المحتوى الرئيسى

"العربية": واشنطن تصعّد ضد الأسد بعد استخدامه موادا كيماوية

02/08 14:45

هناك الكثير مما يحدث في سوريا وأخطره الهجمات المتكررة للنظام السوري واستعماله "مادة الكلورين" كسلاح، يطال المدنيين العزّل في أكثر من منطقة.

وذكرت قناة "العربية" الإخبارية: كان من الملاحظ أن الحكومة السورية توقّفت عن استعمال المواد الكيمياوية في الهجمات منذ هجوم خان شيخون وضرب الأمريكيين لقاعدة الشعيرات، لكنه عاود القصف منذ حين، فيما اكتفى الأمريكيون حتى الآن بالتصريحات السياسية والدبلوماسية ولم يكرّروا الضربة العسكرية.

وتحدثت "العربية.نت" إلى عدة مسؤولين أمريكيين وهم أكّدوا أن لا أثر حتى الآن لهجوم بغاز السارين الذي تمّ استعماله من قبل ضد المدنيين، والمعلومات المتوفّرة حتى الآن للأمريكيين وصلت عن طريق طرف ثالث، أي منظمات تعمل على الأرض في سوريا وناشطين ميدانيين، وتشير المعلومات إلى أن النظام السوري استعمل "مادة الكلورين" في هجماته، لكن الولايات المتحدة لم تتمكّن حتى الآن من تأكيد المعلومات كما تأكّدت من ذلك في هجوم خان شيخون.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن الإدارة الحالية "تعتبر استعمال مادة الكلورين بشكل منظّم ضد المدنيين مثله مثل استعمال أي سلاح كيمياوي".

ويترك المسؤولون الأمريكيون الباب مفتوحا أمام الاحتمالات، فثبوت استعمال مادة الكلورين وبشكل منظّم ضد المدنيين، يمكن اعتباره هجوما بالسلاح الكيمياوي، ويستدعي ردّا عسكريا مثلما حدث في الشعيرات، لكن المسؤولين الأمريكيين يريدون ترك الانطباع أن الخيارات مفتوحة، وليس الردّ العسكري أمرا حتميا في إطار "الضربة والردّ عليها".

 وأضافت "العربية": خلال الأيام الماضية نظّمت الحكومة الأمريكية ردّها على أخبار الهجمات، فقد سارع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى التحدث إلى الصحافة في البنتاجون لإيضاح المعلومات، وحاول أن يفرّق بين الأخبار عن استعمال الأسلحة الكيمياوية والمعلومات غير المؤكدة، ثم صعّد المسؤولون الأمريكيون لهجتهم وصولا إلى ما قالته السفيرة نيكي هايلي في الأمم المتحدة، من أن الولايات المتحدة لن تتخلّى عن مسؤوليتها في محاسبة المسؤولين عن استعمال الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

وأضافت "العربية": من الواضح أن الحكومة السورية تحاول استفزاز الأمريكيين، لكن الدبلوماسية الأمريكية تريد التركيز على مسؤولية روسيا "الضامن" للنظام السوري وتصرفاته، كما أن الولايات المتحدة مهتمة بإقناع روسيا والتعاون معها لدفع النظام السوري إلى طاولة جنيف والجلوس جدّيا مع المعارضة السورية برعاية الأمم المتحدة للوصول إلى مسار ينهي الحرب.

ويعتبر الأمريكيون الآن أن مسار سوتشي واجه فشلا واضحا، وأن روسيا لم تتمكّن من اختطاف المسار بعيدا عن مظلة الأمم المتحدة والقرار 2254 وأن تهديدات واشنطن بشنّ هجوم ردّا على هذه الهجمات سيساعد على إقناع روسيا للضغط على الحكومة السورية للدخول في مسار الحلّ.

ويكرر المسؤولون الأمريكيون موقفهم من مستقبل الأسد، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن "الإدارة الحالية لا ترى مستقبلا لسوريا مع بشّار الأسد"، مع أن واشنطن لا تواجه القوات السورية في سوريا ولا تسمح لأي فصيل يتلقّى الدعم الأمريكي بتوجيه سلاحه ضد القوات السورية.

بذلك يبدو الأمريكيون وكأن طريقهم الوحيد للوصول إلى حلّ هو مسار جنيف وما اتفق عليه الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في بيان فيتنام الشهير.

وفي خطوة تساعد على إقناع روسيا، وضعت الولايات المتحدة ورقة عمل مع مجموعة خبراء من دول "صديقة" ومهتمة بالشأن السوري على أن تقدّم الورقة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ومن المثير في هذه الورقة أنها تشير إلى خطوات عملية يمكن لمسار جنيف اتباعها، وهي مفاوضات بين المعارضة والنظام على مضمون دستور معدّل، ووضع وسائل عملية للانتخابات وخلق بيئة آمنة في سوريا.

من اللافت أيضا أن الورقة  تناولت بعض التفاصيل عن تعديل الصلاحيات الرئاسية، لكنها لم تشر إلى مصير بشار الأسد، وتعتبر إدارة دونالد ترامب أنها فعلت ذلك في خطوة "عملية"، فهي من جهة تريد إقناع روسيا بالضغط على الحكومة السورية لتدخل في المفاوضات الجدّية، وروسيا لا تقبل مناقشة مصير الأسد، ومن جهة ثانية، يفهم الأمريكيون أن مسار جنيف لن يؤدّي إلى بقاء الأسد في السلطة على أي حال، ولا ضرورة للتمسّك بالمطلب لدى وضع الآلية أو النصّ.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لـ"العربية.نت"، إن الولايات المتحدة "عملت بشكل لصيق مع الأمم المتحدة ودول صديقة ومع روسيا واللجنة العليا للمفاوضات السورية للتأكد أن صلاحيات الأمم المتحدة وبما يتطابق مع القرار 2254 لإقامة وتحديد سلطة وهيكل وتفاصيل تأليف اللجنة الدستورية في جنيف يتمّ احترامها من قبل كل الأطراف، وهذا العمل سيستمر"، وفيما يسعى الأمريكيون إلى ردم الهوّة مع روسيا، يبدو أن لديهم تحدياً آخر في تصرفات تركيا ومشاكلها مع الأكراد.

وأوضحت "العربية": تؤكد واشنطن الآن رغبتها بضمّ الأكراد السوريين إلى المفاوضات، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة "تدعم أوسع مجموعة ممكنة من الممثلين السوريين للمشاركة في النقاشات المتعلقة بحل النزاع السوري".

وكما يحدث مع روسيا والحكومة السورية، تحاول الولايات المتحدة تلمّس أفضل الخطوات مع تركيا، فيقول الأمريكيون إنه لا حضور لديهم في منطقة عفرين حيث تقود الوحدات العسكرية التركية ووحدات من المعارضة السورية الموالية لها هجوما ضد الأكراد، لكن الأمريكيين يسعون لإبقاء العملية في إطار محدود لا يلحق الضرر بعلاقتهم بالأكراد ووحدات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل