بالصور.. «تربانة» أقدم مساجد الدولة العثمانية يئن من الإهمال

في أقدم شوارع الإسكندرية في منطقة المنشية، وتحديدًا شارع فرنسا، "الحي التركي" سابقًا، تجد مسجد تربانة، والذي ضربه الإهمال في الآونة الأخيرة، وأصبح تحت الترميم من قبل ثورة 25 يناير، والتي توقف أعمال الترميم فيه فجأه.

شيده إبراهيم تربانة، أحد التجار المغاربة عام 1097 هـ 1685 م، وهو أحد المساجد المعلقة في منطقة،

وهو مكون من 8 أروقة عرضية و6 أروقة طولية، ويضم أعمدة ذات تيجان مزخرفة، ويعد من أهم الأثار العثمانية الباقية في الأسكندرية، فملحق بالمسجد حجرات سكنية، والطابق السفلي من المسجد عبارة عن مجموعة من المحال التجارية، والغرض من وجودها عند بناء المسجد توفير دعم مالي للمصروفات، كما ان التقنيات كشفت في مسجد تربانة عن وجود صهريج أسفل المسجد عمره 326 سنة، ومساحته 100 متر مربع، كان مخصصًا لخدمة المصلين.

عن طراز المسجد فينتمي إلى طراز الدلتا لانتشاره في بعض مدن دلتا مصر في العصر العثماني، وأهم مايميز هذا الطراز يتمثل في استخدام الطوب المنجور فهو طوب صغير الحجم ملون بالأسود والأحمر، ويبنى في أشكال زخرفية هندسية يزين به مداخل المساجد والبيوت، أما مئذنة المسجد ترتكز على عمودين ضخمين من الجرانيت تتزين بزخارف رومانية.

قال إسماعيل عبدالعزيز، صاحب إحدى المحال المجاورة للمسجد، إن أعمال الترميم والتطوير بدأت قبل الثورة بعامين، ولكن توقف العمل فجأة، وقد حصل المسجد على منحة من إحدى الدول الأوروبية، وجاء بالفعل مجموعة من الخبراء الأجانب لمعاينة المسجد، ووضع خطة لتطويره لكن توقف كل شىء فجأة.

وأشار عبدالعزيز إلى أن هذا المسجد كان يستخدم استراحة لحجاج المغرب حيث كانوا يمكثون في المسجد فترة، وبعده يستكملوا رحلتهم إلى السعودية، وكانت هناك عدد من المباني المجاورة تابعة للمسجد للاستراحة وتم فصلها عن المسجد.

تابع رشاد علي، أحد أهالي المنطقة ومتواجد بجوار مسجد "تربانة" أنه من أهم وأول المساجد الآثرية هنا، وبدأ ترميمه قبل الثورة 25 يناير، ولكن توقف العمل فجأة بعد الثورة إلى الآن، ولا نعلم السبب، وتم وضع حارس على بابه لحمايته ومن حين لآخر يأتي بعض الموظفين إليه يمكثون بعض الوقت ثم ينصرفوا ولا نلاحظ أي تغيير منذ وقف الترميم.

من جانبة قال محمد متولي، مدير إدارة الآثار الإسلامية بالإسكندرية، إن مسجد تربانة من المساجد المنتظرة للترميم، والمسجد بحالة جيدة من الناحية الإنشائية، وتم بدأ أعمال الترميم فيه منذ 2009، واستمرت الترميم لمدة سنة ونصف السنة، ومن بعد 2011 تباطأت أعمال الترميم إلى أن توقفت نهائيًا لعدم توافر الاعتمادات المالية.

وتابع أن الشركة المتابعة لترميم المشروع شركة المقاولين العرب بالمتابعة مع قطاع المشروعات، فالوزارة وفرت مبالغ ترميم لتطوير 35 مشروعًا نعمل على ترميمهم وتطويرهم حاليًا، إلى أن يتم تخصيص جزء مالي لإعادة استكمال أعمال الترميم في المسجد.