المحتوى الرئيسى

في ذكراه.. تضارب الآراء حول سبب وفاة «الضاحك الباكي»

01/21 16:06

يحل اليوم ذكرى ميلاد أحد رواد السينما المصرية، الذي عاش فترة قصيرة ولكنه قدم الكثير خلالها، استطاع أن يبرز اسمه بحروف من ذهب على الساحة الفنية، حتى أنه تنسب إليه مدرسة تخرج منها كبار النجوم بالوقت الحالي، وكان عاشق لخشبة المسرح فترك بصمةً كبيرةً على المسرح العربي، حتى لقب بِـ«زعيم المسرح الفُكاهي» في الوطن العربي، ويرجع إليه الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي بمصر، هو «الضاحك الباكي» نجيب الريحاني.

كان لِلريحاني وأُسلوبه التمثيلي تأثير على العديد من الفنانين اللاحقين، منهم فؤاد المهندس الذي اعترف بتأثير أُسلوب الريحاني عليه وعلى منهجه التمثيلي، وقد أدى دور الريحاني عدة ممثلين في عدة مسلسلات تلفزيونية تحدثت عن بدايات الفن المسرحي والسينمائي في مصر والوطن العربي.

وفي يوم 8 يونيو عام 1949 فقدت السينما المصرية والمسرح العربي واحد من أهم رواد الفن، فتوفي نجيب الريحاني في هذا اليوم عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد أن تفاقمت حالته بسبب التيفوئيد، والذي أثر سلبًا على صحة رئتيه وقلبه وكان سببًا أساسيًا في وفاته في المستشفى اليوناني بالعباسيَّة.

وجاء نبأ وفاة الريحاني بمثابة الصدمة للكثيرين، وكان له وقع أليم في أنحاء مصر، ووصف بأنه «لا يقل في أثره عن وقع كارثة قومية».

وتضاربت الأقاويل حول السبب الرئيسي لوفاة «الضاحك الباكي» فقيل أن رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا أمر بإحضار الحقن المخصصة لِعلاج مرض التيفوئيد من الخارج حيث لم يكن له علاج وقتها في مصر، وتم إحضارها بالفعل، فيما كشف الناقد المسرحي أحمد سخسوخ، العميد الأسبق لمعهد الفنون المسرحية، عن سبب الوفاة إهمال ممرضته بالمستشفى اليوناني، حيث أعطته جرعة زائدة من عقار الاكرومايسين ليلقى حتفه بعدها بِثوانٍ.

وقيل أيضًا من قبل شهود عيان إن الدكتور الدمرداش المعالج الخاص لنجيب الريحاني أشار عليه بتناول 15 قرصًا من الدواء الذي وصل من الخارج دفعة واحدة، ومرت 10 دقائق تقريبًا، ثم اضطرب جسد الريحانى فى فراشه، واعتصره الألم، وفى ثوان قليلة طفح الدم من فمه فأغرق الفراش، وأطبقت أصابع الريحانى على الفراش فى استماتة الذى يصارع الموت، ومات فجأة.

وأبدى الدكتور اليونانى رأيه فقال إنه يعتقد أن الضرورة كانت تقضى بالحكمة فى استعمال الدواء، وأن الكمية التي تناولها «الريحانى» كانت من الكثرة بحيث أصبحت خطرًا على رجل مريض بالقلب.

وحضرت زوجة الريحاني الألمانية لوسي دي فرناي إلى مصر للوقوف إلى جانب زوجها، وأشارت ابنتهما «جينا الريحاني» إلى أن والدها توفي في أثناء غياب والدتها عند مدير المستشفى لِتطلب وجود أحد الأطباء إلى جانبه بعد أن زادت صحته سوءًا، فلما عادت وجدت إحدى الممرضات تبكي خارج الحجرة، فدخلتها لِتجد بأن زوجها قد فارق الحياة، وأغلق الأطباء الحجرة على جثمان «الريحاني» ومنعوا أيا كان من دخولها كي لا يصاب بالعدوى، ثم نقل إلى مكان آخر.

ورثاه الملك فاروق الأول وعميد الأدب العربي الدكتور طٰه حسين، فقال الأخير في رثائه: أرسل الريحاني نفسه على سجيَّتها، فملأ مصر فرحًا ومرحًا وتسليةً وتعزية، ولو قد فرغ الريحاني لِنفسه، عكف على فنِّه، وتأنى في الإنتاج، لكان آيةً من آيات التمثيل، لا أقولُ في الشَّرق، بل أقولُ في العالم كُلِّه، فقد كان الريحاني مُمثلًا عبقريًّا مافي ذلك شك، ولكنَّهُ مُنع الرَّاحة، وحُرِّمت عليه الأناة، وحيل بينهُ وبين التمهُّل.

رأى النَّاس محزونين يلتمسون عندهُ العزاء والرِّضا والتخفُّف من أعباء الحياة، حين يتقدَّمُ النهار وحين يُقبلُ الليل، فمنحهم ما كانوا يلتمسون فيه في غير بُخلٍ، ولا تردُّدٍ، ولا تفكيرٍ في العاقبة.

ومن الأُمور الطريفة الجديرة بِالذكر أن الريحاني كان قد رثا نفسه قبل وفاته بِخمسة عشر يومًا بِطريقةٍ فُكاهيَّة فيها نفحة من الألم، فقال: «مات نجيب.. مات الرَّجُل الذي اشتكى منهُ طوب الأرض وطوب السَّماء إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يُعجبه العجب ولا الصيام في رجب... مات الرَّجُل الذي لا يعرفُ إلَّا الصراحه في زمن النفاق.. ولم يعرف إلَّا البحبوحة في زمن البُخل والشُّح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة».

وبعد وفاة الريحاني، انتقل شقيقه يُوسُف للعيش في شقة نجيب بِعمارة الإيموبيليا ليندلع الصراع بينه وبين بديعة مصابني، أرملة نجيب، على التركة وتحجز المحكمة علي التركة والشقة لِصالح بديعة، إلَّا أنَّ يُوسُف نجح بدوره في إثبات وقوع الطلاق بين بديعة ونجيب قبل وفاته لِتُصبح التركة من نصيب يوسف الريحاني.

وفي نفس عام الوفاة، قام طلعت حسن، مدير مسرح الريحاني، ببيع كل ما يملكه الريحاني بِالمسرح لتجار «الروبابيكيا» بما فيها الملابس التي كانت بحوزة خياطة فرقة الريحاني يونانيَّة الجنسية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل