المحتوى الرئيسى

ما الأهداف الحقيقية للعملية العسكرية للجيش المصري بسيناء؟

02/09 18:45

أثار إعلان الجيش المصري بدء عمليات عسكرية بشمال ووسط سيناء، التساؤلات حول أهداف العملية وتوقيتها؛ خاصة بعد رفع حالة التأهب بالقطاعات الحكومية، وبدء عمليات قصف مكثف الجمعة، على مواقع تنظيم "ولاية سيناء"، ومناطق بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل.

وقدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، تقريرا لمجلس الأمن عن تنظيم الدولة، واصفا جناح التنظيم بمصر بـ"الأكثر رسوخا"، مؤكدا أن "ولاية سيناء" مسؤول عن سلسلة هجمات ضد الأقباط، وله متعاطفون بالبلاد، وأن هناك حركة تبادل بين فرعي التنظيم بمصر وليبيا عبر الحدود.

وفي رؤيته حول الأهداف الحقيقية للعملية العسكرية التي أعن عنها الجيش بسيناء، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبد الله الأشعل: "تحليلي محكوم تماما بمحاولة إتمام صفقة القرن"، مؤكدا أن "الإرهاب الموجود بسيناء هو إسرائيلي ولتحقيق هذا الغرض".

الأشعل، أوضح لـ"عربي21"، أن "هناك شكا كبيرا بوجود محاولات لاستنزاف الجيش المصري الذي تفرغ مقاتلوه في ظل الانقلاب العسكري لبيع الأسماك"، مشيرا لانشغال الجيش بالأعمال غير العسكرية.

ويرى الأشعل، أنه "لو حسنت النوايا لدى النظام الحالي لكان الإرهاب قد اختفى من سيناء ومصر، ولكنها "العقلية التي تحب الظلام"، متحدثا عن غياب الشفافية وحجب المعلومات وحقيقة الأوضاع على الأرض بسيناء، مضيفا: "كل العمليات غامضة وتحيط بها الشكوك ولا توجد مصادر أخرى لذلك يصعب التكهن".

ونفى الأشعل أن تكون العملية العسكرية للجيش بسيناء الآن فيها محاولة لاستعادة هيبة الجيش المصري في أعين المصريين، وأن السيسي أراد أن يثبت أنه المسيطر على سيناء وليس إسرائيل؛ بعد ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول ضربات إسرائيلية لسيناء خلال عامين بطلب مصري، وهو ما أكدته صحيفة "هآرتس" العبرية الخميس.

من جانبه يرى الإعلامي عماد البحيري، أن العملية مرتبطة بأهداف داخلية وخارجية، موضحا أنه "يأتي على رأس الأهداف الخارجية البدء بإخلاء سيناء تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن"، خاصة بعدما أعلن المبعوث الأمريكي للسلام جرين بلات، الأسبوع الماضي، أن الصفقة أصبحت "وشيكة التنفيذ".

البحيري، قال لـ"عربي21": "بدأ السيسي في تنفيذ الجزء الخاص به وخاصة أن "الصفقة" تعتبر المسوغ الرئيسي لدعم أمريكا وإسرائيل لإبقائه على عرش مصر".

وحول الهدف الداخلي، أرجعه البحيري، لقول السيسي بكلمة التهديد التي ألقاها الأسبوع الماضي، بافتتاح حقل "ظهر" للغاز ببورسعيد، أنه "بدأ يسمع حاجات كدة"، موضحا أن "السيسي يقصد لغة تذمر وهمهمات معارضة لم يتعود سماعها قبل ذلك وخاصة بعد فضيحة إجبار الفريق أحمد شفيق على التنازل عن الترشح للانتخابات واعتقال الفريق سامي عنان".

وأضاف البحيري، أنه "ولذلك فقد لجأ السيسي لهذه العملية للتغطية على أي مشاكل داخلية، وربما لو ساءت الأمور أكثر تكون العملية دافعا لإلغاء الانتخابات برمتها".

وأكد الناشط السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، أن الهدف من عملية الجيش بهذا التوقيت أولا؛ هو "تصدير حالة الحرب للشعب المصري، تبريرا وتمهيدا لإتمام مخطط إخلاء سيناء وتهجير أهلها منها دون ضجيج أو معارضة".

الأخرسي، قال لـ"عربي21"، إن "العملية تهدف ثانيا إلى التغطية على فشل النظام بإخراج مشهد الانتخابات بصورة مقبولة ولو بالحد الأدنى، وبالتالي قد يدفع باتجاه ما يشبه الاستفتاء على التمديد للجنرال السيسي".

وأكد أن "ثالث الاحتمالات؛ هو التمهيد لإتمام صفقة القرن التي يدعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأيضا إعداد المنطقة الحدودية لاستقبال فلسطينيي غزة بعد حرب باتت فيما يبدو وشيكة"، حسب الأخرسي.

وقال الناشط السيناوي، بعد ما بثته "نيويورك تايمز" حول الضربات الإسرائيلية لسيناء خلال عامين، إن "العملية ربما تستهدف أيضا تحسين الصورة الذهنية المتدنية عن الجيش؛ خاصة بعد انهماكه لدرجة المزاحمة بأعمال لا تليق بجيش وطني محترف، وكذلك وهو الأهم الضربات الموجعة التي يتلقاها على يد تنظيم ولاية سيناء بين الحين والآخر".

من جانبه ربط المنسق الإعلامي لـ"اللجنة الشعبية للعريش" أشرف أيوب، بين تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول "تنظيم الدولة" بسيناء، وبين ضربات يوجهها الجيش للتنظيم، مؤكدا أنها تكشف حقيقة دور المنظمة الأممية في تنفيذ صفقة القرن، والتمهيد لها بتدخل دولي عبر ضربات عسكرية للتنظيم في شبه الجزيرة المصرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل