إبراهيم الشقنقيري.. "مخرج من أجل المجتمع"

لم تثنه دراسته للدراما والسينما في جامعة "كاليفورنيا" الأمريكية عن تخصيص عدد كبير من أعماله الفنية لتسليط الضوء على قضايا يعيشها الكثيرون من أبناء مجتمعه، فحينا كان يتناولها من منطق الضحك الذي ينتهي برسالة واضحة تترسخ في أذهان المشاهدين، وآخر يبدو عمله جادا يستمد صلابته من رحم ملحمة وطنية عاشها شعبه، ولا تغيب عن أعماله رومانسية تقتلها الظروف القاسية.

مسيرة المخرج الراحل إبراهيم الشقنقيري كانت عامرة بقضايا المرأة المصرية المظلومة، أحيانا، فها هو مسلسل "مأساة امرأة" يعرض الصعوبات التي تواجهها السيدة إذا ما ترمّلت وتركها زوجها بصحبة طفلين صغيرين، فتضطر للعمل في أحد المصانع وتتحمل كافة المضايقات والمصاعب المواجهة لها، غير أن البداية الحقيقية له كانت مع مسلسل "لقيطة"، الذي قامت ببطولته النجمة زيزي البدراوي، ويحكي عن ممرضة أجبرتهظروفها لترك العمل في إحدى المستشفيات، قبل أن تقابل شابا تعيش معه قصة حب تظنها العوض عن ما فاتها، إلا أن تلك الفتاة، لم تكن لتتخلص من ماضيها الذي لطالما طاردها لكونها "لقيطة".

"ساكن قصادي" كان بمثابة الحبة الأولى في عقد المسلسلات الكوميدية التي أخرجتها عين "الشقنقيري"، حيث تناول، من خلال الرباعي عمر الحريري وثناء جميل ومحمد رضا وخيرية أحمد، علاقات الجيران، بما فيها من حب وتعاون ومشاجرات طريفة، أحيانا، ليجد المخرج المجتمعي ضلته من ذلك اللون ويصنع منه ملحمة درامية أخرى بعنوان: "عيون"، الذي قام ببطولته الراحل فؤاد المهندس، يلفت فيها إلى مشكلة الكثير من الذين يعانون من اضطرابات نفسية تسوقهم إلى ارتكاب بعض الجرائم دون وعي، ثم تنتهي تلك السلسلة الكوميدية بمسلسل "قط وفار 5 ستار"، من بطولة النجم سمير غانم، الذي سلط الضوء على قضية أصحاب الأموال الذين يتجهون إلى التمثيل لنيل الشهرة دون موهبة تُذكر.

بطولات المجتمع المصري وجهاده ضد مستعمريه كانت حاضرة في مسيرة "الشقنقيري" من خلال مسلسل "علي الزيبق" الذي روى مأساة المصريين تحت قبضة العثمانيين، وكيف أن بطلا خرج من بينهم ليدفع الظلم عنهم ويرثي العدل وينتقم من الطغاة، ثم يرفض أي سلطة تُعرض عليه باعثا برسالة مفادها أن الحق، أحيانا، لا تضايهيه المناصب.