجامعى، ويبلغ عددها نحو ٦ آلاف مدرسة، إلى مضاعفة أرباحهم، بالمخالفة للقانون.

وبدأ الصراع بين الطرفين عندما حاول أصحاب المدارس زيادة المصروفات بنسبة تتجاوز ١٧٪، وتحميل فاتورة التكاليف، التى زادت فى الكتب والمواد التعليمية، على كاهل أولياء الأمور.

«الباص» والزى والكتب وسائل الربح السريع.. ومدرسون بلا عقود للهروب من التأمينات

تحولت المدارس الخاصة والدولية، فى السنوات الأخيرة، إلى إمبراطوريات ومراكز قوى، لا يستطيع وزراء التعليم المتعاقبون الاقتراب منها أو مواجهة تجاوزاتها بشكل حاسم، خاصة «الدولية» منها، بعدما أصبحت شبكة «بيزنس» خفى مع بعض المسئولين فى الإدارات التعليمية بمستوياتها المختلفة.

وتعد زيادة أسعار اشتراكات الأتوبيسات «الباص» والزى المدرسى، إحدى أهم الوسائل التى يلجأ إليها أصحاب المدارس للالتفاف حول القرارات الوزارية المنظمة للمصروفات لتحصيل أرباح أعلى، فضلا عن بيع الكتب بأسعار مضاعفة للتلاميذ. ورصدت لجان المتابعة من الوزارة مشاكل متزايدة فى هذه المدارس، تمثلت فى عدم توقيعها عقود عمل مع المعلمين لديها، هربا من دفع تأميناتهم. وفيما يتعلق بتراخيص تشغيل المدارس، التى يتم الحصول عليها من هيئة الأبنية التعليمية، رصدت الوزارة فى عدد من المناطق العمرانية الجديدة، والمراكز الريفية، تشغيل مبان مدرسية دون الحصول على تراخيص من الهيئة، أو الالتزام بالحد الأدنى للمساحات المخصصة لكل تلميذ، والتلاعب فى السجلات عن طريق تسجيل التلاميذ على قوة مدارس أخرى، فى حالة عدم الحصول على تراخيص التشغيل. كما حازت مسألة التراخى فى الحصول على شهادة الجودة والاعتماد أهمية خاصة، ورصدت المتابعة تعمد أصحاب المدارس الهرب من الحصول على تلك الشهادة التى تصل تكاليفها إلى ٥٠ ألف جنيه للمدرسة الخاصة الواحدة. ورصدت «الدستور» أبرز العائلات والشخصيات التى تسيطر على إمبراطوريات المدارس الخاصة، ومنهم وزراء سابقون وأعضاء بالبرلمان ورجال أعمال من العيار الثقيل، وهو ما يفسر عجز وزارة التعليم أحيانا، وصمت بعض مسئوليها أمام الشكاوى، التى لا تتوقف من أولياء الأمور. ونجح أصحاب هذه المدارس فى تصدير مجموعة من الممثلين القانونيين لهم كحائط صد أمام أولياء الأمور والجهات الرسمية.

البداية مع مدرسة «سمارت سيتى»، التى يمتلكها الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، ويرأس مجلس إدارتها نجله، وتبدأ أسعارها من ٦٥ ألف جنيه فى مرحلة رياض الأطفال. ثم تأتى مدارس وزير الرياضة السابق، نائب رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى حاليا، العامرى فاروق، والتى تحمل اسم «بيبى جاردن»، وصدر قرار إنشاء مدارس «العامرى»، على أن تكون لأطفال الـ«كى جى»، أى المرحلة ما قبل الشهادة الابتدائية، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، فتحولت هذه المدارس لمراحل التعليم الأساسى بالكامل: «الابتدائى والإعدادى والثانوى»، دون إنشاءات جديدة داخل الأبنية.

ويخالف ذلك القوانين المنظمة لإنشاء المدارس الدولية، التى تنص على معاينة أماكن الدراسة وملاءمتها لطبيعة الطلاب ومراحل التعليم المختلفة.

كما تحظى مدارس النائب البرلمانى الأسبق، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك السابق، المندوه الحسينى، بشهرة كبيرة، وفى الوقت الذى رحل فيه وزراء متعاقبون عن مناصبهم، بقى «المندوه» ومدارسه بنفس القوة.

وكان أشهر صراعات «المندوه» -الذى يشغل منصب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة فى الجيزة- مع أحـد وزراء التعليم السابقين، بعد ما تبين أنه شغل مدرسته فى منطقة حدائق الأهرام، بنفس ترخيص مدرسته الموجودة فى شارع العشرين بمنطقة الطالبية، على اعتبار أنها امتداد لها.

أما رجل الأعمال حسن القلا، رئيس مجلس شركة «القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية»، فيملك سلسلة مدارس «طلائع المستقبل» للغات، التى يصل عددها إلى ٢١ مدرسة موزعة فى المنيا، والمعادى، ومدينة نصر، والرحاب، والشروق، ومساكن شيراتون، والفسطاط، وتبدأ أسعارها من ٤٠ ألف جنيه تقريبا. ويعد «القلا» من أشهر مَن دخلوا فى صدام تحت قبة البرلمان، خلال إحدى جلسات لجنة التعليم مع وزير التربية والتعليم السابق الدكتور الهلالى الشربينى، وتملك شقيقة زوجته مدارس خاصة أخرى فى التجمع، تحمل اسمها، «نيرمين إسماعيل». مدارس «القلا» من المدارس الأشهر، التى تشهد مناوشات بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة، بسبب رفع المصروفات التى تبدأ من ٧٠ ألف جنيه، فى منطقتى مدينة نصر، والشروق، وقد تكررت بها شكاوى من أولياء الأمور نتيجة زيادة المصروفات بشكل كبير، وتجاوزها نسبة ١٧٪، وهى أعلى نسبة فى قرار زيادة المصروفات التى حددتها وزارة التربية والتعليم. أما رجل الأعمال عبدالرءوف علام، عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب المدارس، رئيس مجلس أمناء محافظة القاهرة، فيملك ٤ مدارس خاصة، مـن بينها مدرسـة القمم الدولية، وهـو رجـل عصامى مـن مركـز المنشأة محافـظـة سـوهـاج، وجاء للقاهرة وبدأ التوسع فى استثمارات بمجال التعليم، وشهدت مدارسه زيادات فى أسعار الأتوبيسات المخصصة لنقل الطلاب، وفى غيرها من البنود.

دعاوى لإلغاء زيادة مصروفات «الأوروبية».. و7 آلاف جديدة لأطفال «المصرية»

تعد المدرسة الأوروبية المصرية، التى تمنح شهادة الثانوية الألمانية «الأبيتور»، واحدة من ٣ مدارس متخصصة فى الشهادة الألمانية، وتضم نحو ١٠٠٠ طالب ويرأس مجلس إدارتها الدكتور جمال نوارة، رئيس المجلس الأعلى للجامعات الخاصة الأسبق.

ورفعت هذه المدارس المصروفات بنسبة ٣٦٪، ما اضطر عددا من أولياء الأمور للجوء للقضاء لإلغاء تلك الزيادة، خاصة أن مصروفاتها تبلغ نحو ٤٦ ألف جنيه فى العام. وتحظى المدرسة المصرية للغات، التى بدأت نشاطها منذ نحو ٣٠ سنة، ومملوكة لعائلة «جاب الله»، وتديرها مرفت بسيونى حاليا، بسمعة قوية، لكنها رفعت أسعار القبول برياض الأطفال فى قسم «الإنترناشونال» بزيادة وصلت إلى ٧ آلاف جنيه، وهى موجودة فى مدينة نصر والتجمع الخامس، وأخيرا تم افتتاح فرع ثان فى مدينة نصر. أما مجموعة مدارس «مودرن اسكول» فتنتشر فى مناطق عين شمس، وزهراء عين شمس، وعزبة النخل، ومصر الجديدة، وحلمية الزيتون، والمرج، والشروق، وتعد من أشهر الكيانات التعليمية الخاصة، وأسسها المرحوم سيد جلال، ويديرها حاليا أولاده، وأشهرهم ناجح جلال. كما تعد مدارس «مختار إمام»، رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة حاليا، المعروفة باسم مدارس «جابر الأنصارى» فى مناطق عزبة النخل والمرج والسلام، من أكثر المدارس التى يحتل طلابها المراكز الأولى فى الشهادات. أما مدارس «الصفا» الخاصة، فمملوكة لبدوى علام، رئيس مجلس الأمناء بمحافظة الجيزة، نائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، وهى من أشهر المدارس الكائنة فى المناطق الشعبية فى الجيزة، وبالتحديد فى منطقة بولاق الدكرور.

وهناك أيضا مدارس «دار التربية» بفروعها فى الدقى والعجوزة ومنطقة الزمالك و٦ أكتوبر، المملوكة للدكتورة نوال الدجوى، رئيس مجلس إدارة جامعة أكتوبر الحديثة للعلوم الحديثة والآداب MSA. يعود تاريخ تأسيس هذه المدارس إلى فترة الستينيات، وتصدر فرعها فى الزمالك واجهة الأحداث خلال يوليو من العام الماضى، بعد دخوله فى نزاع مع الشركة المنفذة لمشروع مترو الأنفاق، الذى أدى إلى اقتطاع ١٠٠ متر من طول المدرسة وإغلاق بابها، وتتراوح أسعار القبول فى المراحل المختلفة بها بين ٨ و١٢ ألف جنيه.

وحددت وزارة التربية والتعليم، نسب الزيادة للمدارس الدولية، بحيث لا تزيد على ٧٪ سنويًا بالنسبة للطلاب المستجدين وغير المستجدين، على أن تزاد بنسبة ٧٪ أخرى للعام الدراسى ٢٠١٧ ٢٠١٨ فقط ولمرة واحدة، ما يعنى وصول نسبة الزيادة لـ١٤٪ فى العام الدراسى الجارى. أما بالنسبة للمدارس الخاصة، فتتراوح نسب الزيادة بين ٥٪ و١١٪، وينص قرار الوزارة على زيادة رسوم تعليم المدارس الخاصة «لغات- عربى»، ولمدة ٥ سنوات، اعتبارًا من العام الدراسى ٢٠١٧ ٢٠١٨، حتى العام الدراسى ٢٠٢١ ٢٠٢٢، وفقًا للشرائح الآتية:

- زيادة بنسبة ١١٪ للمدارس التى تقل مصروفاتها عن ٢٠٠٠ جنيه.

- زيادة بنسبة ٨٪ للمدارس التى تتراوح مصروفاتها بين ٢٠٠٠ و٣٠٠٠ جنيه.

- زيادة بنسبة ٦٪ للمدارس التى تتراوح مصروفاتها بين ٣٠٠٠ و٧٠٠٠ جنيه.

- زيادة بنسبة ٥٪ للمدارس التى تبدأ مصروفاتها من ٧٠٠٠ جنيه فأكثر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل