المحتوى الرئيسى

محمد الأعصر مدير التحليل الفني بـ «أمان» المالية: البنية التحتية «عصب» التنمية المستدامة

01/21 00:26

حوار - صلاح الدين عبدالله:

«ابتسم ودع كل من حولك يبتسم، دع الحياة تشرق لك، فلابد لشعلة الأمل أن تضىء ظلمات اليأس ولابد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل» هكذا تقول الحكمة.. وكذلك المعارك لا تكسب إلا بالصبر، فوحدك تعرف ما يسعدك ويفرحك فلا تتنازل عن ذلك.

«ربما نختار البداية، لكن النهاية تختارنا، فاحرص على أن تكون عبرة الخاتمة بالنجاح، فالأسهل ليس الأجمل، وإذا كان الطريق سهلا فاخترع الحواجز».. من هنا شكل فلسفته.. ربما البحث عن المعرفة والتفكير، ليس لهما حدود، ونفس الأمر للرجل.

يبحث دائماً عن المعرفة ويطورها، ليس له حدود في التفكير، يتعب ويستمر لتحقيق أهدافه، وهو ناسج للأفكار المجنونة.. يظل وقوفه على منصة التتويج، محفوراً فى حياته حينما قدم للعالم نموذجًا فنيًا في التحليل الفني يعمل به في كل مدارس التحليل العالمية، ليسجل تاريخيه بحروف من نور.

المهندس محمد الأعصر مدير إدارة التحليل الفنى بشركة أمان لتداول الأوراق المالية.. له منهج فى الحياة يؤسس على أن النظر للوراء لن يقدم جديداً، وأن النجاح لن يتحقق سوي باستكمال الطريق.. مقعد ومنضدة وجهاز حاسب آلى، هو كل ما تشمله غرفة مكتبه، الحياة بالنسبة له رسوم بيانية وهندسية، وهي صانعة المجد، فماذا تريد بعد ان يخلد تاريخيك للأبد، هكذا بادرنى عند مدخل غرفة مكتبه البسيط، «شق طريقاً تصنع حضارة» من هنا كانت نقطة تحليله للمشهد الاقتصادي.

«لا تنمية مستدامة بدون بنية تحتية قوية، وها هى ثمار الاجراءات الاصلاحية تتحقق» يقول «إنه ربما يشعر رجل الشارع بهذه الثمار بعد 4 سنوات، لكن كان تحرير سعر الصرف البداية الحقيقية لتحقيق الثراء للاقتصاد».

الرجل لديه تفاؤل مبني علي الحقائق والمؤشرات، ربما لدراسته الهندسية، التي تمنحه الدقة في تحليل المشهد، وربما لإيمانه أن الهندسة تصنع عالمًا واقعيًا لم يكن موجودًا يقول إن» البنية التحتية هي أساس المستقبل للاستثمار، وبدونها لن تكون حضارة، والاقتصاد سار لسنوات طويلة بمبدأ مسكنات، لم يجن منها سوي العناء».

أقاطعه قائلاً: إذن ما الذى اختلف عن المشهد قبل ذلك؟

يجيبني قائلاً «إنه شتان بين الماضي والحاضر في معالجة مشاكل اقتصاد ظل معتمدا على مسكنات وقتية، ضاعفت من فاتورة الاصلاح، وبين تعامل حمل احترافية كبيرة، وجرأة لم يكن أحد قادرًا على تنفيذها».

لكن كان لهذه الجرأة مخاطرها، وفاتورتها الخطيرة.

يقول «إن جراحة الاقتصاد، لم تكن بالأمر الهين، لكن في ظل رغبة الإصلاح، وحالة الثقة بين رجل الساعة، وإيمانه بما يتحقق على أرض الواقع، ساهم فى قيام الحكومة على استكمال حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي سوف تكون في صالح الجميع، وإن كانت لن تكون ثمار التجربة بين عشية وضحاها».

أسرار حياة «الأعصر»، لا تجدها مع أحد، لكن قد تتكشف فى رسم بيانى، أو عمل هندسي يجد متعته في تحليله، لذلك يكون دقيقا عندما يتحدث عن دور هذه الإصلاحات، وكذلك البنية التحتية بالمساهمة في دعم الاقتصاد، ووضع الاقتصاد علي الخريطة العالمية، خاصة في مجال الغاز الطبيعي، الذي سوف يجعلها من الدول الغنية في ظل الازمات التي يتعرض لها البترول وتراجع مصادره في السنوات الأخيرة.

حماس شديد تتبدي في ملامح الرجل الخمسيني، وبنبرة شديد استكمل حديثه ليقول «إن ثمار عوائد تصدير الغاز الطبيعى سوف تؤثر إيجابياً على رجل الشارع، ويشعر بها بعد 4 سنوات، وبالتحديد مع مطلع 2022».

رغم مرور أكثر من عام علي عملية تعويم العملة الوطنية، إلا أنه لا يزال يشغل العديد من الخبراء، ويعد مثارًا للجدل بينهم، لكن لـ «الأعصر» فلسفة خاصة بأن عملية التعويم سوف تضيف للعملة الوطنية قيمتها الحقيقة، حيث إنه ظل طوال الاعوام الماضية يقوم علي دعم الدولة، التى استنزفت مواردها، في الدفاع عنه، دون وجه حق.

تركيز شديد تبدي في ملامح الرجل، قبل أن يجيب

قرر له والده دراسة الهندسة، ورضخ لرغبتة، حتي عام التخرج، ليبدأ رحلة جديدة، ومسارًا آخر يتلاءم مع طموحاته، وأفكاره المبتكرة، في مجال البيزنس خاصة سوق المال، ليحقق معادلة نموذجية بالجمع بين الهندسة، والعمل الفني بالتحليل الفنى، حينما يتحدث الرجل عن السياسة المالية، يشدد على أهمية دور القطاع غير الرسمى والعمل على حصره، ومنح محفزات ضريبية، وإعادة تجربة يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق بالعمل علي توسيع شريحة العملاء، ومحاولة تخفيض الضريبة بصورة تساهم في زيادة الايرادات، على أن يتم التعامل بعد ذلك مع المتهربين ضريبياً بعقوبات شديدة.

لحظات صمت سادت المكان قبل أن يستكمل الرجل حديثه قائلاً: «البلد هاتقف على قدميها وبقوة، حيث إن المؤشرات الاقتصادية تؤكد ذلك وكذلك المناخ الاستثمارى الذى بدأ يشهد تحسنًا ملحوظاً، خاصة مع  تدفق الاستثمارات غير المباشرة فى السوق من خلال استثمارات المحفظة سواء الأسهم أو أذون الخزانة أو السندات».

في جعبة «الأعصر» العديد من حكايات في ملف الاستثمار، حيث يعتبر أن المعوقات التي تواجه الاستثمار البيروقراطية، والمشوار الطويل عند إنهاء الإجراءات الخاصة بالتأسيس، والأمر لا يتطلب  قوانين، وإنما إلى تفعيل وتنفيذ.

تظل القطاعات الاستثمارية هي قاطرة الاقتصاد لأى دولة، وللرجل رؤية خاصة في القطاعات القادرة علي المساهمة في النمو الاقتصادي, وتتصدر هذه القطاعات التصنيع وإحلال محل الواردات التي سوف تعمل علي دعم الصناعة المصرية، بما يساهم في عمليات التصدير للمنتجات المحلية، والاستفادة من الاتفاقيات مع كافة دول العالم، ودخولها حيز التنفيذ، وكذلك قطاع الطاقة المتوقع له تحقيق طفرة غير مسبوقة يضع الاقتصاد على الخريطة العالمية.

«مش مهم تشتغل إيه ولكن المهم تكتب لنفسك النجاح»، مبدأ غرسه والده بداخله، ليكون كلمة السر فى نجاحاته المتواصلة منذ أن قادته الصدفة للعمل فى مجال البورصة، لذلك يتوقع أن يكون العام الحالى هو الفرصة الأخيرة أمام طروحات الشركات الحكومية، حيث إنها فرصة ذهبية لتحقيق الطروحات للنجاح،  فى ظل ملاءمة التوقيت، وشهية السوق لمنتجات وشركات جديدة.

تفاؤل الرجل بالبورصة والسوق بلا حدود، وله مبرراته فى ذلك، تقوم على الشهية الشرائية الكبيرة لدى المستثمرين الأجانب، منذ عملية تعويم الجنيه، وسياستهم التى تقوم على أن الوقت لا يزال مبكراً لتحقيق عمليات جني أرباح وتحقيق مكاسب فى السوق.

البساطة في العمل سر نجاح «الأعصر» في مجاله، ورؤيته الطويلة بفضل خبرته في السوق قرابة 30 عاماً منحته توقعت للمستقبل تقوم على أسس قوية، لذلك فهو متوقع أن يحقق مؤشر البورصة الرئيسى «egx30» 18 ألف نقطة خلال العام الحالى.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل