المحتوى الرئيسى

محمد الباز يكتب: كيف هزم الرئيس الإخوانى نفسه أمام وزير الدفاع؟

02/09 20:26

أسرار المواطن رقم 1 فى مصر «7»..

السيسى حاول إزالة الاحتقان بعد «الإعلان الدستورى» لكن الجماعة أفشلت المحاولة

السيسى حذر الرئيس المعزول من توقيع اتفاقيات عسكرية مع إيران أثناء زيارة نجاد

التعبير الأدق عن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو المواطن المطلوب رقم واحد فى مصر، فما فعله منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى الآن، يجعله منتهى أمل كثيرين، من يحبونه يريدونه ليكمل طريقه معهم، ومن يكرهونه يطلبون رأسه، فحلمهم الأكبر هو إزاحته عن طريقهم، حتى يدخلوا المدينة مرة أخرى آمنين.

هذه كتابة بالنسبة لى حرة تمامًا، قد يكون عبدالفتاح السيسى هو عمودها الفقرى، لكنك ستكتشف أننا نكتب عن مصر فى أصعب سنواتها وأكثرها إرهاقًا، يمكن أن تجد نفسك فيها، فجميعنا كنا أبطال هذه السنوات.. لكنه كان وحده، وبكلمة القدر، الذى قاد الجميع إلى أرض لم يكن ليتوقعها أحد.

هذه الحلقات يُمكن أن تجعلك تفهم السيسى أكثر، هنا تختلط المعلومات بالوقائع، والتحليل بالرأى، قد تقابلك أشياء تسمع عنها للمرة الأولى.. لا تنزعج ونحن نكتب من تحت جلد الرئيس، فهذه كتابة ليست من أجل الرئيس، ولكنها من أجل التاريخ.

هل تعرفون الفارق الحقيقى بين عبدالفتاح السيسى ومحمد مرسى؟

قد تعترض على المقارنة من الأساس، فما الذى يجعلنا نضع قائدًا عظيمًا، ومجرد عضو فى جماعة إرهابية فى جملة واحدة؟

سأقول لك: معك بعض الحق وليس كله.

فالمقارنة بين السيسى ومرسى، تجعلنا نعرف الفارق التام بين رجل الدولة ورجل اللا دولة، تجعلنا نلمس الهوة الشاسعة بين من يتعامل مع مصر على أنها دولة، ومن يتعامل معها على أنها مجرد جماعة، نرى المسافة الواسعة بين من ينظر إلى المصريين على أنهم شعب، ومن ينظر فقط إلى أهله وعشيرته، نشعر بالفجوة الهائلة بين من يعرف أولويات الأمن القومى المصرى، ومن لا يعرف من الأساس شيئًا اسمه الأمن القومى.

الأول يسعى إلى استقلال دولته وزيادة مواردها الاقتصادية وتنمية مواردها البشرية، بما يساعد على جعلها مستقلة فى قرارها لا سيادة لأحد عليها، والثانى يسعى جاهدًا لتصغير الدولة وتحجيمها حتى تصبح على مقاس جماعته، التى اعتقدت أنها يمكن أن تبتلع كل شىء.

بعد أشهر قليلة من وصول جماعة الإخوان إلى الحكم، كنت أتحدث مع الدكتور مصطفى الفقى، وعلى أرضية المفكر السياسى سألته:

هل انتهى كل شىء يا دكتور؟

هل جلست الجماعة الإرهابية على عرش مصر للأبد؟

أنت تعرف أنها لن تفرط فى الحكم بسهولة وستقاتل من أجل أن تبقى.. فهذه فرصتها التاريخية التى لن تفلتها أبدًا من بين أيديها.

ابتسم الدكتور الفقى، وقال ببساطته فى التحليل وعمقه فى الرؤية: مش هيقدروا عليها.

وقبل أن أتعجب، قال بنفس البساطة: مصر لقمة كبيرة، والجماعة بغبائها السياسى ابتلعتها مرة واحدة، لم تنتظر حتى تمضغها، ولذلك فهذه اللقمة الكبيرة تقف الآن فى معدتها، وحتمًا ستتقيأها مرة أخرى وبأسرع مما تتخيل.

كنت أثق فى ذلك، ليس لأن مصطفى الفقى قاله، رغم ثقتى المطلقة فى آرائه، ولكن لأننى كنت أعرف خريطة عقل الجماعة، كما أعرف تفاصيل راحة يدى، وقد تحقق ما تنبأ به الفقى وما انتظرناه، ولن أكون مبالغًا إذا قلت ما عملنا من أجله.

كان لعبدالفتاح السيسى دور كبير فى إظهار هزال الجماعة ورئيسها وتهافته، ولم يفعل ذلك متعمدًا إبعاد الجماعة عن الصورة، ولكنه كان يعمل بمنطق رجل الدولة الذى يحافظ على مصر وأمنها القومى، وهو ما يمكن أن نضع أيدينا عليه من مواقف محددة، لعب فيها السيسى دور القائد الذى يعرف أولوياته دون أن يضل الطريق إليها، فى مواجهة من كان يريد التعامل مع مصر كورقة يطويها ويضعها فى جيب جماعته.

محمد مرسى يُعلن إعلانه الدستورى، الذى يحوّله من رئيس إلى أقرب ما يكون قاطع طريق على كل القوى السياسية، الشعب يتحرك، ويعلن الغضب، الآلاف تتوجه إلى قصر الاتحادية تعلن سخطها على ما فعله الرئيس، القوى السياسية التى بايعت مرسى واختارته، تعترض طريقه، الأوضاع تشتعل فى كل مكان.

وزير الدفاع يرقب المشهد من بعيد، فض اعتصام الاتحادية بالقوة فى ٥ ديسمبر ٢٠١٢، شهداء ومصابون وصور تسجل اعتداءات الجماعة على المتظاهرين، والرئيس يوجه كلمة للشعب، يؤكد فيها أن النيابة حصلت على اعتراف منهم بأنهم مستأجرون، هذا دون أن تبدأ التحقيقات من الأساس، الجماعة تكذب وتقول إن كل من ماتوا أمام الاتحادية من الإخوان، خيرت الشاطر يعقد اجتماعًا يقول فيه إن لديه تسجيلات منسوبة لقيادات فى الدولة وسياسيين يخططون لمؤامرة على محمد مرسى وإن الجماعة لن تصمت.

وقبل أن ينفرط العقد، تدخل وزير الدفاع، صدر بيان من القوات المسلحة فى الثامن من ديسمبر ٢٠١٢ يدعو الجميع إلى اجتماع بحضور الرئيس للحوار ومحاولة الخروج من المأزق.

بعد يومين من صدور بيان القوات المسلحة، التقى السيسى بمرسى، واقترح عليه جلسة حوار تحت رعاية الجيش يحضر جلستها الافتتاحية لإزالة الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد، وافق مرسى على الدعوة، وطلب أن توجه باسم القوات المسلحة إلى الجميع دون استثناء.

وجهت القوات المسلحة الدعوة إلى الجميع بالفعل، لكن وقبل ساعات من عقد الاجتماع تراجع مرسى، فقد قررت الجماعة، نيابة عنه، عدم مشاركة الرئيس، حتى لا تمنح وزير الدفاع مساحة يبدو فيها أنه أعلى سلطة من الرئيس، وأنه هو من يجمع القوى السياسية ويزيل الاحتقان، وكنت أتابع مع بعض المدعوين تحركاتهم فى اتجاه الاجتماع، لكنهم جميعًا قالوا إنهم تلقوا اتصالًا من القوات المسلحة بإلغاء الاجتماع، وجارٍ تحديد موعد آخر له.

جرى إلغاء الاجتماع على مراحل

المرحلة الأولى، اتصل خلالها مرسى بالسيسى، وقال له إنه يقترح أن يقتصر الاجتماع على مائدة غداء يوجه فيها كلمة للموجودين ولا داعى للحوار، فوافق السيسى على الفور.

وفى المرحلة الثانية، عاود الاتصال به يخبره بأنه لن يحضر اللقاء من الأساس، وهو ما عالجته القوات المسلحة، عبر تصريح تليفزيونى ألقاه اللواء محمد العصار- الذى كان وقتها مساعدًا لوزير الدفاع- بأن قال إن اللقاء كان لقاءً إنسـانيًا وعلى مائدة غداء وهدفه إزالة الاحتقان، وهو ما لم يجر أبدًا، فقد كانت هناك رغبة لدى الرئيس الإخوانى فى أن يصل بالصدام إلى منتهاه.

الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد يزور مصر مشاركًا فى دورة القمة الإسلامية بدعوة من محمد مرسى، تحدث نجاد، وتجول فى القاهرة، وزار ضريح الإمام الحسين، ورغم أنه تم استقباله على باب المسجد بالأحذية، عندما أشار بعلامة النصر بعد أن أنهى زيارته إلى الضريح، إلا أن الزيارة أثارت مزيدًا من القلق والتوتر.

لم تعترض المؤسسة العسكرية على وجود نجاد، فقد جاء الرئيس الإيرانى بدعوة رسمية، لكن الاعتراض كان على شىء آخر.

فعلى هامش زيارة نجاد إلى القاهرة، قال بصلف: إن إيران قادرة على حماية مصر، وإنها ستحميها من أى مخاطر تتعرض لها.

كان التصريح غير أنه مزعج إلى درجة كبيرة، فهو مهين أيضًا، فمصر لها جيش قادر على حمايتها، ثم إن مرسى لم يلتفت إلى تقديرات الموقف الأربعة التى رفعتها له المخابرات الحربية، تحذّر فيها من أى تقارب من أى نوع مع إيران.. قد يكون امتنع عن قراءتها من الأساس، وقد يكون قرأها ولم يهتم بما فيها، لأنها تتناقض مع ما يسعى إليه.

الاحتجاج على التصريح الإيرانى لم يكن رسميًا عبر بيان من المتحدث العسكرى، أو تصريحات منسوبة إلى مصدر عسكرى، ولكنها عبر اتصال تليفونى جرى بين السيسى، وزير الدفاع، ومرسى بوصفه الرئيس، فى هذا الاتصال حذّر السيسى الرئيس الإخوانى من خطر توقيع أى اتفاقيات عسكرية مع إيران.

لم يكن السيسى يقرأ كف الغيب، ولكنه كان يمتلك معلومات عما ينتويه مرسى، ولذلك كان التحذير واضحًا وقويًا، وهو ما جعل مرسى يتراجع عن مجرد التفكير فى أى تعاون من أى نوع مع إيران.

القاهرة فى الرابع من فبراير ٢٠١٣

محمد مرسى يشارك فى اجتماع عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

كانت الأعصاب مشدودة وساخنة، وأعضاء المجلس يمتلكون طاقة من الغضب، فجّروها فى وجه مرسى الذى أحدث حالة من الشقاق والانقسام داخل المجتمع المصرى، كانت تنذر بالخطر الكبير. فأمن الدولة واستقرارها على المحك ورئيس الدولة لا يعمل إلا ما يُزيد الشقاق والنزاع والصراع.

فى هذا الاجتماع طرح أعضاء المجلس العسكرى قضية الأنفاق بين غزة وسيناء، والتى يزيد عددها على ١٦٠٠ نفق، كانوا يعرفون أن محمد مرسى يعترض على الطريقة التى يتم التعامل بها مع الأنفاق، بحجة أن هدم الأنفاق وإغلاقها يحكمان الحصار على الفلسطينيين فى قطاع غزة، وزعم مرسى أمام أعضاء المجلس أنه تلقى شكاوى من حكومة حماس، ومن الشعب الفلسطينى فى غزة، وطلب بشكل رسمى التوقف عن هدم الأنفاق.

كانت القوات المسلحة قد أخذت قرارها، وعقدت العزم على التخلص من القلق القادم من الأنفاق، شرحت لمرسى خطر الأنفاق على الأمن القومى المصرى، ووضعت أمامه خريطة لها، قالت له إنها لا تخدم أبناء الشعب الفلسطينى بقدر ما تخدم مجموعة من المهربين للمواد الغذائية والأسلحة والهاربين من أحكام قضائية والإرهابيين الذين يمكن أن يشكلوا خطرًا على الدولة، والنتيجة أن أبناء غزة يزدادون جوعًا وفقرًا، بينما تصب الملايين فى جيوب المهربين.

لم يكن الشرح بغرض إقناع مرسى بسياسة القوات المسلحة تجاه الأنفاق، ولكنه كان للتأكيد على صحة موقف الجيش، ولذلك عندما خرج مرسى من الاجتماع غاضبًا- لأن القادة لم يستجيبوا لطلبه- لم يعبأ السيسى بغضبه، فقد رأى أمامه رئيسًا لا يعرف أبجديات الأمن القومى المصرى، وحتى لو عرفها فهو لا يهتم بها، وهو بذلك لا يستحق حتى الالتفات.

كانت التقارير الصحفية والمحلية تشير إلى أن محمد مرسى وعد المسئولين السودانيين بشكل قاطع أن تكون حلايب وشلاتين لهم، وقُمت بإذاعة تسجيل صوتى منسوب لوزير سودانى فى برنامج «آخر النهار» الذى كنت رئيس تحريره فى هذا الوقت، يؤكد أن مرسى لا يمانع إطلاقًا فى سيادة السودان على حلايب وشلاتين بلا قيد ولا شرط.

لم تكن هذه هى المشكلة الوحيدة، فقد كان هناك ما يشبه تمهيد الأرض لهذا القرار، ففى هذه الفترة أيضًا صرّح مهدى عاكف، مرشد الإخوان الراحل، بأن الجماعة لا تمانع فى ضم حلايب وشلاتين للسودان أو مصر، فالجماعة تؤمن بأن الأمة الإسلامية واحدة، ولا يجوز الصراع على الحدود التى هى فقط مجرد أمتار هنا أو هناك.

كان ما قاله مهدى عاكف تعبيرًا صادقًا وعمليًا على غياب فكرة الوطن عن فكر الجماعة، وبالتالى على فكر الرئيس الذى جاء منها.

كان القرار من السيسى سريعًا هذه المرة، وعلى لسان مصدر عسكرى لم يعلن عن اسمه، قال المصدر فى تصريحات صحفية: «إن القوات المسلحة لن تسمح بالتفريط فى حلايب وشلاتين، وإن أرض مصر وسيادتها ليست مجالًا للتفاوض مع أى دولة أخرى».

كان تصريح المصدر العسكرى مستندًا إلى حالة الغضب الشديدة والاستياء العام داخل القوات المسلحة بسبب ما نُسب إلى مرسى، وما قاله مرشد الجماعة السابق. ورغم أن وزير الدفاع كان يستوعب الموقف على أنه قد يكون مجرد بالونة اختبار فقط من الجماعة لمعرفة رد فعل الجيش على ما يردده مرسى، إلا أن السيسى تعامل مع الموقف بحزم، وكانت الرسالة واضحة، فليس من حق أحد أن يقترب.

فى ١١ أبريل ٢٠١٣ دعا الفريق أول عبدالفتاح السيسى، محمد مرسى لحضور اجتماع للمجلس العسكرى.

كانت هناك مفاجأة ألجمت محمد مرسى فعجز عن الكلام، وجد إجماعًا من أعضاء المجلس العسكرى بقيادة السيسى، على رفض أى كلام من أى نوع عن حلايب وشلاتين، أو عن أى جزء من الأراضى المصرية.

كان المقصود بأى جزء من الأراضى المصرية، هو ما تردد عن تأجير منطقة قناة السويس للمستثمرين القطريين تحديدًا، وكنت أول من نشر هذا فى تقرير صحفى موثق، حصلت على معلوماته من أحد رجال الأعمال الذى رافق خيرت الشاطر فى زيارته إلى قطر، وهى الزيارة التى طُرحتْ فيها مسألة إمكانية تأجير القناة، وقد جاءنى منزعجًا مما سمعه هناك، فقد رأى أمامه عملية بيع كاملة لمصر.

حاولت الجماعة أن تبرر ما يجرى على الأرض، فأحالت الموضوع إلى أنها طرحت مسألة تأجير القناة على المستثمرين القطريين بنظام الصكوك الإسلامية، ولما ضاق الرأى العام بالأمر، أقسم خيرت الشاطر بالطلاق فى مؤتمر حضره عدد من الإعلاميين أنه لا يوجد أى كلام عن تأجير القناة.

فى اجتماع المجلس العسكرى وأمام عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، خضع محمد مرسى، وتعهد بعدم الموافقة على أى مشروع فى منطقة القناة، إلا بعد العودة إلى القوات المسلحة، وأغلب الظن أنه لم يكن صادقًا أبدًا فى ذلك، وقد يكون ما فعله من باب التخلص من الموقف الذى وجد نفسه فيه.

القاهرة فى ١١ يونيو ٢٠١٣

لم يكن النقاش فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة- والذى حضره محمد مرسى- هادئًا أبدًا، فقد تطور إلى ما يشبه المشادة بين الرئيس ووزير الدفاع.

أما ما جرى، فكان أن القوات المسلحة احتجزت وقتها ٦٠ سيارة لاندروفر سودانية، دخلت الحدود المصرية من حلايب وشلاتين، وفوجئ أعضاء المجلس العسكرى بمرسى يطلب من السيسى أن يعيد السيارات وركابها من الجنود والضباط السودانيين إلى بلادهم مرة أخرى.

تحدث مرسى وأعاد وأزاد وأفاض والسيسى صامت تمامًا، وعندما بدأ فى الكلام بدأت عاصفة الغضب.

قال مرسى موجهًا كلامه إلى عبدالفتاح السيسى: يا سيادة الوزير عفا الله عما سلف، فرد السيسى: فعلًا عفا الله عما سلف، ولكننا لن نعيد السيارات أبدًا، لأنها تجاوزت بالفعل الحدود المصرية، وكل ما سنفعله أننا هذه المرة سنعيد الضباط والجنود، لكن إذا تكرر الأمر مرة ثانية فلن تعود السيارات، ولن يعود من فيها.

كان محمد مرسى يتابع ملامح وجه السيسى وهو يتحدث، لمح الغضب باديًا عليه، والتصميم يقفز من عينيه وهو يتحدث، ولذلك لم يجد أمامه إلا الاستسلام لما يقوله وزير الدفاع.

القاهرة فى ١٥ يونيو ٢٠١٣

محمد مرسى يقف خطيبًا فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، ليعلن من تلقاء نفسه دون أن يعود إلى أحد بأنه قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، متعهدًا بأن الجيش والشعب المصرى لن يظلا متفرجين على ما يجرى فى سوريا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل