المحتوى الرئيسى

خبيران: ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص أطاح بحلم تركيا

02/07 15:12

لم تكن اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية المصرية، مع قبرص فى البحر المتوسط، وأيضا المملكة العربية السعودية، بالبحر الأحمر وليدة اللحظة خلال السنوات الثلاث الماضية، بل كانت من ضمن الأهداف الاستراتيجية المصرية، وأمرا فى غاية الأهمية والخطورة والتى شكك فيها الكثيرون من جماعة الإخوان الإرهابية، وظل الرئيس عبدالفتاح السيسى صامتا حتى إنهاء هذه الاتفاقيات، وعدم الإفصاح عن أبعادها السياسية والاقتصادية مع التعتيم على البيانات المؤكدة بحجم الثروات البترولية بالمنطقتين، ليعلن بعد ذلك عن الاكتشافات التى تمت خلال الفترة الماضية، ومنها حقل "ظهر".

وأرجع الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية، وعضو الجمعية المصرية لمهندسي البترول، سبب الغضب التركي إلى حصول مصر على قيادة البحر المتوسط بعد الاكتشافات الكبيرة التى أُعلن عنها مؤخرا، وآخرها حقل "ظهر"، الأمر الذى يحول مصر إلى مركز عالمى لتداول الطاقة وعمل أكبر شبكة غاز للتصدير إلى أوروبا.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور"، أن تركيا كانت تحلم طوال السنوات الماضية بالسيطرة على سوق الغاز فى أوروبا من خلال إنشاء شبكة غاز الجنوبى الروسى التركى لتجميع الغاز من منطقة البحر المتوسط، لتصبح الدولة الوحيدة المتحكمة فى سوق الغاز بالمنطقة، لكن مصر تحت قيادة الرئيس السيسى استطاعت أن تسرع فى إنهاء الاتفاقيات مع قبرص واليونان فى ترسيم الحدود، والاتفاق على مد خط عربي مصرى يبدأ من شمال بورسعيد ويمر بقبرص إلى جزيرة "كريت"، ومنها إلى اليونان، ثم إلى جنوب أوروبا.

وأوضح أستاذ هندسة البترول، أن هذه الاتفاقيات جعلت تسحب البساط من تركيا بشكل قانونى مدروس بعقلية فنية فائقة التميز، وهنا تفاجأت تركيا خلال زمن قياسي بإنهاء جميع الترتيبات الخاصة بثروات البحر المتوسط فكانت صدمة كبيرة بالنسبة لها، ثم جاءت الضربة الثانية لتركيا فى إعلان بدء إنتاج الغاز من حقل "ظهر"، والاكتشافات الأخرى بالبحر المتوسط قبل موعدها بأربع سنوات لإضاعة الفرصة على تركيا فى إنشاء هذه الشبكة، وبهذا الإنجاز العظيم الذى حققته مصر تبخرت كل أحلام تركيا فى السيطرة على سوق النفط والغاز.

وأشار "القليوبى" إلى أن ترسيم الحدود البحرية المصرية مع قبرص واليونان كان له أهمية قومية كبرى، لأن مصر شعرت بأنه سيكون هناك قلق فى هذا الشأن وهو ما يحدث الآن وقامت بتأمين حدودها قانونيا وتوثيق هذه الاتفاقيات وترسيم الحدود بالأمم المتحدة، وهنا شعرت تركيا بأنها ستفقد السيطرة على البحر المتوسط، ولكن تدخل جماعة الإخوان الإرهابية التى ترعاهم تركيا هو من يثير تركيا نحو التدخل فى هذا الأمر وهذا لم ولن تسمح به مصر وستتصدى لأى محاولات من أى جهة تحاول أن تعبث باقتصادها.

أما الدكتور رمضان أبوالعلا خبير البترول الدولى، فقال إن تصريح تركيا بعدم الاعتراف بترسيم الحدود المصرية القبرصية، ليس له أى سند قانونى، من حيث الاعراف والقوانين الدولية، ما يدل على غطرسة تركيا وتدخلها فى أمور لا تمت لها بأى صلة.

وأوضح "أبوالعلا"، لـ"الدستور"، أن هناك أسبابا تبطل تصريحات تركيا بشأن ترسيم الحدود، أولًا أن تركيا لم توقع على اتفاقية أعالى البحار بالأمم المتحدة، طبقا للقوانين الدولية، ولم ترسل أى خطوط لسواحلها، كما أن تركيا تحاول السيطرة على الجزء الشمالى الشرقى بالبحر المتوسط، الذى ليس له أى خطوط لتركيا، كما أن تركيا لم تعترض على ترسيم الحدود بين إسرائيل وقبرص ولن تستطيع الاعتراض عليها بالرغم من قربها للمياه التركية.

وأشار إلى أن مصر على استعداد تام لمواجهة أى جهة بالخرائط والقوانين بأحقيتها فى ترسيم الحدود واستغلال ثرواتها البترولية، بالإضافة إلى أن مصر قادرة على ردع أى دولة تسول لها نفسها الاعتداء على أراضي مصر وثرواتها.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل