المحتوى الرئيسى

إطلالة على عالم صبري موسى ما بين "ثقافة المكان" و"تعدد المسارات الإبداعية"

01/20 11:56

يشكل صبري موسى أحد أهم المبدعين المصريين في "ثقافة المكان"، بقدر ما تميز هذا المثقف الكبير الذي سيبقى طويلا في الذاكرة الثقافية المصرية والعربية "بتعدد المسارات الإبداعية".

ووسط حالة من الحزن ، سادت الجماعة الثقافية المصرية، تتوالى التعليقات في الصحافة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية حول إبداعات هذا المثقف المصري الكبير الذي قضى أمس الأول "الخميس" عن عمر يناهز الـ 86 عاما.

والإطلالة على عالم صبري موسى في رحلته الثقافية المديدة تكشف عن "تعدد مساراته الإبداعية" ما بين الرواية والقصة القصيرة والسيناريو السينمائي فضلا عن أدب الرحلات ومقالات وطروحات صحفية ذات مضمون ثقافي عميق.

وفي إبداعاته كقاص وروائي لم يجفل صبري موسى من الاقدام على مغامرات التجريب دون تفريط في الجماليات مع الاتكاء على قاعدة معرفية راسخة وقدرة على التوغل عند الجذور ثم التحليق برؤى كاشفة للواقع.

وبدايات المسيرة الابداعية لصبري موسى ترجع الى مطلع خمسينيات القرن العشرين عندما نشر عدة قصص قصيرة في مجلات ثقافية حينئذ مثل "الرسالة الجديدة" فيما بدأت رحلته الصحفية في جريدة الجمهورية ثم انتقل لمؤسسة روز اليوسف وافسحت مجلة صباح الخير صفحاتها لكتاباته وابداعاته.

وثمة اتفاق عام بين النقاد على ان رواية "فساد الأمكنة" تشكل درة التاج في ابداعات صبري موسى وهي الرواية التي تعد "فتحا في الكتابة الابداعية العربية عن عالم الصحراء" وصدرت طبعتها الأولى في كتاب عام 1973 بعد نشرها في حلقات مسلسلة بمجلة صباح الخير وفازت بجائزة الدولة التشجيعية في العام التالي بينما ولدت فكرتها عندما قام هذا المبدع المصري بزيارة في عام 1963 لجبل "الدرهيب" بالصحراء الشرقية.

وهذه المنطقة الجنوبية في الصحراء الشرقية تضم ايضا عند بلدة "عيذاب" ضريح القطب الصوفي ابو الحسن الشاذلي فيما لم تخل رواية "فساد الأمكنة" بأزمنتها المتعددة من مؤثرات صوفية تجلت في شخصية نيكولا بطل الرواية الهارب من صخب المدن باحثا عن ذاته في صمت و جلال الصحراء والجبال.

وفي هذه الرواية لصبري موسى باجوائها الأسطورية يجد القاريء نفسه ضمن اساطيرها مع "عبد ربه كريشاب وعروس البحر التي خطفت اخاه وابن عمه وابن خاله" ويستمع لقسمه بأخذ الثأر من "عروس البحر التي تصنع احبولتها من ماء ونار ودخان".

وللقاريء ان يتمعن في كثير من التعبيرات والعبارات الدالة في "فساد الأمكنة" ورؤيته للمدينة والصحراء مثل قول صبري موسى :"ان مئات الخطايا الصغيرة التي نرتكبها بسهولة ويسر في المدينة ضد انفسنا وضد الآخرين تتراكم على قلوبنا وعقولنا ثم تتكثف ضبابا يغشى عيوننا واقدامنا فنتخبط في الحياة كالوحوش العمياء".

ويضيف هذا المبدع الكبير :"فالمدينة زحام والزحام فوضى وتنافس وهمجية ولكنهم في الصحراء قلة والخطايا الصغيرة تصبح واضحة تطارد من يرتكبها ويصبح ضبابها على النفس أشد كثافة وثقلا" موضحا أن "دروب الحياة في الصحراء الى بصيرة صافية نفاذة لتجنب اخطارها".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل