بـ"النبابيت والمخاريط".. لماذا تلمع عيون بعض الحيوانات في الظلام؟

تلمع عيون بعض الحيوانات في الظلام، من المؤكد أن معظمنا لاحظ هذه الظاهرة، ولكن هل فكرت ذات مرة في سبب حدوثها، كل ما هنالك طبقة عاكسة، في الجزء الخلفي من مقلة العين، تسمى الحاجز الشفاف، تزيد من كمية الضوء التي تمتصها مستقبلات الضوء في عيونهم.

والحاجز الشفاف طبقة عاكسة من الأنسجة، موجودة في عيون العديد من الفقاريات واللافقاريات، وتقع هذه الطبقة في الجزء الخلفي من شبكية العين، وتتمثل المهمة الرئيسية لها في زيادة الضوء المتاح للمستقبلات الضوئية في العينين، وهذه المستقبلات عبارة عن خلايا عصبية في شبكية العين تحول الضوء المرئي، عن طريق امتصاص "فوتونات" الضوء، إلى إشارات يمكن أن تنشط عمليات حيوية بالجسم في وقت لاحق.

هناك طبقة في عين الإنسان، تسمى بطبقة "النبابيت والمخاريط"، تساعدنا على التفريق بين الألوان وتوفير الرؤية في الليل، وهما اثنين من ثلاثة أنواع من الخلايا المستقبلة للضوء وجدت في شبكية العين عند الثدييات، لذا يمكننا القول إن الشعاع الظاهر عند بعض الحيوانات هو نوع من المرايا في الجزء الخلفي من عيون ثدييات معينة تجعل عيونها تلمع، وهذا يكون أكثر وضوحا في الليل.

جميع الفقاريات التي لديها طبقة الحاجز الشفاف في عيونهم تميل إلى أن تكون ذات عيون لامعة، وهذه الظاهرة تسمى بتوهج العينين، ولكن ما سبب حدوث هذا؟، وكيف لطبقة من الخلايا في الجزء الخلفي من مقلة العين أن تجعل عيون الحيوانات تتوهج؟.

أساسيات علم البصريات تقول إنه بما أن طبقة الحاجز الشفاف عبارة عن عاكس خلفي، يعكس الضوء الساقط إلى مصدره بدون تشتت كبير، فإنه يعكس الضوء الواقع عليه مرة أخرى إلى طريقه الأصلي، ونتيجة لذلك، يمتزج الضوء الأصلي والمنعكس معا، فيعطي المزيج للمستقبلات الضوئية في العين فرصة ثانية لامتصاص الضوء.

وهذا يمنح الحيوان رؤية أكثر وضوحا، وخاصة في الليل، كما أن مستقبلات الضوء تحصل على المزيد من الضوء، وبالتالي تنتج صورة أكثر إشراقا، ومع ذلك، هذا النوع من تعزيز الرؤية الليلية عند الحيوانات يجعل الصور التي يرونها ضبابية قليلا.

وعلى الرغم من أن الحاجز الشفاف نفسه له لون، فإن ظاهرة توهج العين تكون قزحية الألوان، لذلك لون الشعاع يعتمد على المعادن التي تشكل بلورات الحاجز الشفاف والزاوية التي ينظر منها للشعاع الناتج من توهج العين، والألوان الأكثر شيوعا لهذه الظاهرة تشمل اللون الأبيض ذو الحواف الزرقاء عند الكلاب، والأخضر لدى النمور، الأخضر الذهبي مع الحواف الزرقاء أو الأزرق الشاحب مع الحافة الأرجوانية في الغزلان.

ولدى الكثير من الحيوانات، وخاصة الليلية، ظاهرة توهج العين، فهي تعطيهم رؤية أفضل في الليل، وتمنحهم حدود طبيعية أثناء الصيد من أجل الطعام، وتساعدهم على تجنب الحيوانات المفترسة، والحيوانات المائية أيضا مثل التماسيح، وأسماك القرش، لديها هذه الطبقة العاكسة في الجزء الخلفي من عيونهم.