المحتوى الرئيسى

قبل الطوفان.. كيف يمكن للطاقة النظيفة إنقاذ الأرض؟ | ولاد البلد

02/06 17:51

الرئيسيه » بيئة » قبل الطوفان.. كيف يمكن للطاقة النظيفة إنقاذ الأرض؟

الواضح أن حرق نفايات الفحم والنفط والخشب تسبب بشكل كبير في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما أدى بدوره إلى الاحتباس الحراري.

في الوقت ذاته تعمل المحيطات والغابات الممطرة بمثابة دروع واقية، لقدرتها على امتصاص الكربون من غلافنا الجوى، إذ إن المحيطات وحدها تمتص ثلث الكربون، والغابات تمتص جزءًا آخر وتحفظه بأمان فى جذوع وأوراق الاشجار والمواد العضوية.

وفي وقت سابق قال بان كيمون، الأمين العام للأمم المتحدة، إن التغير المناخي يحدث بطريقة سريعة جدًا، وقد رأينا أنماط طقسية غير عادية ومتطرفة بشكل كبير.

وأضاف خلال فيلم وثائقي لقناة ناشيونال جيوجرافيك بعنوان “قبل الطوفان” “إذا أخذنا بعين الاعتبار مدى سعة الكون، فإن كوكب الأرض يبدو كقارب صغير وإذا غرق فالجميع سوف يغرق”.

مايكل براون، المدير التنفيذى لـ”سيرا كلوب”  Sierra Clu (مؤسسة بيئية بالولايات المتحدة الأمريكية تعمل منذ 1892 فى أبحاث اكتشاف وحماية البيئة) إذا أردنا محاربة التغير المناخي علينا مواجهة أن غالبية اقتصادنا قائم على الوقود الاحفورى “الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي”.

ويتحكم النفط بأكثر قطاع النقل، والفحم والغاز الطبيعي يتحكمان في معظم إنتاج الطاقة الكهربائية، ومن أجل تعزيز اعتمادنا على الأحفوري في العقدين الأولين من القرن 21 نتجه إلى مصادر جديدة كليًا خطيرة ومتطرفة جدًا، مثل إزالة قمم الجلاب بحثًا عن الفحم، وتكسير الصخور بحثًا عن الغاز الطبيعي، والحفر البحرية بحثًا عن النفط، ورمال القار وهي الأكثر دمارًا في إنتاج الوقود الأحفوري.

ويقول الفنان ليونارو ديكابريو، بصفته سفير الأمم المتحدة للسلام، كلما بحث فى المسائل المتعلقة بقضية التغير المناخي يفاجأ بمدى ضخامة فروع القضية.

ويشير إلى حوار دار بينه وبين نائب رئيس الولايات المتحدة “ألبرت ألنورد جور”، ذكر فيه أن التغير المناخي هو أهم قضية في الحياة، لأن كافة أساليب حياتنا المتعلقة بوسائل النقل باختلاف أنواعها، والطريقة التي ننتج بها طعامنا ونبني بها مدننا، كل ذلك يطلق غاز ثاني أكسيد الكربون.

يبقى ثاني أكسيد الكربون عالقًا في الهواء، ويؤدي إلى التغير المناخي، ما يؤدي إلى ذوبان الغطاء الجليدي الجنوبي، وبالتالي يرتفع منسوب البحار، وهو ما يعني أننا سنشهد طقسًا مختلفًا.

ويتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2040 يمكننا الإبحار في القطب الشمالي، لن يتبقى بحر متجمد في المحيط الشمالي في الصيف، علمًا بأن القطب الشمالي هو بمثابة “مكيف الهواء” لنصف الكرة الأرضية، لذا فإن اختفاءه يعني تغير كبير في المناخ، وبالتالي تحدث الفياضات والجفاف بطرق أكثر خطورة.

وتقول لينزى ألين المدير التنفيذى لمؤسسة “رين فورست أكشن” Rainforest Action Network، (منظمة بيئية أمريكية) إن المحيطات تؤدي دورًا عازلًا، بامتصاص نحو ثلث غاز ثانى أكسيد الكربون، الذي نفرغه في الغلاف الجوي، وبسبب ذلك يتشكل قوة كبيرة في المناخ، والمشكلة أنها لن تتمكن من القيام بعملها مع هذا الكم الكبير من الانبعاثات.

وتشير “ألين” إلى أن المحيطات والغابات الممطرة، هي من أهم النظم البيئية التي تساعدنا على استقرار المناخ، إذ تمتص الكربون من غلافنا الجوي.

بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الانبعاثات تحفظ لنا بأمان في جذوع وأوراق الأشجار والمواد العضوية، إلى أن نتخلص منها ونشعل النار فيها.

ويعد التخلص من الغابات، أمر غاية في الخطورة، فالآن بقي ثلاث مناطق للغابات الاستوائية في العالم “الأمازون فى أمريكا الجنوبية، وحوض الكونجو في أفريقيا، والغابات المطيرة جنوب شرق آسيا والتي تمتد إلى أندونيسيا”، وشهد العديد منها حرائق أشعلت عمدًا بهدف إنشاء مزارع استخلاص زيت النخيل وغيرها من الصناعات.

ويقترح بعض الناشطين فى مجال البيئة فرض ضرائب عالية على استخدام الكربون، لتجعل أصحاب المصانع يفكرون جيدًا في استخدام البدائل الأنظف، إذ إن المسؤولية الاجتماعية وحدها لا تدفعهم للحد من استخدام تلك الملوثات، طالما أنها ما زالت البديل الأسهل والأرخص.

ويقول الدكتور جوهان روكستورم، أستاذ علوم البيئة جامعة ستوكهولم، رئيس مركز ستوكهولم للصمود، إن فكرة عمل المركز قائمة على البحث عن كيفية تحسين مستقبل البشرية على الأرض ، في وضع بدأنا فيه نصل إلى الحد الأقصى الذى يمكن للكوكب تحمله.

وأضاف “روكستورم” أننا لم نكن في عالم أكثر حرارة من الوضع الحالي من قبل، وهذا ليس أمر مألوف، وعلينا محاولة التحول إلى مناخ مستقر، واستخدام الطاقة النظيفة.

ويشير إلى أن التجربة الألمانية فى استخدام الطاقة الشمسية، نجحت في توفير 30% من الطاقة التى يحتاجها المواطنون من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التى يرسلها أكثر من مليوني مواطن إلى الشبكة مباشرة.

ويصل إنتاج الدنمارك من الطاقة في بعض الأيام 100% من الرياح فقط، وهى قابلة للتجديد كليًا، ومجانية للأبد، وفي السويد أعلن رئيس الوزراء أن السويد ستكون أول دولة خالية من الوقود الأحفوري.

وفي سياق متصل يقول الدكتور بيرز سيليرز، مدير قسم علوم الأرض بوكالة ناسا، لدينا نحو عشرين قمرًا صناعيًا للبحث في الأرض كل يوم، واحد موجه للغيوم وآخر لدرجة حرارة سطح البحر وواحد يبحث في نسبة ثانى أكسيد الكربون، وغيرهم.

ووفقًا لتلك الملاحظات يمكننا رؤية القطبين يذوبان بوضوح، كما ستتغير عدة تيارات مناخية مهمة، تصبح على أثرها بعض المناطق ساخنة جدًا ومناطق أخرى أشد برودة مما هي عليه مثل أوروبا.

الخطأ الشائع فى تفسيرالتغيرالمناخي هو أن كل شيء سيصبح أكثر دفئًا وهذا ليس صحيح، الموضوع أخطر من ذلك، كما تشير التوقعات إلى انتقال أحزمة هطول الأمطار من خط الاستواء، ما يؤدى إلى جفاف شديد في الكثير من المناطق والبلدان.

ويتابع “سيليرز”: عندما نتوقف عن حرق الوقود الأحفوري، وهو ما يجب فعله فى أسرع وقت، ستزيد حرارة الأرض أكثر لفترة ثم تعود لتستقر مرة أخرى لما كانت عليه بصورة أبرد، وقد يعود الجليد الزائب لحالته الصلبة من جديد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل