المحتوى الرئيسى

مخاوف من تصعيد رغم تعهد واشنطن وموسكو باحترام معاهدة الأسلحة النووية

02/06 00:40

أكدت الولايات المتحدة وروسيا، اليوم الاثنين، التقيد بالتزامهما الحد من ترسانتيهما النوويتين كما تنص على ذلك معاهدة "نيو ستارت"، لكن العديد من القادة باتوا يتخوفون جديا من الدخول في سباق تسلح جديد.

وكان من المفترض بموجب هذه المعاهدة للحد من الأسلحة "الاستراتيجية" التي وقعتها موسكو وواشنطن، أن يتم خفض عدد الرؤوس النووية للدولتين تدريجيا الى 1550 لكل منهما بحلول يوم الإثنين، بعد سبع سنوات على دخول النص حيز التنفيذ في الخامس من فبراير 2011.

وجددت الإدارة الأمريكية التأكيد الإثنين على انها تتقيد بهذا العدد منذ أغسطس الماضي.

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها "تحترم التزاماتها لجهة خفض عدد الأسلحة الاستراتيجية المدمرة".

وبما أن المعاهدة تنص على تبادل للمعلومات وعمليات تفتيش متبادلة، سيكون بوسع كل من البلدين معاينة ترسانة الطرف الاخر خلال الشهر المقبل.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت "نتوقع أن يتيح تبادل المعلومات الذي تنص عليه المعاهدة تأكيد هذا الالتزام".

وكانت بدت واثقة عندما قالت الخميس الماضي "ليس هناك ما يحملنا على الاعتقاد بأن الحكومة الروسية لا تلتزم بهذا العدد".

ومن المفترض أن تؤدي هذه المعاهدة التي وقعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى فتح "صفحة جديدة" بين البلدين، لكن التوتر يتزايد، وحالت الشبهات بحصول تواطؤ بين الفريق الانتخابي لدونالد ترامب وموسكو خلال الانتخابات الرئاسية في 2016، دون تحقيق تعهد الرئيس الأمريكي بتحسين العلاقات بين البلدين.

فالعلاقات في أدنى مستوى وإذا كانت إدارة ترامب تعتبر هذه المعاهدة "اساسية" فذلك لانها تجعل العلاقات "أكثر شفافية" برأيها، في الوقت الذي "تدهورت فيه الثقة وتزايدت مخاطر سوء الفهم".

في موازاة ذلك، نشر البنتاغون الجمعة "تقريره حول الموقف النووي" فصل فيه طموحاته بحيازة أسلحة جديدة أقل قوة "ردا" على عودة روسيا إلى التسلح.

وتقول واشنطن أن موسكو تقوم بتحديث ترسانة من الفي سلاح نووي "تكتيكي" (اي قصير الى متوسط المدى) من خلال الالتفاف حول التزامات معاهدة "نيو ستارت" التي لا تشمل الاسلحة "الاستراتيجية" (البعيدة المدى أو العابرة للقارات).

بدورها، تعهدت روسيا "اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل ضمان أمنها"، منددة ب"الطابع العدائي للموقف" الأمريكي.

بالفعل، يقول مراقبون إن هذا التقرير المخالف لنهج الإدارات السابقة، يترك انطباعا بالعودة إلى أجواء الحرب الباردة قبل تفكك الاتحاد السوفياتي.

ودق وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال ناقوس الخطر عندما ندد الأحد ب"العودة إلى سباق التسلح النووي" الذي "يهدد" أوروبا.

وإذا كان أقر بوجود اشارات "واضحة" تفيد ب"عودة روسيا الى التسلح"، فانه دعا إلى التصدي لها بإزالة الأسلحة بدلا من التصعيد.

وكتبت رئيس نشرة "بوليتن اوف ذي اتوميك ساينتستس" ريتشل برونسون أن "هذا الموقف النووي ليس سوى وثيقة من الحرب الباردة بعد تحديثها للتماشى مع العصر وتقترح اجوبة من الماضي لتهديدات اليوم".

وتزايدت المخاوف خصوصا بحصول مواجهة نووية مع الطموحات النووية لكوريا الشمالية.

وعلقت مديرة الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية وحائزة جائزة نوبل للسلام بياتريس فين ساخرة لوكالة فرانس برس "إذا كنتم تعتقدون أن الأسلحة النووية هي فعلا وسيلة للردع وتحقق السلام والاستقرار، فلابد عندها من الإشادة بجهود كوريا الشمالية"، مضيفة "لا يوجد سلاح نووي استخدامه مقبول"، فكل هذه الأسلحة يمكن أن تؤدي إلى "نزاع كارثي على المدنيين".

أما التصريحات العدائية لترامب فتزيد من مخاوف البعض.

وتقول اليسيا ساندرز زاكر من جمعية "آرمز كونترول" لفرض رقابة على الاسلحة ان "التصريحات المتهورة لرئيسنا حول الاسلحة النووية وسخريته من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون وتباهيه المتكرر على تويتر بحجم زره النووي" تشعرها بالقلق.

في هذا السياق، تثير النوايا الأمريكية إزاء بيونغ يانغ تساؤلات كبيرة في واشنطن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل