الخطيب وأبو تريكة ومحمد صلاح - من الأفضل في تاريخ مصر؟ | Goal.com

انتشرت في الفترة الأخيرة مجموعة من المقارنات بين محمد صلاح ومحمود الخطيب ومحمد أبو تريكة عن أفضلية أحدهم في تاريخ الكرة المصرية عن الآخرين.

وهو أمر لا أرى له أي أساس من الصحة وقد ينقص من قدر أحدهم عند مشجعي البقية دون أي حاجة لذلك فلكل منهم دوره مع فريقه ومنتخب مصر وسحره الخاص داخل المستطيل الأخضر وخارجه. 

رئيس النادي الأهلي الحالي، كان له دورا كبيرا في زيادة شعبية الكرة داخل مصر وبداية سطر تاريخ المارد الأحمر في إفريقيا بعد قيادة الفريق لتحقيق اللقب الأول افريقيا عام 1982 ثم الفوز بكأس الكؤوس في مناسبتين والعودة مجددا لتحقيق اللقب الإفريقي إلي جانب 15 لقبا محليا، إضافة إلى التتويج بلقب أفضل لاعب في القارة ليكون أول لاعب مصري يفوز بالجائزة.

على الصعيد الدولي، قاد الخطيب جيل قوي لمنتخب مصر للتتويج ببطولة إفريقيا بعد غياب 27 عاما.

إنجازات ساهمت في زيادة شعبية الكرة داخل مصر ودخول النادي الأهلي للمعترك الافريقي وعودة مصر على خارطة الكرة الإفريقية ليتم تصنيفه ضمن أهم الأساطير في العالم حسب الجمعية الدولية لتريخ الكرة.

زيدان الكرة العربية كما يطلق عليه الكثير من المتابعين، تواجد في النادي الأهلي ليقود مجموعة كبيرة من النجوم لتكوين جيل ذهبي أكل الاخضر واليابس مع النادي الأهلي، خمسة ألقاب لدوري أبطال افريقيا أنهى بها المارد الأحمر الصراع مع غريمه الزمالك على صدارة الألقاب القارية إلى جانب السيطرة المحلية والحصول على الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية.

على الصعيد الدولي، كان أبو تريكة أحد أفراد جيل حسن شحاتة الذهبي الذي فاز ببطولة إفريقيا في ثلاث مناسبات وإن منعت الإصابة "الماجيكو" من التواجد في الأخيرة، وظل الصعود لكأس العالم عصيا على جيل صنفه الكثير على أنه الأفضل في تاريخ الكرة المصرية.

أهداف أبو تريكة المؤثرة في تاريخ النادي الأهلي ومنتخب مصر، بداية من مباراة الصفاقسي في نهائي بطولة إفريقيا 2006 مرورا بركلة الجزاء الأخيرة أمام كوت ديفوار وهدف الكاميرون الشهير في 2008 حتى هدفي نهائي 2013 في مواجهة اورلاندو مع الأهلي، لن ينساها أحد، مشاهد الحفاوة من جماهير البلدان العربية التي كان يذهب لها أبو تريكة كمنافس قد تخلص الكثير من مشاعر الحب لهذا النجم.

مباريات ودية عالمية تم استدعاء أبو تريكة للمشاركة فيها مع الكثير من النجوم حول العالم، وحتى بعد اعتزاله وتكريمه في العديد من البلدان ووجوده في أكثر من محفل دولي، أوضحت مكانة هذا النجم للكثير خارج الوطن العربي.

مواقف محمد أبو تريكة الإنسانية مع الفقراء ومع أهالي شهداء بورسعيد بعد الفاجعة التي راح ضحيتها 72 شابا وحتى تصرفاته مع زملائه داخل غرف الملابس كان لها دورا في مكانة خاصة له داخل قلوب الجميع.

حالة فريدة صنعها محمد صلاح في الشارع المصري، فمن منا لا ينتظر مباراة ليفربول ليتابع ما سيقدمه ثاني الهدافين للبريميرليج، ترى كل العيون مترقبة لما يفعله، تتعالى الآهات عندما يسدد الكرة أو يقوم بمراوغة، وقد تشعر بزلزال على كل المقاهي مع تسجيله لأي هدف.

مواقع التواصل الاجتماعي لا تكل ولا تمل في مدح ما يقدمه محمد صلاح مع ليفربول، وتبدأ حالة الطوارئ في اللحظة التي يتم إعلان فيها ترشيح صلاح لأي جائزة تحتاج لتصويت الجماهير، يتسابق الجميع للتصويت وغالبًا ما تكون النتيجة محسومة لصالح الفرعون المصري.

محمد صلاح الذي واجه العديد من الانتقادات بعد فشله في التواجد أساسيا مع جوزيه مورينيو، خرج صوب الدوري الإيطالي الذي صنفه الكثير على أنه الأصعب مقارنة بقدراته لينجح هناك ويعود للبريميرليج مجددا كأغلى صفقة في تاريخ ليفربول وقتها.

بعد الحديث عن قدرته على التواجد أساسيا من عدمه، رد صلاح على الجميع بتسجيله 21 هدفا في البريميرليج حتى الآن، ليصبح هداف ليفربول وأسرع من يصل لهذا الرقم في التاريخ كما أصبح أكثر المحترفين المصريين تسجيلا في الدوري الإنجليزي في فترة قصيرة رغم أنه لا يصنف كمهاجم، وازدادت شعبية مصر في كل بقاع إنجلترا وتتغنى جماهير ليفربول باسمه ليصبح أيقونة لهم.

على صعيد المنتخب المصري، فيكفينا قول أن صلاح قاد بلاده لتحقيق حلم كأس العالم بعد غياب 28 عاما ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية، ليتوج كل ذلك بالفوز بجائزة أفضل لاعب في القارة.

تطور كبير أحدثه محمد صلاح في الكرة المصرية باجتهاده وإيمانه بقدراته، ليقود اسم مصر نحو العالمية في فترة تعاني فيها من قلة الأسماء الرنانة رغم ازدياد عدد المحترفين. 

في النهاية، فككل من هذا الثلاثي له دوره في تطوير الكرة المصرية وزيادة شعبيتها وفرض السيطرة القارية على صعيد الأندية والمنتخبات، لكل منهم محبيه والذين يروا أن نجمهم الأفضل في التاريخ ولكن إنجازات أحدهم لن تقل عن الآخر في شيء