المحتوى الرئيسى

المغنواتي يسري الجندي: أنس الفقي وراء منع «ناصر».. ويوسف زيدان مطفي وثرثار (حوار)

02/10 19:27

○ خسرت «ماكبث» بسبب نحافتي فأسّست فريق النُّحفاء

○ ربّنا مد في عمري إلى الآن كي أرد جميل زوجتي

○ يوسف زيدان مطفي وثرثار وسطحي.. وأنس الفقي وراء منع عرض «ناصر»

○ أتمنى أن أقدم عملًا عن صاحب الأخلاق الشيخ زايد بن خليفة لوقوفه بجانب «أم الدنيا»

○ المسرح التجريبي كل المسرح بالنسبة لـ«فاروق حسني» والمستفيدون منه عطلوا «المسرح العربي»

○ «الإخوان» سرقوا الثورة.. وضد الكتابة عن الفترة الحالية لهذا السّبب

«على يمينه وضع صورته مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية التي لم تفارقه طيلة مسيرته الإبداعية لم تفارقه كذلك وهو في عزلته الاختيارية، كذلك تتراص حوله دروع التكريم وشهادات التقدير الشاهدة على مسيرته وتفرده، فهنا جائزة أفضل نص مسرحي، وهناك جائزة اأضل عمل درامي، كأنه بذلك يحتفظ بجزء من ماسبيرو الذي يرى أنه قتل في جريمة وقعت عمدًا، سواء كانت أطرافها من الداخل أو الخارج.

وعندما يتحدث عن «ناصر» تراه يشير إلى صورته التي وضعها أمامه، واصفًا إيّاه بالظاهرة التي لن تتكرر.

«الدستور» زارت الكاتب الكبير يسري الجندي أمدّه الله بالصحة والعافية، في منزله بمنطقة "الفردوس" بمدينة 6 أكتوبر؛ للحديث عن مسيرته الإبداعية التي بدأت مع فريق التمثيل المدرسي بمسرحية صنعها ردًّا على مَنْ رفضوا أن يمنحوه دور ماكبث آنذاك، وصولًا إلى عمله الأحدث مسلسل «همس الجذور» وما بين البداية و«قعدة الحكاية» تحدث الجندي عن محطات مسيرة 55 عامًا من الإبداع.

◘ رفضوا أن أقدم «ماكبث» فألفت مسرحية وأخرجتها

كنت طالبًا وقت أن ذهبت إلى فريق التمثيل بالمدرسة، والحقيقة أنهم كانوا فريقًا ضخمًا ومتميزًا، وكانوا يستعدون لتقديم ماكبث وعند تشكيل «الكاست» قلت لهم، أريد أن أقدم شخصية «ماكبث»، فقال لي أحدهم اجلس هنا وسنجد لك دورًا مناسبًا؛ لأنني كنت نحيف الجسد وهذا أغاظني كثيرًا، فبحثت عن مجموعة لهم نفس نحافتي، وألفت لهم عمل وأخرجته أيضًا، وذهبت إلى علي المغربي، وقلت له أريدك أن تأتي معي، فنحن نصنع بروفات في الفصل، لكن عندما دخل وجد مسرحية مصنوعة باتقان وممثلين يؤدون أدوارهم بشكل جيد، فافتتح بها ختام العام، وكنت متأثرًا وقتها بـ«نجيب الريحاني» فكتبت مسرحية «منصور أفندي» وكانت تلك بدايتي مع عالم الكتابة.

◘ فشلنا على شاطئ «رأس البر» فمرضت من الحزن

بعد انتهائي من تأدية الخدمة العسكرية، كوّنت فرقة مسرحية بدمياط، وكانت تحت اسم «جماعة المسرح التجريبي» قبل أن يكون هناك مسرح تجريبي، وكان التجريب هنا، بمعنى أننا جلسنا نطلع على ثقافة المسرح بأنفسنا، ثم كتبنا أول مسرحية لنا ومثلناها، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا، وكنت فيها المؤلف والمخرج والبطل، لكن المشكلة الحقيقية أننا كنا نخاطب الناس، وكأننا صنعنا هذا المسرح لأنفسنا، كانت المسرحية بالفصحى وكان الديكور من دورين، وتناقش قضية المثقف في دول العالم الثالث، وعرضناها برأس البر للمصطافين على الشواطئ، وقتها هاجمونا الناس، حتى أنني حزنت كثيرًا بعدها، ومرضت بسببها.

تعلمت من هذه التجربة أن المسرح في الأساس جمهور، وأنا بحكم طبيعتي أنتمي للناس، فلا بدّ أن أكتب لهؤلاء الناس، ومن هنا بدأت الأسئلة حول، ماهي نوعية الكتابة، فاتّجهت إلى التراث الشعبي.

◘ ما بين «بغل البلدية» و«اليهودي التائه»

«بغل البلدية» من بواكير أعمالي، كتبتها عام 1969 بالعامية مستلهمًا التراث الدمياطي، ثم اتجهت إلى التراث العالمي من خلال «اليهودي التائه» وهي أسطورة تحكي عن رجل كان يمشي، بينما كان المسيح يحمل صليبه، كي يعلقوه، فقال له الرجل «امضي امضي»، وكان يستعجله بالمشي، فقال له المسيح: «أنا سأمشي، لكن أنت جالس»، وظل اليهودي التائه حيًّا حتى الآن، فأخذت هذه الأسطورة وصنعت منها «ما حدث لليهودي التائه مع المسيح المنتظر» وهو موضوع يتناول كل ما يثار على لسان الحركة الصهيونية، وكل ما تسبّب في المأساة الفلسطيني، لذلك حُوربت هذه المسرحية بشدة سواء في الداخل أو الخارج، وقد عرضت أول مرة 1972 على مسرح الحكيم، وأوقفت ثم أعيد عرضها عام 1988 تحت اسم القضية 88، ثم عرضت على مسرح البالون عام 1993 تحت اسم السيرك الدولي، ثم عرضت في عام 2007 تحت اسم «القضية 2007»، وأوقفت مرة أخرى.

◘ صحف اليهود ومعاداتي للساميّة

«اليهودي التائه» غرابتها في التربص بها فما إن عرضت حتى كتبت صحف اليهود أنني معاد للسامية، وهي اللعبة السخيفة التي يصدرونها لكل شخص، يفضح أكاذيبهم، ففي "اليهودي التائه"، كشفت الكثير من الأكاذيب التي تتردد مثل غرق السفينة "برتيه"، وهي أكذوبة كبيرة، تحكي عن غرق السفينة وهم مسافرون لأرض الميعاد، والحقيقة أن من أغرقها هم اليهود انفسهم، فكثيرًا من الأكاذيب التي تقوم عليها الدعاية الصهيوينة وإكذوبة إسرائيل الكبرى كانت مطروحة في هذا العمل.

أما مسرحية «واقدساه» فكانت تتعرض لدور الأنظمة العربية فيما يخص تلك القضية، أما ما يخص النظام العالمي فكانت في "اليهودي التائه" وكان المهدي المنتظر هو أمريكا، وقدم الدور كرم مطاوع.

◘ زوجتي فقدت الذاكرة: «عبث»

بينما كنت جالسًا أكتب كعادتي، أتاني هاجس أن أخرج من الغرفة، فوجدت حريقًا في المطبخ، علمًا بأن المطبخ على النظام الأمريكي، ما يسهل انتقال النيران إلى باقي الشقة وعندما أسرعت كي أحضر الحارس كاد قلبي أن يتوقف، فأنا منذ فترة أعاني من مشاكل القلب، لكن زوجتي استيقظت في هذا الوقت، وهي التي استطاعت أن تطفئ النيران، ولا أعرف كيف فعلت ذلك، ثم مرّ على هذا الحادث أيام لأفاجأ بعدها بزوجتي تستيقظ لا تعرف أين هي أو من هي، فقد أصابتها جلطة في مركز الذاكرة في المخ، وهذا الحادث غير مفهومي عن الحياة تمامًا؛ كنت كشخص أعيش حياتي دون أن أنظر إلى البيت، ورغم حبي الشديد لزوجتي وأولادي، إلا أنني كنت مشغولًا بالحياة عنهم، ومن هنا تنبهت إلى أن كل ما حولي عبث، وأنني أريد أن أخدم هذه السيدة حتى آخر نفس وأعتقد أن الله مد في عمري إلى الآن، لكي أخدم هذه السيدة التي تحملت معي الكثير أمّا عن محطاتي الفنية فهي كثيرة، إلاّ أنها تبدو لي الآن دربًا من العبث.

الدكتور يوسف زيدان حر فيما يقول، فهناك حرية رأي، كما أنه وجد من يرد عليه، إلا أن المثير للانتباه في تصريحاته أنها تزامنت مع إعلان ترامب عاصمة لإسرائيل، فلماذا في هذا التوقيت بالذات؟ فأنت تكتب منذ سنين، بعيدًا عمّا إذا كان ما تكتبه هراء أو له قيمة، فهل أنا كإنسان عاقل لا يمكن لي أن أربط بين الطرفين، لا من الضروري أن هناك علاقة وهذا هو مأخذي عليه.

أما عن كتاباته فقد قرأت له النبطي ولم أجد فيها ابداعًا، فلدينا كتاب مضيئون، لكن الدكتور يوسف زيدان شيء مطفي، ولديه ثرثرة يظن أنها فلسفية، كذلك حينما يتحدث عن الصوفية يكون حديثه سطحي للغاية.

◘ عبدالناصر ظاهرة ومع ذلك انتقدته

«ناصر» ظاهرة لن تتكرر، كان حضوره قويًا، لكن هذا لا ينفي أنه وقع في أخطاء وهذه الأخطاء كانت مبعث قلق لدىّ أنا شخصيًا، فقد أخذوني وأنا صغير لمنظمة الشباب ولمّا وجدوا أنني كثير التساؤلات قاموا برفدي.

كانت تساؤلاتي، وقتها، منصبة على الديمقراطية السياسية لكن أين الديمقراطية؟ وبعدما كبرت وعاصرت تلك الفترة وقرأت، اكتشفت أنه كان يواجه بضغوط شديدة من الغرب وبدأت هذه الضغوط من طلب السلاح حينما كانت إسرائيل تتحرّش به، لكن عندما طالت التحرشات الأراضي المصرية شعر بضرورة تسليح الجيش، وعندما طلب السلاح من الغرب طالبوه بأن يتصالح مع إسرائيل وبمحالفتهم، لكنه رفض، ولجأ للكتلة الشرقية في تسليح الجيش، حتى عندما طالب مساعدتهم في بناء السد ساوموه بمقابل الصلح مع إسرائيل، فلجأ إلى تأميم القناة فقاموا بمحاربته، وانتصرنا في تلك المعركة، لكنهم ظلوا متربصين له حتى وقع في خيتهم في حرب 1967، وفي تقديري أن فترة ما بعد 67 وحتى وفاته كانت هي أعظم فترات «أبا خالد»، وكنت أتمنى أن أكتب عنها.

◘ مَن الذي منع عرض تصوير مسلسل «ناصر»؟

في مسلسل «ناصر»، صوّرنا الجزء الخاص بحرب 48 في سوريا وهناك وفّروا لنا كل الإمكانيات المطلوبة، فخرج هذا الجزء كأجمل ما في المسلسل، لكن عندما جئنا هنا كان المنتج محمد فوزي قد اتفق على استديو النحاس، لكنهم قالوا لنا إنه غير متاح، فظل المخرج باسل الخطيب يبحث عن أي مكان حتى يتم تصوير المسلسل، وهذا ما خلق جوانب ضعف في هذا العمل.

كان «مبارك» وقتها يقضي على كل إنجازات ثورة يوليو كما كان هناك عملية تسطيح للثقافة وتهميش للمثقف الجاد، وهذه الظاهرة بدأت مع «السادات» وقتما ظهر مصطلح الانفتاح، ثم بدأ داء الطمس للثقافة الوطنية، وتهميش كل ما هو جاد وله علاقة بالشخصية المصرية، لكن ظل هناك رمق في الحركة الثقافية، بدليل أن أواخر الثمانينيات كانت هناك حركة ثقافية فاعلة، وكان هناك من يقاوم وعلى قدر تراجع المسرح، على قدر ما صمدت الدراما التليفزيونية، لأنها كانت جديدة في وقتها.

المأساة في هذا العمل أن «أنس الفقي» رفض عرضه على التليفزيون المصري ففي فترة «مبارك» كانت هناك كراهية واضحة لـ«ناصر»، ففي فترة السادات لم تكن بهذا الشكل، لكن هو مَن بدأ و«مبارك» أكمل.

◘ المستفيدون من التجريبي عطلوا «العربي»

تصور فاروق حسني، وزير ثقافة مبارك، عن الفن قد يكون على صواب وقد يكون متجاوزا لنا، أما دوره كوزير ثقافة في بلد نامي، يفرض عليه اهتمامات أخرى، قد تخالف عقيدته الفنية، إلا أنه كان مقتنع بما يؤمن به فقط، وبالتالي كان المسرح التجريبي لديه هو المسرح وما دون ذلك لا فعندما تسأله عن المسرح القومي والمسارح الأخرى، ينظر إليها على أنها تؤدي دورها فقط، ويتم صرف ميزانيتها، وأنا لم أكن مؤمنًا بذلك، وقلت له في إحدى المرات: «آراؤك في الفن تخصّك، لكن هناك أولويات مختلفة، خاصة في المسرح».

بدأ صدامي مع فاروق حسني عند عودتي من قبرص مشتبكًا مع مجموعة أجانب كانوا ينظمون موتمرًا هناك، وأرادوا أن يصنعوا من مصر شبكة مسرحية تضم اليونان وإسرائيل وتونس وتركيا وغيرهم، فقلت لهم أفعلوا ما تريدون، لكن مصر تتبع الثقافة العربية المعاصرة، ودخلت معهم في جدل حتى أفسدت لهم المشروع، ورجعت بعدها إلى مصر، وذهبت إلى حسين مهران وكان رئيس الثقافة الجماهيرية، وقلت له نريد أن ننظم مهرجانًا للمسرح العربي، واقتنع الرجل، لكن قال هذا الأمر يحتاج إلى أموال، فلا بدّ أن أكتب إلى الوزير وكتب ومضى الوزير بالموافقة، إلاّ أن المستفيدين من المهرجان التجريبي أسرعوا إليه وقالوا له إن ذلك سيضر بالمسرح التجريبي، فوجدنا الوزير يأمر بوقف المشروع وسحب توقيعه، فأشعلت له الدنيا في هذا الوقت وهاجت عليه الصحافة، فتراجع حسني عن موقفه، لكنه قال لا تطلقوا عليه «مهرجان المسرح العربي»، سمّوه «ملتقى المسرح العربي».

◘ «إخوان البنا» سرقوا الثورة.. وخطأ 25 يناير هنا (!)

خطأ 25 يناير أنها ثورة شعبية كما أن قيمتها الحقيقية تنبع من كونها شعبية، فهنا الشعب بكل أطيافه كان حاضرًا، لكن الثورة سُرقت، وكلمة سرقت لم نفهمها إلا بعد أن مرّ الوقت، فكان ترتيب الإخوان أن يسحبوا البساط من تحت الثوار في الوقت المناسب، وهذا ما حدث، وحين وصولوا إلى الحكم وبدأت بوادر التسلط، شعرت أننا سنقع في براثن تصور يسمى ثيوقراطي وهو أمر سيدمّر حرية الإبداع وحرية الفكر بشكل عام.

أما فيما يتعلق بالكتابة عن الفترة الزمنية التي نعيش فيها، فأقول أولًا أي فترة حتى تتعامل معها فنيًا؟، لا بدّ أن تكون على مسافة زمنية منها، لذلك أنا ضد الكتابة عن فترتنا تلك، أيا كانت أحداثها، لأنك بذلك ستقع تحت ضغوط سياسية أو ما شابه، فالتاريخ يُحرّف ويُكتب تحت ضغوط، فما ظنك بفنان يقدم عملًا فنيًا عنها، والأفضل في تقديري أن يعمل الفكر على تغطية المراحل السابقة من التاريخ، أما المرحلة الحالية فلم تكتمل، ولا أستطيع الكتابة عنها حتى إن اكتملت؛ لأن الثورة الحالية، ثورة نوعية، بمعنى أنها المرة الأولى التي يكون فيها الشعب المصري هو الفاعل، كذلك الثورة لم تكتمل بعد.

◘ «ضربة ساطور» منعت أيام الرُّعب (!)

تجربتي مع السينما قليلة جدًا، ولا اعتقد أنني أضفت إليها شيء، لأن السينما عكس المسرح، فالسينما تعتمد على الصورة، بينما المسرح يعتمد على الحوار، لذلك الوسط بينهم هو التليفزيون، فهو يوازن ما بين الصورة والكلمة، ومن أجل ذلك توائمت مع التليفزيون بسرعة أكبر.

كما لم أكن راضيًا عن السينما؛ لأن دوري بها كان مهمّشًا رغم أنني تعاملت مع مخرج ساعدني على أن أكتب، وكان سيد عيسى، رحمه الله، فقدمنا المغنواتي وأخذنا تيمة حسن ونعيمة وقدمناها بشكل عصري، أيام الأربعينيات فترة الحرب العالمية الثانية.

بعد ذلك قدمت مع سعيد مرزوق «أيام الرعب»، لكن التليفزيون رفض عرضه؛ لأن به ضربة «ساطور»، بالرغم من أنهم يعرضون أفلام أكثر دموية من ذلك.

التليفزيون الآن أصبح تجاري، بعدما كان جهة محترمة تراعي أن يكون كل مكونات العمل من كاتب ومخرج و«كاست» على مستوى من الجودة، إنما الآن تحول إلى سلعة يحكمها السوق، فالسوق يحتاج إلى بلطجة أو ما شابه إذا هذا ما يقدم، ومن يتحكم في الأسواق الإعلانات، فهم، الآن، لا يقصدون فضح مشاكل المجتمع بشكل حقيقي من خلال العري أو ما شابه، لكن هم يقدمونه تلبية لاحتياجات السوق، فالمستفيد هو الرجل الذي يريد ان يجني المال.

أنا مع فكرة الرقابة على مثل هذه النوعية من الأعمال، كي تدفع عن المجتمع هذا الرّوث، بشرط ألاّ تتدخل في المضمون ولا تتدخل في أي رؤية أيًا كانت، بمعنى أن يكون هناك حرية للإبداع الحقيقي، إنما غير ذلك وجب الحَجر عليه.

◘ «الحناوي والعدل ونعوم» بذرة كُتّاب حقيقيين.. وعبدالرحيم كمال «نمرة 1»

هناك عدد من الكتاب الجادين مثل محمد الحناوي، صاحب مسلسل «خاتم سليمان»، ومدحت العدل، ومريم نعوم، فهم بذرة كتاب حقيقيين، وإن كانوا متأثرين باحتياجات السوق بعض الشيء، وهناك عبد الرحيم كمال، وأنا اعتبره نمرة واحد في مصر حاليًا.

كذلك هناك مخرجين على مستوى عال من الكفاءة كأحمد عبد الحميد وهو مَن قدّم خاتم سليمان، وأحمد يسري، صاحب مسلسل شارع عبد العزيز، أما عن الممثلين الشباب فهناك عمرو سعد، وكان الراحل خالد صالح، صاحب موهبة كبيرة، وحزنت عليه كثيرَا.

◘ تمنيت أن أعمل مع الساحر والشرير

الساحر محمود عبد العزيز من النجوم التي تمنيت العمل معها، كذلك كنت أتمنى أن أعمل مع المليجي، أشهر من قام بدور الشر في السينما المصرية، فقد عملنا معًا في عمل واحد وكان «النديم» وهذا الرجل حضرت له بروفة «دراي» قبل التصوير، وكان المشهد عن اشتياقه لابنه، ويريد أن يراه قبل أن يموت، وهذا المشهد أعادته المخرجة 7 مرات تقريبًا، وفي كل مرة كان يسترد انفعاله كما يجب، ويبكي بكاءً حقيقيًا، فكان لديه موهبة في أن يتلبّس الشخصية بشكل حقيقي.

◘ عودة أحمد عبد العزيز في «الأب الروحي» صدفة

كُنّا في رأس البر أنا وأولادي، وفوجئت باتصال الفنان أحمد عبد العزيز يخبرني فيه أنه لن يستطيع تقديم أبوزيد الهلالي، وكنا نحضر للجزء الثالث؛ لآن الأطباء أخبروه أنه مصاب بالبهاق، فقلت له لكن البهاق له علاج آخر غير تركك للتمثيل، فردّ علىّ بأن البُهاق سببه الصبغة التي تتطلبها شخصية أبوزيد، لكن اتضح بعد ذلك لي أنه كان يستعد للمشاركة في عمل آخر، بالرغم من أن هذا الدور كان من أفضل أدوار حياته، وحصل فيه على أول جائزة له وهذا جعلني «آخد على خاطري منه».

أمّا عن تراجع أحمد عبد العزيز عن صدارة المشهد، فهي ليست قضيته، فقط، بل أن هناك جيلًا كاملًا نحّي جانبًا، لأنهم أرادوا وجوه جديدة يقدموا بها محتواهم الردئ، فتم استبعاد كل من له قيمة، ورجوع أحمد عبد العزيز عن طريق مسلسل الأب الروحي كان عن طريق الصدفة.

◘ «الخال» قيمة كبيرة.. ولغة وتراكيب «حجاب» صعبة

أول عمل قدمته وحقق نجاحًا كبيرًا كان «النديم» وكان هناك ثلاثي يعتبر من أركان نجاح هذا العمل، وهم عبد الرحمن الأبنودي، وعمار الشريعي، وعلي الحجار، وقدم الثلاثة خلال المسلسل مجموعة من الأغاني من أجمل ما يكون.

فـ «الأبنودي» قيمة كبيرة، فهو يمتلك السّهل الممتنع، كما أن لديه حس درامي جيد، وإن كان الحس الدرامي موجود لدى سيد حجاب بشكل أقوى، لكن تراكيب الأخير ولغته صعبة بعض الشئ، فهي تحتاج إلى وقت للتفكير، وفي الدراما أحتاج إلى رسالة لحظية، سريعة التأثير والخال كان استاذًا في هذا.

وكان مسلسل «همس الجذور» آخر ما أرسلت إليه، وأعجب بها كثيرًا، وقال سأبدا الكتابة فيها، لكن بعد وفاته لم أتحدث مع زوجته بخصوص هذه الكتابات، فماذا سأفعل بأعمال لم تكتمل، ومن يستطيع أن يكمل خلف «الأبنودي».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل