المحتوى الرئيسى

مصر القديمة: بيوت تشبه القبور.. والشقوق مأوى للثعابين

01/19 10:16

فى الاتجاه الموازى لمسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة التى تقع جنوب القاهرة بجوار حى الخليفة، تستقر بعض العقارات التى بنيت حديثاً لتخفى ما وراءها من شوارع قديمة تحوى بيوتاً متهالكة تساقطت بعض أجزائها، ويأمل سكانها فى اهتمام الحى بتلك المنطقة العتيقة.

تجلس هدى رضا، 43 سنة، على حجر فى شارع كفر القبلى المتفرع من بوابة الوداع بمصر القديمة، مع جيرانها قائلة: «أنا ساكنة فى الدور الأرضى بعقار رقم 14 عمره نحو 75 عاماً، البيت مليان شروخ ولما المترو يعدى بنحس بهزة شديدة فيه، رممناه كثيراً على قد حالنا بالتقسيط ودلوقتى خلاص مفيش فايدة، من فترة جزء من السلم وقع والحى أمرنا بإخلاء البيت وقال لنا اسكنوا فى خيام، أنا مريضة ضغط وسكر وأعانى من تضخم فى القلب عندى 4 أولاد وبنت، خرجت 3 منهم من التعليم عشان مش قادرة على مصاريفهم ونفسى بنتى تكمل تعليمها هى وأخوها ويحققوا اللى كان نفسى أعمله، جوزى سواق نقل كبير والشغل قليل جداً، لو كان معانا فلوس كنا أجرنا شقة، كل يوم استودع ولادى عند ربنا، مش قادرة أنسى لما ولدت ابنى والبيت اتهز جامد خرجت وأنا تعبانة بولادى عشان خايفة البيت يقع عليهم، ونمنا فى الشارع وصحيت لقيت تعبان على ابنى المولود، أنا بقول للحى تعالى عيش العيشة اللى إحنا عايشينها بات ليلة معانا وانت تحس بينا إحنا بنموت كل يوم، المسئولين اتكلموا عن محدود الدخل بس نسيوا معدومى الدخل، إحنا بقى معدومى الدخل».

وبصعود السلم المتكسر درجاته والذى يهتز مع كل خطوة تسكن ماجدة عبدالحميد، 56 سنة، فى الطابق الثالث بعقار 14 شارع كفر القبلى فى شقة مكونة من حجرة وصالة سقفها من الخشب قائلة: «أنا أرملة وبنتى مطلقة عايشة معايا هى وابنها وعندى ولد فى كلية الهندسة، أنا مريضة باخد علاج شهرى والمعاش مش بيكفينا، سكنت هنا من عام 1978 البيت دلوقتى مليان بالشروخ والسقف وقع علينا وصلحته بالخشب، كل يوم مع صوت أدان المغرب أنطق الشهادة على ولادى بحس إن النهار مش هييجى علينا، والحى مش بيسأل فينا، ابنى راح لرئيس الحى يشتكى طلب مننا إخلاء البيت وقاله اطلعوا منه وإحنا هنيجى، وده كان رد نائب المحافظ برضو لما ابنى راح له بس محدش وفر لينا شقق، قالوا لنا روحوا لمساكن الإيواء فى خيام». واستكملت بنبرات حزينة متسائلة: «مين هيرضى على نفسه يسكن هناك فى البرد؟ ومين هيآمن على بناته هناك؟ لو يقبلوها على أنفسهم إحنا هنقبلها، نفسى يبصوا لنا بعين الرحمة إحنا ناس ولينا حق فى الحياة ييجوا يشوفوا الشقة الواحدة فيها كام فرد، الحى بيروح للأماكن اللى على الشوارع الرئيسية ويدهنوا البيت من الخارج عشان لما المحافظ يمر تكون حلوة، نفسى كل مسئول على كرسى ينزل يشوف الناس شكلها إيه».

«هدى»: صحيت من النوم على سقوط حائط البيت.. و«ماجدة»: أنطق الشهادة يومياً على أولادى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل