المحتوى الرئيسى

تعزيزات عسكرية واستنفار طبي في المستشفيات... ما الذي يحدث في شمال سيناء؟

02/08 23:05

ما الذي يجري التحضير له في شمال سيناء؟ وهل المنطقة باتت على أبواب عمليّة عسكرية واسعة؟ تُطرح هذه الأسئلة مع انتشار أخبار حول حالة تأهب واستنفار "غير مسبوقة" تشهدها هذه المحافظة المصرية.

وتضافرت تصريحات من مصادر أمنيّة وطبيّة وقبليّة تؤكد على أن "وضعاً استثنائياً" تشهده شبه الجزيرة الحدودية، فيما تحدث شهود عيان عن سماعهم دوي قذائف مدفعية بشكل شبه متواصل، وتحديداً في جنوب العريش، وعن حالة استنفار قصوى في حواجز مراقبة الطرق، عند مداخل المحافظة.

غلب التكتّم الرسمي والأمني على تفاصيل ما سيجري في الأيام القليلة المقبلة، لكن الأحاديث كثرت عن عمليّة عسكرية ضخمة تتزامن مع بدء العمل على تعزيز أمن مطار العريش.

ويأتي ذلك بعد أسبوع على دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإطلاق عملية إخلاء خمسة كيلومترات من محيط حرم مطار العريش، على خلفيّة استهداف المطار، أثناء زيارة خاطفة كان يقوم بها وزيرا الدفاع والداخلية، بقذيفة من إحدى المزارع المجاورة، قبل نحو شهر.

يؤكد الشيخ حسن خلف، وهو من كبار مشايخ سيناء، لرصيف22 بدء حالة استنفار، ويتحدث عن وصول قوات نخبة إلى المنطقة ومدرعات، ويقول: "إنها عملية جادة هذه المرة للقضاء على الإرهابيين الذين يُقدّر عددهم بـ 1300".

"مع الأسف الشديد، مرّت سنوات كنا نأخذ فيها موقع الدفاع ولم توجد فيها مبادرات جديّة"، حسب خلف الذي يقول إن الأمر مختلف هذه المرّة وقد وُعدت القبائل بالقضاء على الإرهابيين، وتحديداً عناصر داعش المنضوين تحت لواء تنظيم "ولاية سيناء"، والذين أذوا المنطقة كثيراً، بحسب الشيخ.

وكما العادة مع كل تحرك عسكري، شاع حديث عن توزيع عناصر تنظيم "ولاية سيناء" منشورات في منطقة العريش، تحذّر المواطنين من التعاون مع قوات الجيش والشرطة، وتدعوهم (وهو ما اعتبره البعض جديداً) إلى "التعاون مع التنظيم الذي يحمل لواء الخلافة".

وتزامن الكلام عن العملية العسكرية مع انتشار تأكيدات طبية تكشف صدور تعليمات برفع حالة التأهب في مستشفيات سيناء ومحافظات مجاورة وكذلك نقاط الإسعاف، وقطع إجازات الأطباء والمسعفين وإخلاء أسرّة، فضلاً عن انتداب أطباء من عدة محافظات إلى هناك لفترات قد تمتد إلى ثلاثة أشهر، دون الإشارة إلى سبب واضح.

هنا البيان للإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة في مستشفيات #سيناء ، وفي المقابل حركة #حماس تعلن عن استنفار في صفوف قواعدها العسكرية تحسبا لاي عدوان محتمل ، والجيش المصري يواصل الحشودات الغير مسبوقة .. #بدء_تنفيذ_صفقة_القرن #شيطان_العرب_والسيسي pic.twitter.com/5Qxbq11gxQ

— عبدالله الطويل (@AbdullahBotawil) February 8, 2018

عدم الإشارة إلى سبب الاستنفار الطبّي لم يمنع وضعه في سياق الاستنفار الأمني. والأخير جرى ربطه بما كان قد صرّح به السيسي في 29 نوفمبر الماضي، حين كلّف الجيش والشرطة بإعادة الاستقرار وفرض الأمن في سيناء خلال ثلاثة أشهر.

ومع نهاية الشهر الحالي، تكون قد استحقت المدة التي وعد فيها الرئيس المصري باستخدام "كل القوة الغاشمة" لـ"اقتلاع الإرهاب من جذوره".

وكان كلام السيسي قد أتى على خلفية "مذبحة المصلين"، وهو الاسم الذي أُطلق على الهجوم الذي أسفر عن مقتل 311 شخصاً كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة في مسجد الروضة في مركز بئر العبد.

شارك غردما الذي يجري التحضير له في شمال سيناء؟ وهل المنطقة باتت على أبواب عمليّة عسكرية واسعة؟ تُطرح هذه الأسئلة مع انتشار أخبار حول حالة تأهب واستنفار "غير مسبوقة"

شارك غردمصادر أمنيّة وطبيّة وقبليّة تؤكد على أن "وضعاً استثنائياً" تشهده محافظة شمال سيناء المصرية. فما الذي يحدث؟

في المقابل، لا ينظر الباحث أحمد كامل البحيري إلى العملية التي يُحكى عنها حالياً باعتبارها غير مسبوقة أو حاسمة.

يقول الباحث في "مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية" لرصيف22 إن العمليات العسكرية مستمرة منذ أكتوبر 2015، حين شنّ الجيش المصري عملية حملت اسم "حق الشهيد"، و"منذ ذاك الوقت، ونحن في ظل عمليات كبرى تشترك فيها كافة القوات الأمنية".

وبالتالي، لا يمكن النظر إلى هذه العملية إلا كاستمرار لـ"حق الشهيد". أما تكثيف الأمن والاستنفار الحاصل فـ"هو يأتي تماشياً ربما مع تصريح السيسي الذي قد يكون سياسياً"، حسب البحيري.

ولا يرى الباحث الذي عمل طويلاً على قضايا الإرهاب إمكانية القضاء على التنظيم في غضون ثلاثة أشهر، كما وعد الرئيس، ولا حتى في ستة أشهر. وبرأيه "قد يضعف التنظيم، لكن نهايته قد تحتاج فترة زمنية طويلة".

يستند البحيري في تحليله إلى أن "ولاية سيناء" ("أنصار بيت المقدس" سابقاً) ليس تنظيماً داخلياً بل هو مرتبط بتنظيم "داعش" الذي "وإن ضعف مؤخراً، وتحديداً بعد معركة الموصل، إلا أن التوترات والاضطرابات الإقليمية تساعد على استمرار نشاطه الإرهابي".

لا يوجد إحصاء دقيق لعناصر التنظيم في سيناء، ولكن التقديرات تقدّرهم بما بين 700 و1200 عنصر، ويقول المراقبون إن قوتهم تراجعت بعض الشيء في رفح والشيخ زويد وتركزت أكثر في بعض جيوب العريش.

وفقاً للبحيري الذي يستند في معلوماته على تقارير أمنية داخلية وخارجية، فإن أغلب عناصر التنظيم من سيناء، في حين أن الباقين هم عناصر أجنبية تنامى وجودهم تحديداً عام 2017.

ويقول إن 90 في المئة من العناصر الأجنبية يأتون من غزة، وتحديداً بعد الخلاف الذي حُكي عنه داخل "كتائب عز الدين القسام" بخصوص طريقة المواجهة مع إسرائيل، أما الـ10 في المئة الباقون فأتوا بشكل أساسي من سوريا في النصف الثاني من عام 2017، ويسلكون من ليبيا طرقات برية توصلهم إلى سيناء، لصعوبة الوصول عبر البحر في ظل وجود القوات البحرية الإسرائيلية والمصرية.

من جهة أخرى، استمرت عمليات إنشاء منطقة "الحرم الآمن" حول مطار العريش الجوي بالتفاعل.

وبحسب ما نقلت الوكالات عن مصادر محلية، فإن "أهالي المنطقة المحيطة بالمطار بدأوا عمليات نزوح، فيما تم الدفع بجرافات تحت حماية مدرعات وعربات للكشف عن المتفجرات وللقيام بأعمال توسعة حرم المطار لمسافة تبلغ خمسة كيلومترات في جميع الاتجاهات عدا الجهة الشمالية للمطار التي ستتوسع بنحو كيلومتر ونصف الكيلومتر فقط"، حسب تصريحات محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور.

وكشفت مصادر لوكالة "الأناضول"، عن أن "معدات عسكرية بينها جرافات وصلت في مطلع فبراير الحالي إلى محيط مطار العريش الواقع جنوبي المدينة، والذي يضم مزارع ومساكن أهلية، لتنفيذ الأمر الرئاسي بإخلاء حرم المطار".

يعرب الشيخ خلف عن انزعاج أهالي المنطقة من الظلم اللاحق بأصحاب الأراضي الزراعية وبأشجار الزيتون، بسبب قرار إخلاء حرم المطار، في حين اعتبر البحيري أن القرار الرسمي منطقي لجهة تأمين المطار لا سيما بعد الاعتداء الذي شهده.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل