المحتوى الرئيسى

آلية جديدة لتوزيع اللاجئين قد تحسن فرص عثورهم على عمل

02/04 12:29

كثيراً ما يُطرح السؤال عن الطريقة المثلى لتوزيع اللاجئين الواصلين إلى بلد ما. ويعتقد الكثير من الخبراء في مجال عملية التوزيع أن هناك مجالاً لإدخال تحسينات على الآلية المتبعة حالياً في دول الاتحاد الأوروبي، بما فيه ألمانيا، أكبر دولة مستقبلة للاجئين. "طريقة التوزيع الحالية عكس ما يجب أن يكون عليه الحال"، حسب ما يقول برند ميزوفيك من منظمة "برو أزول"، المدافعة عن اللاجئين، في حديث لمهاجر نيوز.

عمل باحثون من "جامعة ستانفورد" الأمريكية و"المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ" على تطوير آلية حسابية سهلة الاستعمال والتطبيق ويعتقدون أنها ستحسن وبشكل كبير عملية التوزيع. "لا تراعي طريقة توزيع اللاجئين على المدن والبلديات الألمانية المواءمة بين اللاجئين وقدراتهم المهنية والأماكن التي يرسلون إليها"، حسب ما نشر الباحثون في المجلة العلمية الأمريكية المعروفة "ساينس".

وقد اعتمد الباحثون على بيانات من الولايات المتحدة وسويسرا. "ندرك أن المكان الذي يتم فرز اللاجئ إليه يلعب دوراً كبيراً في نجاح إدماجه في المجتمع. ومن هنا حاولنا تطوير الخوارزمية الحسابية لتساعد السلطات على تحديد المكان الأفضل لفرز اللاجئ إليه"، يقول دومينيك هانغارتنر أحد الباحثين.

وقد جمع الباحثون بيانات عن السن والجنس واللغة الأم ودرجة التعليم والخبرات المهنية للاجئين وطالبي اللجوء إلى سويسرا والولايات المتحدة. كما شملت البيانات تاريخ دخولهم البلدين والمكان المفروزين إليه وعملهم الحالي. وبناء على كل تلك البيانات طوروا خوارزمية لتحديد المكان الأمثل لطالب اللجوء من حيث فرصته في الحصول على عمل.

كشفت دراسة ألمانية أن عدد اللاجئين ممن وجدوا عملاً بدوام كامل بلغ 140 ألفاً وأن 60 بالمئة منهم لهم تأهيل مهني، من بينهم 9,4 بالمئة حاصلين على شهادات جامعية. ويشكل السوريون ربع العاملين والعراقيون نسبة 15 بالمئة. (28.12.2017)

كشف مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان والذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، عن أن بعض أكبر متاجر الملابس في أوروبا فشلت في وقف إساءة استخدام اللاجئين السوريين الذين يعملون في مصانع تركية. (23.11.2017)

تفتق ذهن الكثير من اللاجئين إلى ألمانيا عن أفكار خلاقة وحولوها لمشاريع عمل واعدة. سيدة سورية نجحت بمعونة شريكها الألماني في إطلاق متجراً الكترونياً لبيع البضائع والمنتجات الشرقية. (19.11.2017)

"ارتفاع احتمالية العثور على عمل"

يدعي العلماء أن الخوارزمية سترفع بنسبة 41 بالمئة فرص العثور على عمل بين اللاجئين إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد ثلاثة أشهر من وصولهم. أما في سويسرا فقد ترتفع نسبة العاملين من بين اللاجئين إلى حوالي 73 بالمئة، وذلك في السنة الثالثة لإقامتهم في ذلك البلد.

"نحاول إدخال أدلة تجريبية وأفكار خلاقة إلى مجال طالما سيطرت عليه النقاشات الإيدلوجية الساخنة"، حسب ما يقول دومينيك هانغارتنر لمهاجر نيوز. ويضيف أن "الهدف من بحثنا والسياسة المقترحة هو مواجهة التحدي الأساسي الذي يواجه العديد من البلدان اليوم: الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للعدد الكبير من اللاجئين وطالبي اللجوء".

ويذهب هانغارتنر وزملاؤه إلى الاعتقاد أن آلية التوزيع تلك لا تنطبق على سويسرا والولايات المتحدة فحسب، بل يمكن تطبيقها في ألمانيا أيضا. ويرى أن السياسات المتبعة لإدماج اللاجئين مثل دورات اللغة وورشات التأهيل المهني مكلفة، في حين أن خوارزميتهم تساعد السلطات على فرز اللاجئين بتكلفة لا تذكر وأحياناً بدون تكلفة على الإطلاق.

مهما يكن من أمر، فقد شكك بعض الخبراء، الذين تواصل معهم موقع مهاجر نيوز، في إمكانية تطبيق هذه الطريقة في ألمانيا. "تقوم الوكالة الاتحادية للعمل بجمع البيانات عن المستوى التعليمي والخبرة المهنية لطالبي اللجوء بعد فرزهم إلى البلديات والمدن، وليس عند تقديمهم الطلب مباشرة"، تقول مديرة مجلس اللاجئين في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، بيرغيت ناويوكس، في حوارها مع مهاجر نيوز.

لكن هانغارتنر يقول "يتعين علينا إعادة هيكلة لكل المنظومة" ويتابع "حتى دون معرفة التاريخ المهني لطالب اللجوء، يمكن للخوارزمية تحديد المكان الأمثل لفرز اللجئ إليه بناء على بلده الذي ينحدر منه وجنسه وسنه".

والجدير ذكره أنه يتم توزيع اللاجئين على ولايات ألمانيا الستة عشر بناء على آلية محددة، تقوم على أن كل ولاية يتعين عليها استقبال لاجئين وفق نسبة ثلثي عائداتها الضريبة وثلث عدد سكانها. وتتشابه الآلية الألمانية مع نظيرتها السويسرية القائمة على التوزيع العشوائي للاجئين دون النظر لأي اعتبارات أخرى.

وعلى الرغم من أن بعض اللاجئين يبدون رغبتهم بفرزهم إلى مدن وبلدان بعينها، إلا أن رغباتهم تلك نادراً ما يتم أخذها بعين الاعتبار، حسب ما تخبرنا برغيت ناويوكس. وبعد الفرز يلزم اللاجئ بالبقاء في الولاية، وأحياناً حتى في البلدية، لمدة ثلاث سنوات. ومن هنا فإن إرسال اللاجئ إلى مكان يكون فيه بمقدوره الاندماج فيه بسهولة سيكون على درجة كبيرة من الأهمية لكل من اللاجئ والدولة الألمانية.

حسب ما يرى الخبراء الذين تواصل معهم مهاجر نيوز، فإنه لا بد من إدخال تحسينات على الطريقة الحالية لتوزيع اللاجئين داخل البلدان المستقبلة. "حتى اليوم يتم معاملة طالبي اللجوء كما لو كانوا غير ناضجين بما فيه الكفاية ليقرروا بأنفسهم"، يقول برند ميزوفيك من منظمة "برو أزول، المدافعة عن اللاجئين. "لا بد من أخذ رغبات طالبي اللجوء الشخصية في عين الاعتبار"، حسب ما تعتقد مديرة مجلس اللاجئين في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، بيرغيت ناويوكس.

وقد أثنى برند ميزوفيك على الطريقة المقترحة، أما بيرغيت ناويوكس فقد أبدت تشككها: "التركيز على الأهمية الاقتصادية لطالبي اللجوء أمر صعب؛ إذ أنه يسلط الضوء على كيفية الاستفادة اقتصادياً من اللاجئين أكثر من مراعاة مصالحهم".

ومن جانبه، أكد دومينيك هانغارتنر أن تطويرهم للخوارزمية كان لزيادة فرص حصول طالبي اللجوء على فرص العمل، مضيفاً أنها يمكن أن تأخذ الظروف العائلية أيضاً في الحسبان في المستقبل. "العثور على عمل يعتمد على عدة عوامل. على سبيل المثال قد تزيد احتمالية عثور طالب اللجوء على عمل في مكان يعيش فيه أفراد من جماعته العرقية"، يختم الباحث دومينيك هانغارتنر حديثه مع مهاجر نيوز.

رغم ظروف الحياة القاسية استقر الحال بحوالي 2000 من اللاجئين السوريين على حواف الحقول والمزارع في منطقة توربيل بإزمير، شرقي تركيا، حيث يكسبون قوتهم من العمل في الحصاد.

بعد أن فقد هؤلاء سبل العيش في بلادهم، سيما أولئك الذين أتوا من الأرياف حيث كانوا يعملون بالأجر اليومي، أصبحوا يعملون مقابل نصف الحد الأدنى من معدل الأجر اليومي المتبع في تركيا، كما أنهم عرضة للاستغلال بسبب حاجتهم وظروفهم.

الهمّ الأول لهؤلاء اللاجئين هو توفير إيجار مسكن يأوي عائلاتهم، والذي عادة ما يكون خرابة قديمة أو خيمة مهترئة، ويكون ذلك بطبيعة الحال على حساب توفير متطلبات المأكل والمشرب، حيث لا تتوفر للكثير منهم إمكانية الحصول على وجبات منتظمة.

"في ظل الحرب في بلادنا، ليس لدينا خيار آخر"، يقول ديهال النازح من الحسكة السورية، لذلك هو سيبقى هنا مع عائلته، مع أن إزمير الخيار الأفضل بالنسبة إليه. ورغم أن الأجور في هذا الميناء جيدة إلا أنه لا يعرف المدينة ولا يجد سوى العمل في الزراعة، ومع ذلك يقول "لا بأس".

يوجد في تركيا أكثر من مليونين ونصف المليون سوري، وفيما يجد البعض منهم موسم الحصاد فرصة للعمل وكسب الرزق، تتجه الغالبية العظمى منهم نحو المدن الكبيرة، على أمل الحصول على فرصة عمل أفضل هناك، أو مواصلة الرحلة نحو غرب أوروبا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل