المحتوى الرئيسى

أخلاقيات الانتخابات! | المصري اليوم

01/22 05:23

التوقعات تشير إلى أن الانتخابات ستكون ساخنة جداً، فلا هى مسرحية ولا هى تمثيلية، ولا هى متفق عليها مسبقاً.. ونجاحنا الحقيقى فيها أن نرسى قواعد الديمقراطية، وأن نؤكد فكرة المنافسة الأخلاقية، فلا نطعن فى أحد ولا نجرح أحداً.. وإنما نهتم بالقواعد الأخلاقية للمنافسة الشريفة.. فنجاحنا أن نقدم طبعة مصرية للانتخابات الديمقراطية.. لا تلاسن فيها ولا تجريح!.

وأطرح فكرة أخلاقيات الانتخابات مبكراً قبل أن ندخل فى دوامة.. وفى الحقيقة عشنا سنوات بعد الثورة نستعمل ألفاظاً ومصطلحات غريبة على مجتمعاتنا.. ولذلك كنت قد تنبهت أيضاً لما يمكن أن يجرى، فكتبت سلسلة مقالات عن أخلاقيات الثورة وأخلاقيات الإعلام.. فقد تدنى الإعلام بعد الثورة، وشكا منه الرأى العام، والرئيس نفسه.. وكان صورة من الفوضى العامة!.

والسؤال: هل تتوقع أن يشهد هذا الموسم الانتخابى حالة تلاسن بين المرشحين للرئاسة؟.. أم أننا سنحافظ على تقاليد الانتخابات المصرية، التى لا تتعرض لتجريح الأشخاص؟.. وهل سنشهد مؤتمرات انتخابية وجولات لمرشحى الرئاسة فى المحافظات؟.. هل تحدث مناظرات علنية؟.. هل ستحدث مناورات انتخابية لتفتيت الأصوات؟.. وهل «يتنازل» بعض المرشحين؟!.

أتصور أن كل هذه الاحتمالات واردة فى الانتخابات.. سواء وجود مال سياسى، أو طعون فى الأشخاص.. أو تنازلات.. أو تلاسن.. كل شىء وارد.. فهذه طبيعة الانتخابات فى الدنيا.. ومصر ليست حالة انتخابية مختلفة.. ومعناه أننا فى معركة انتخابية حقيقية وليست تمثيلية.. ولا يلعب فيها كومبارس.. ما أريده فقط ألا ننجرف إلى الأشخاص، أما الكلام عن «السياسات» فلا مانع!.

عودة إلى الإطار الأخلاقى للانتخابات.. وأقول إن إهانة الرموز ومرمغتها فى التراب ستنعكسان على الأجيال القادمة.. فقد تأثرنا كثيراً فى مصر بعد الثورات بحالة فوضى أخلاقية واجتماعية.. ظهرت فى وسائل الإعلام وبرامج التوك شو.. ورأينا الشتائم على الشاشات.. كما حفلت مواقع التواصل الاجتماعى بشتائم نابية، لم نكن نسمعها، فما بالك أن تسمعها من فتيات ونساء؟!.

هذه الدعوة إذن موجهة إلى المرشحين وأنصارهم.. وينبغى أن يستبق المرشحون الماراثون ببيانات إلى مؤيديهم وأعوانهم.. ففى الأفق حالة تربص، وهناك نار تحت الرماد.. وفى النهاية سيكون عندنا رئيس جمهورية واحد.. لا ينبغى أن نمزق ملابسه.. ولا ينبغى أن نسىء إلى مقام الرئيس.. وهذه الدعوة أيضاً إلى من يهمه الأمر، لضبط إيقاع الإعلام الآن وليس غداً!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل