المحتوى الرئيسى

ماذا فعل Darkest Hour في ونستون تشرشل؟ هكذا يظهر أحد قادة العالم الكبار في القرن الـ20

01/19 00:48

في كل عام، تسيطر مجموعة من الأفلام المميزة على موسم الجوائز وتنال أكثر من ترشح لجائزة الأوسكار.

هذا العام، يعتبر فيلم Darkest Hour للمخرج جو رايت، من أهم الأفلام التي تنافس على جوائز حفلات هوليوود المختلفة، وتحديدًا في فئات التمثيل، بل أن البعض يتوقع تتويج بطل الفيلم، جاري أولدمان، بجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل بعد حصوله على جولدن جلوب.

يركز الفيلم على الأيام الأولى من اندلاع الحرب العالمية الثانية، عندما اضطر ملك بريطانيا إلى تكليف ونستون تشرشل بتولي منصب رئاسة الوزراء بعد توافق قوى المعارضة عليه. وقد وقع على عاتق رئيس الوزراء البريطاني الجديد مهام صعبة خلال هذه الفترة الحرجة، خاصة مع سيطرة الجيش النازي على معظم قارة أوروبا. وتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن بالتفاوض مع أدولف هتلر أو شن الحرب عليه.

بلغت ميزانية الفيلم 30 مليون دولار، فيما حقق على مستوى العالم إجماليًا 57 مليون و57 ألف دولار. وعلى صعيد التقييمات، نال إعجاب العديد من النقاد وحصل على 85% على موقع Rotten Tomatoes.

وفي السطور التالية، نرصد حقيقة ما قدمته الدراما عن ونستون تشرشل، بحسب ما جاء على مجلة Slate وموقع the Wrap.

في شهر مايو عام 1940، كانت الأوضاع في إنجلترا سيئة للغاية كما ظهر خلال أحداث الفيلم. ولم يكن هناك ثقة في أي قرار يتخذه رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين بشأن الحرب. فقد سيطرة على القارة الأوروبية حالة من الذعر، خاصة بعد هزيمة البلجيكيين والدنماركيين والهولنديين على يد الجيش النازي، وانهيار القوات البريطانية في النرويج، وتأزم الموقف في فرنسا. لذلك، عندما تولى ونستون تشرشل رئاسة مجلس وزراء بريطانيا كان عليه إنقاذ بلده من خطر محدق.

في الوقت نفسه، لم يرغب غالبية الأمريكيين في لعب دور خلال الحرب، رغم أن روزفلت كان مستعدًا لأي شيء. لكن المكالمة التي عرضها الفيلم بين تشرشل والرئيس الأمريكي لم تكن دقيقة في تفاصيلها، نظرًا لأن خطوط الاتصال السريعة لم تعمل سوى في عام 1943.

المصادر الحقيقية تؤكد أنه لم يكن هناك صراخ حول قرار مواصلة الحرب داخل مجلس الوزراء، كما ظهر في Darkest Hour، وإنما كانت أحاديث جانبية وأصوات متداخلة تنصح بأنه من الحكمة التوصل لحلول مع الألمان.

وحسبما ورد بالفيلم، فإن المصادر التاريخية تؤكد أن تشرشل لم يقتنع حقًا باتخاذ هذه الخطوة، خاصة وأنه لم يثق في التزام هتلر بأي اتفاقات مبرمة.

واحد من أهم مشاهد الفيلم المؤثرة، مشهد لقاء تشرشل بمجموعة من المواطنين البريطانيين في عربة بمترو الأنفاق، واستطلاع رأيهم بشأن الاستمرار في الحرب. يصر المواطنون على مواصلة الحرب، مؤكدين أن الاستسلام للقائد النازي هتلر غير مقبول.

لكن هل حدث هذا في الواقع؟ يجيب على ذلك كاتب السيناريو أنطوني مكارتن، قائلا إن هذا الموقف بالتحديد ليس حقيقيا، لكن هناك مواقف مشابهة حدثت بالفعل.

وأوضح: "كان يفعل مثل هذه الأشياء طوال مدة الحرب، يختفي فجأة دون إخطار، ثم يظهر في مكان عام مع مواطنين عاديين في لندن، ليعرف في ماذا يفكرون؟ لذلك تم وضع هذا المشهد خلال الفيلم لأنه مستندًا على أحداث مشابهة حقيقية".

في الفيلم، تشعر زوجة تشرشل، كليمنتين، بالضيق بسبب أوضاع العائلة المالية، هذا الأمر قريب جدا من الحقيقة.

فقد كان دخل العائلة لا يغطي نفقاتهم، خاصة مع عادات ونستون الفاخرة التي لم تتكفل بها كتاباته. وهنا علينا القول أن تشرشل لم يكن سياسيا بارعًا فقط، بل كان كاتبا مهمًا أيضًا. فقد اشتهر بكتابه الأول الذي يروي خلاله تجربته في السودان أثناء فترة عمله كضابط في الجيش البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر. لذلك، حرص الفيلم على إظهار ولعه بالكتابة واختيار الكلمات المناسبة.

وحول إسرافه في شرب الكحوليات، فإنه بالفعل كان يتناولها، لكن ليس لدرجة السُكر، لأنه كان يمزجها بالماء ليخفف من تأثير الكحول.

وفيما يخص سكرتيرته، فإن الفيلم اختلف كثيرًا عن الأحداث الحقيقية. فقد ولدت إليزابيث لايتون في جنوب أفريقيا وترعرعت في كندا، ولم يكن لديها شقيق قُتل قرب أحداث دونكيرك. كما أنها بدأت العمل مع رئيس الوزراء بعد عام واحد من الأحداث التي يتناولها الفيلم.

تؤكد مذكرات الملك جورج السادس أنه كان حقا مؤيد قوي لتشامبرلين، ولم تكن علاقته بتشرشل جيدة في البداية، كما جاء في الفيلم. يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى موقف تشرشل الرافض لقرار تنازل الملك إدوارد عن العرش وزواجه من واليس سمبسون.

لكن مع الوقت، تحسنت علاقتهما بعدما وثّق الملك في قدرة تشرشل على مواجهة هتلر وهزيمته في الحرب.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل