المحتوى الرئيسى

سفير بولندا بالقاهرة: نستهدف زيادة الاستثمارات في مصر صناعيًّا وزراعيًّا

01/23 19:30

قال سفير بولندا في القاهرة "ميخائيل موركوتشينسكي"، إن بلاده تستهدف زيادة الاستثمارات في مصر على المستويات الصناعية والزراعية، بعد أن كانت مقتصرة على السياحة فقط خلال الفترة الماضية، وذلك في إطار جو الاستثمار الإيجابى في مصر بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

جاء ذلك في لقاء مع عدد من المحررين البرلمانين، اليوم الثلاثاء، في مقر السفارة بالزمالك، مؤكدًا على أن العلاقات الاقتصادية بين مصر و بولندا ليست علي المستوي المأمول و لذلك سوف يقوم وفد صناعي بولندي بزيارة لمصر خلال شهرين للدفع بالعلاقات لمستوي جديد و خصوصا بعد زيارة وزيري الزراعة و الصناعة المصريين لبولندا العام الماضي، مؤكدا أن هناك مذكرة تفاهم تم توقيعها بين البلدين لدعم العلاقات الاقتصادية وخصوصا في المجال الزراعي و الصناعي.

وقال: "سوف نجد في الفترة القريبة في مصر استثمارات من شركات بولندية في منطقة قناة السويس و في القطاع الزراعي وحيث إن بولندا من أكبر الموردين للآلات الزراعية لمصر ، وكذلك في مجالات تصنيع الغذاء و في مجال حلج الأقطان، ووعلي حد قول السفير "يكفي أن تسير في شارع الجمهورية في وسط القاهرة لتري كم الشركات المصرية التى تعمل وكيلا للشركات الزراعية البولندية في مجال حرث الأراضي و طلمبات المياه ، كما أن بولندا صدرت لمصر في عام 2017 تفاح بقيمة 8 ملايين دولار.

وقال السفير "إذا ذهبت إلي متجر كارفور فسوف تجد الكثير من التفاح المعروض مكتوب عليه أنه وارد من الاتحاد الأوروبي بينما هو في الحقيقة وارد من بولندا ويتميز بجودته و رخص ثمنه بالمقارنة بالتفاح المستورد من الدول الأوروبية الغربية، متابعا: "سوف نري في الشهرين القادمين مشاورات مكثفة بين وزير الصناعة المصرية و بين وزير التنمية المحلية البولندي" لدعم العلاقات الصناعية الزراعية بين البلدين و من أجل إقامة منطقة صناعية في المنطقة الحرة بالسويس."

ولفت السفير إلى أن العلاقات المصرية البولندية قد تطورت كثيرا في السنوات الأربعة الأخيرة وشهدت نموا في العلاقات الاقتصادية و السياحية، مشيرًا إلى  أن وزيري الزراعة و الصناعة المصريين قاما بزيارات في 2017 لبولندا  ، بينما أزداد عدد السياح البولنديين لمصر زيادة كبيرة، مشيرا إلى  أنه كان من المقرر أن يقوم الرئيس البولندي "أندري دودا" بزيارة للقاهرة في العام الماضي 2017 للاحتفال  بمرور 90 عاما علي إقامة علاقات دبلوماسية بين مصر و بولندا، ولكن الأحداث السياسية التى شهدتها بولندا في 2017 و أدت إلي مجيئ حكومة جديدة و رئيس وزراء جديد ووزير خارجية جديد أدت إلي تأجيل الزيارة.

وقال السفير "موركوتشينسكي" إن الرئيس السيسي كان قد التقي الرئيس البولندي علي هامش لقاء مجموعة "فيشجراد" في العاصمة المجرية بودابست في يوليو 2017 و هي المجموعة التى تضم دول المجر و بولندا و التشيك و سلوفاكيا ، وقدم له دعوة لزيارة القاهرة، وقال السفير "نحن نعتبر مصر لاعبا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط و العالم العربي و أنها دولة مهمة للأمن في هذه المنطقة ، علاوة علي أنها قوة سياسية كبري و تشكل الكتلة المستقرة في المنطقة وفي قارة أفريقيا أيضا."

وأضاف السفير "نحن نريد التعلم من مصر و خصوصا أن مصر كانت عضوا غير دائم في مجلس الأمن في العامين 2015 و 2017 و سوف تتولي بولندا العضوية في مجلس الأمن في العامين القادمين 2018-2019." و قال "ما نريد تعلمه من مصر هو دورها في مكافحة الإرهاب من خلال عضوية مجلس الأمن و تحقيق الأمن وقد أجرينا مشاورات مع مصر في الفترة الأخيرة ، وقد قامت بهذه المشاورات مندوبة بولندا في مجلس الأمن السيدة "يوهانا يورنيشكا" و التى كانت سفيرة بولندا في القاهرة في السنوات الأخيرة.

وواصل حديثه:" سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في نهاية أكتوبر 2015 أدي لإنخفاض في السياحة البولندية القادمة لمصر  إلي 120 ألف سائح في العام بعد أن كانت 150 ألف سائح ، ولكن في عام 2017 عادت للإرتفاع ووصلت إلي 170 ألف سائح، مشيرً إلى أن هناك رغبة متزايدة من البولنديين لزيارة مصر للسياحة في الشتاء الحالي و خصوصا مع فترة الأجازات المدرسية الشتوية ، ولذلك تم فتح 2 خط طيران شارتر مباشر من بولندا إلي شرم الشيخ و ثلاثة خطوط لمرسي علم و خط إلي منتجع الجونة بالغردقة.

وحول العلاقات السياسية قال السفير البولندي "أنا هنا في مصر منذ 2014 و قد تابعنا تغير نظام الحكم في مصر وشاهدنا الحشد الكبير من الجماهير في الشوارع و هي تطلب التغيير و كذلك شاهدنا التلاحم بين الشعب و الجيش، وقال السفير "أن مصر تجنبت التطورات التى حدثت في سوريا و ليبيا بسبب قوة الدولة و قوة

واعتبر السفير – الذى خدم من قبل في سوريا – أن الوضع في سوريا كان به جانب طائفي و هو ما أدي إلي اشتعاله ، علاوة علي تدخل الدول الكبيرة في الوضع في سوريا و هو الأمر الذى لم يحدث في مصر أدي لإطالة أمد الصراع والحرب الأهلية هناك.

وقال السفير "لقد تابعنا بتفاؤل ما جري في مصر و انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهو الرئيس السيسي و ما أدي ذلك من استقرار في مصر و تجنب الشعب المصري ما حدث من كوارث في سوريا و ليبيا." و قال أن الشعب المصري يتمتع بتجانس بينما تنتشر الطائفية في الدول الأخري و خصوصا سوريا. و قال أن الجيش المصري قوي و هذا منع تدخل قوي خارجية في شئون البلاد الداخلية و المحافظة علي استقرارها.

وحول الموقف الذى اتخذته بولندا بالإمتناع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إدانة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل قال السفير أن بولندا اعتبرت أن اللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة إجراء عقيم و أن التأثير الكبير يكون لمجلس الأمن. و مع ذلك – قال السفير البولندي – أن بولندا لن تنقل سفارتها إلي القدس ، علاوة علي أن بولندا من أكبر الدول الممولة للسلطة الفلسطينية ولدينا سفارة في "رام الله" و الفلسطينيين يعرفون موقفنا جيدا و أننا داعمين لهم وأننا لا نعترف إلا بحدود 67 في الصراع العربي الفلسطيني.

ودعا السفير البولندي الشعب المصري لتحمل إجراءات الإصلاح و قال "لتأخذوا النصيحة من الشعب البولندي في هذا الصدد لأنه عندما تحررت بولندا من التبعية للإتحاد السوفيتي السابق في 1989 – 1990 و تخلصنا من الإرث الإشتراكي و سياسات الدعم ارتفع التضخم بمقدار 300% و 400% و خلت المتاجر من البضائع وعاني البولنديين كثيرا ، بينما لم يتعد التضخم في مصر بعد إجراءات الإصلاح الإقتصادي الأخيرة و تعويم الجنية 36% علاوة علي توافر البضائع و السلع." و قال "الحكومة في بولندا لا تقدم حاليا سوي دعم محدود جدا و كل هذا حدث بمساعدة من صندوق النقد و الإتحاد الأوروبي الذى انضمت له بولندا عام 2005 ، و أصبح القطاع الخاص هو المسيطر وهو ما أدي إلي طفرة هائلة في البنية الأساسية و النشاط الأقتصادي و الصناعي".

وقال السفير "أن بولندا كانت جزء من المعسكر الإشتراكي و كانت تابعة 100% للإتحاد السوفيتي السابق ، ولكن التجربة الإشتراكية لم تنجح في بولندا. "ولكن عندما جاء التغيير السياسي الكبير الذى قادته منظمة "تضامن " العمالية في عامي 89-90 و مع انهيار حائط برلين تحررت بولندا و استعنا بصندوق النقد و قمنا بإصلاحات اقتصادية واسعة علي رأسها خفض الدعم الحوكمي و تحمل الشعب البولندي هذه الإصلاحات التى استمرت حوالي 6 سنوات. وقال أن الاتحاد الأوروبي ساعد بولندا علي تخطي أزماتها الاقتصادية ، وكذلك استعنا بنادي باريس و بالبنك الدولي.

وقال السفير إن تعداد سكان بولندا هو 40 مليون نسمة و عند بداية التسعينات و مع إجراء الإصلاحات ركزنا علي عنصرين الأول هو رفع مستوي التعليم و 60% من الشباب هو الآن من خريجي الجامعات ، علاوة علي تطبيق نظام المركزية في المحليات و البلديات و أغلب هذه تمتلك الآن سلطات تنفيذية خاصة و يتم انتخاب رؤساء للبلديات علي مستوي المدينة الصغيرة و المدينة الكبيرة و علي مستوي المحافظة (هناك 17 محافظة في بولندا) وكل محافظة لها برلمان محلي، و هذه الإصلاحات أدت لطفرة في الحياة في بولندا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل