«رغم عدم انجابها».. كيف لعبت شادية دور الأمومة بامتياز؟

الأمومية في حياة شادية..بين "الواقع والتمثيل والغناء"

"معبودة الجماهير".. ذلك اللقب الذي منحه المصريون، لمن تستحق، وكيف لا؟!؛ فشادية استطاعت خطف قلوب جماهيرها، بوجهها الملائكي البريء، وصوتها العذب، وأدائها المقنع والمبهر في التمثيل، فما حلت مناسبة، إلا وقامت لتشارك المصريين، مشاعرهم بها، فكيف يمكن نسيانها في الفرح، وهي تغني "يا دبلة الخطوبة"، وفي النصر، عندما غنت أغنيتها الشهيرة "مصر اليوم في عيد"، بالإضافة إلى العديد من الأغاني، التي عبرت فيها عن حبها الشديد للأم، مثل "ماما يا حلوة"، تلك المواقف، التي جعلت رصيد حبها لدى المصريين، والعالم العربي لا يتوقف على الإطلاق، إنها الفنانة الكبيرة، شادية التي تحل اليوم زكريا عيد ميلادها.

وبالرغم من حرمانها من الإنجاب، بعد أن أجهضت 4 مرات، إلا أنها لم تفقد مشاعر الأمومة، ما جعل الجماهير يعشقونها؛ لما امتازت به من طيبة القلب والحنية، والعطف على الكبار والصغار، سواء خلال عملها في الوسط الفني أو بعد اعتزالها، حيث استطاعت أن تحقق حلمها في ممارسة دور الأم في العديد من المواقف بين حياتها الأسرية والفنية. ودائما ما تألقت شادية في أدوار الأم، وكانت تبهر وتثير إعجاب فريق العمل والجمهور أيضًا، ما جعلها تلقب بأشهر أم في السينما.

لا تسألني من أنا.. الفيلم الذي تمكن أن يظهر كل مشاعر الأمومة لدي الفنانة شادية، عندما ظهرت بدور الخادمة "عائشة" التي تعاني من الفقر، حتى أن الفقر جعلها تبيع ابنتها زينب للثرية العاقر "شريفة" شريطة أن تقوم هي برعايتها بصفتها مربيتها، وتتحمل الأم طوال الوقت عملها كمربية وخادمة فقيرة طوال الوقت، وذلك حتى لا تبعد عن ابنتها التي لا تعرف حقيقة مربيتها، حتى تطور الأمور وتدفع الظروف الأم للاعتراف بابنتها بالحقيقة بعد مرور السنين التي لا تصدق أن مربيتها طوال السنين الماضية هي أمها الحقيقية.

بالرغم من بشاعة الخطيئة التي وقعت بها "نادية"، تلك الشخصية، التي لعبتها الفنانة شادية، إلا أنها تمكنت من إبراز دور الأم المتواجد بداخلها، حين قدمت دور فتاة تقع في حب خطيبها وتنزلق معه إلى مستنقع الخطيئة وتنجب منه طفلة بعد وفاة خطيبها، لتغضب أمها وتستغل فترة ولادتها حتى تخطف منها ابنتها "فتحية" والتي تقوم أمها باستبدال ابنتها وترسلها للتربية في منزل الرجل الثري حمدي كتعويض له عن ابنته المتوفاة، وبعدها تقع "نادية" في غرام شاب آخر وهو "ممدوح"، وقبل موافقتها على الزواج منه تتعرف على ابنتها فتحية الموجودة في منزل حمدي، ليحدث النزاع بينها وبين أمها التي تتهمها بحرمانها من ابنتها الوحيدة.

في هذا الفيلم قدمت شادية دور فتاة كانت تواقة إلى الثراء، تتزوج من طبيب شاب، وتلد له طفلة جميلة، لكن طموحها يجعلها ترتبط بأكثر من علاقة، لكي تتعلق بعشيق يجعلها تطلق من زوجها التي ولدت منه ابنتها لتنحرف الأم وترافق الوزير الذي يجعلها مدمنة، وفي الوقت نفسه تحاول البنت فضح أمها وزوجها الوزير، حتى يكتشف زوجها الأول ما تقوم به ابنته دون أن يعلمها الحقيقة، وتصاب الأم بغيوبة بسبب إدمانها للمخدرات عقب طردها من منزل الباشا الوزير ويتم نقلها إلى المستشفى لكي تعيش أيامها في المستشفى حزينة على ضياع ابنتها منها وبيعها لها مقابل المال، بمجرد معرفتها بما تقوم به ابنتها، وتفاجأ في المستشفى أن زوجها السابق هو معالجها.

كشفت الفنانة شادية من خلال هذا الفيلم، معاناة الأم عندما تجد ابنها مريضًا، وهي لا تستطيع أن تقدم له يدي العون، حيث لعبت فيه "شادية" دور الأم التي تتزوج من بلطجي يسرق مالها ويستعمله في القمار، ليموت ابنها أمام عينيها في مشهد مؤثر ظهرت في خلفيته "والله يا زمن" بصوتها وهي تصرخ للجميع وتقول "الحقوني يا ناس يا ناس الحقوني"، لكي يطلقها زوجها في النهاية وتعمل كممرضة وتموت في النهاية بالحصبة بعد حياة بائسة عاشت فيها خادمة وضاع منها ولدها أمام عينيها.

يعد هذا الفيلم ذا طابع خاص، حيث اشتركت فيه شادية بدور أم، مع زوجها في الحقيقة عماد حمدي، وتنجب ابنها، الذي جسد دوره النجم شكري سرحان، التي يُقبض عليها بسبب اقتحام البوليس لكباريه تصادف وجودها فيه ليطلقها زوجها ثم تقع تحت سطوة "بلطجي" يعلمها العمل في الغناء وتفتديها صديقتها سعاد ليحكم على البلطجي بالسجن المؤبد حتى يخرج ويحاول قتلها لتقتله، ويدافع عنها ابنها شكري سرحان الذي يعمل محاميا لأمه ولا يعلم، ويعترف والد المحامي له بأن من يدافع عنها هي والدته ليبكي الجميع في جو يملؤه الحزن والأسى عن أم ضاع مستقبلها بسبب تسرع زوجها ووالد ابنها الوحيد.

لم تقتصر شادية على أداء دور الأم في الأفلام فقط، وأنما كرست لدور الأم في أغانيها مكانًا كبيرًا، فما كان لنا أن ننسى، تلك الأغاني، التي نتغنى بها عيد الأم من كل عام، حيث غنت شادية، أغنية "أمي"، التي تقول " أمي حبيبتي يا أمي ضميني دوبيني غرقيني في الحنان"، وعندما غنت "ماما يا حلوة"، تلك الأغنية، التي تقول "ماما يا حلوة يا أجمل غنوة"، وأيضًا عندما غنت أبنها في فيلم المرأة المجهولة، "سيد الحبايب"، ويقول "سيد الحبايب يا ضنايا أنت".

"فيلم الناس والنيل..سر تعرف شادية بابنها"