المحتوى الرئيسى

السفير أحمد القويسنى مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الوفد»: السلطة الدينية فى إيران اهتزت بعد المظاهرات

01/17 21:10

حوار: ممدوح دسوقى - تصوير: رشدى أحمد

حكم ولاية الفقيه يخدم أجندة أصحاب المصالح

طهران لن تترك أطماعها فى المنطقة

ترامب رئيس «هاوى» لم يحترف السياسة بعد

الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سيئة فى إيران

الحرب اليمنية والسورية استنزفت الاحتياطى النقدى الإيرانى

بدأت وانتهت سريعًا «هبّة» شعبية فى إيران، تحولت لبعض الوقت إلى مظاهرات، اعتقد الغرب أنها قادرة على إسقاط النظام الإيرانى.

بعد مرور الوقت، استطاعت الحكومة الإيرانية أن تحتوى هذه الانتفاضة.. من هنا ذهبت إلى السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق حتى نقرأ معه المشهد فى إيران.. فى البداية أكد أن النظام الإيرانى إذا احتوى هذه المظاهرات، وقام بإصلاح داخلى، وأوقف مصادرة الحريات فسينجو من ثورة شعبية قد تطيح به.

وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن نظام الحكم فى إيران هو نظام دينى عقائدى مذهبى له أجندة بالتوسع والمجابهة، فتململ الشعب الإيرانى من حكم الملالى الذى يستأثر بالسلطة، مشيرًا إلى أن إيران لن تتخلى عن أجندتها الخارجية، لكن يمكن إعادة النظر فيها، كما ابتعدت عن حماس، لكن بعد ظهور مصر فى المصالحة بين فتح وحماس.

وأضاف أن السلطة الدينية اهتزت فى إيران، والغرب ينتظر خطأ إيران الكبير إذا قام الحرس الثورى بقمع المتظاهرين، لأنه حينها سيقوم النظام الإيرانى بالانتحار.

- ما حدث فى إيران، وجد متابعة من دول الخليج وباقى الدول العربية وأمريكا وإسرائيل، لكن التوقعات كان مبالغاً فيها لأن ما حدث هو مصنوع ومفعول، وإيران مستهدفة من أمريكا وإسرائيل ودول الخليج، وربما تكون أمريكا مشاركة فيما يحدث لقيام ثورة فى إيران مثلما حدث من ثورات الربيع العربى، وليكون مقدمة لسقوط الحكم فى إيران، وربما يكون التمويل خليجياً والفعل أمريكياً إسرائيلياً، ولكن هذا لن يسقط الحكم فى إيران.

- لا توجد قبضة حديدية، وأى نظام قابل للسقوط إذا استهدف بحروب الجيلين الرابع والخامس من الحروب الحديثة، وبالتالى فإن ما يحدث فى إيران فعل تصحيحى للعالم العربى، لكن لن تستطيع أى مظاهرات أو قوى شعبية فى إيران أن تسقط نظام الملالى، فهذا النظام يقترب من عامه الأربعين منذ حكم الخومينى كحكم ولاية الفقيه، وأصبح له كوادره وله منتفعون وأصحاب مصالح ونشأ فى كنفه الحرس الثورى، وجيل عمره 40 عامًا بدأ وعيه بولاية الفقيه والحرس الثورى.

- لأن النظام الإيرانى لا يسمح بوجود قيادات، والمعارضة الموجودة هى تنظيم «مريم رجوى»، وتقيم فى الخارج مع باقى المعارضة فى الخارج، والمظاهرات رفعت شعارات صادمة للحكم فى إيران، لأنها تطال من «على خامئنى» نفسه.

- ربما تكون هبّة شعبية طالبت بالإصلاح لأن الأوضاع الاقتصادية سيئة ومتردية فى إيران، والآمال كانت كبيرة فى الإصلاح بعد أن زال الخطر والمقاطعة على إيران وتسترد بعضاً من أرصدتها للإنفاق على برامج إصلاح الأحوال المعيشية للشعب الإيرانى.

- إيران استغلت رفع الحصار عنها وانتهاء مقاطعتها بالتوسع ودعم نفوذها فى خارج حدودها، فتورطت فى الإقليم، خاصة فى سوريا واليمن والحرب مكلفة للغاية، فاستنزفت الميزانية الإيرانية.

- بل سيستجيب، ونجح النظام الإيرانى فى امتصاص واحتواء هذه الهبة الشعبية، وسيدفعه حسه إلى البقاء بتعديل أولوياته والاهتمام بالداخل، وتقليص ما ينفقه لتوسيع نفوذه فى الخارج.

- الحرس الثورى مجبر، وليس له اختيار، والنظام لن يصمت وسيهتم بتصحيح الداخل، وهذا هو الجزء الإيجابى، لأنه سيتم إعادة النظر فى الأولويات، وما رفعه المتظاهرون من شعارات سيؤخذ به وسيوجد إصلاح سياسى وسيوجه النظام الإيرانى ميزانيات كبرى لارتقاء مستوى الدخول وتحسين البنية التحتية.

- بالتأكيد، وما حدث هو درس للنخبة الحاكمة فى إيران بأنه كلما توسعت بنفوذها فى الخارج، كلفها هذا من مصداقية نظام الملالى، واستدعى ذلك قمع الحرس الثورى ونشوء معارضة داخلية قوية.

- النظام الإيرانى أمام خيارين، أولهما استخدام أقصى درجات العنف والقمع داخلياً، أو الاستفادة مما حدث فى إعادة ترتيب أولويات النظام الحاكم.

- مظاهرات 2009 كانت عقب الانتخابات الإيرانية، لكن الجيل الذى يتظاهر حاليًا لا يعرف لإيران رئاسة أو نظام حكم غير ولاية الفقيه، وهو حكم عقائدى مذهبى يميل للقمع ويغلب نفوذه الخارجى والترويج لمشروعه خارج حدوده على مقتضيات المعيشة للمواطن فى الداخل، ولكن إذا استخدم القمع بالحرس الثورى والقمع الدموى، والتوسع فى الاعتقالات، فهذا سيزيد من إرهاصات ثورة شعبية، وإذا استطاع النظام الإيرانى احتواء المظاهرات وتقبل الشعارات المرفوعة، وأصلح داخليًا بانفتاح سياسى وتوسيع المجال العام وإيقاف مصادر الحريات وإعادة النظر فى أولوياته بإتاحة فرص أكبر للإصلاحيين سينجو من ثورة شعبية قد تطيح به.

- العالم العربى يتابعه كفعل إيجابى يستحق التأييد بحذر باعتباره ميكانيزم داخلياً لبدء إصلاح سياسى واقتصادى واجتماعى فى إيران ربما يكون نقطة تحول إلى شكل أكثر ديمقراطية من النظام الموجود حالياً.

- هذا النظام به شكل من أشكال الديمقراطية يسمح بها فى انتخابات شعبية.

- نعم.. ولكن لا ننسى أن هذا النظام صعد بعض الشخصيات من التيار الإصلاحى.

- لا أتوقع هذا، مع أن التوقع صعب فى نظام يتوسع فى مجاله الإقليمى ولديه ملامح قوى إقليمية نشطة.

- الرؤية الأمريكية بالنسبة لما يحدث فى إيران هى رؤية سطحية للأسباب السابق ذكرها.

- المصالح الأمريكية الآن مختلفة، وهى مصالح نفعية مع «ترامب»، وهو رئيس «هاوى» لا يحترف السياسة، ومندفع فى قراراته وتحركاته.

- أوروبا تترقب ما يحدث، ولا تندفع إلى تصورات بعيدة عن الواقع.

- الخطأ الوحيد الذى ينتظره الغرب هو تدخل الحرس الثورى الإيرانى فى عمليات قمع وحشية ضد المتظاهرين.

- إذا كان هذا ما حدث، فإنما يدل على أن النظام به بعض الرشد، ولهذا لا يتسرع فى قمع المظاهرات.

- إيران تسعى إلى توسيع نفوذها فى مجالها اعتمادًا على أسباب مذهبية وذلك بدعم أقليات من الشيعة فى العالم العربى.

- التخلى لا.. بل يمكن أن يعيد النظر فى أولوياته، ومنها تكلفة المد الشيعى فى دول الخليج والشرق العربى كاليمن وسوريا والوجود فى العراق ولبنان، لأن هذا مكلف جدًا، وعلى حساب ما هو مخصص للتنمية فى الداخل، ولكن ما يحدث هو تململ الشعب الإيرانى من حكم الملالى، ومن تضييق المجال العام سياسيًا واجتماعيًا واقتصادياً، لأن النظام الإيرانى له منتفعون كثيرون وبالتالى بقاؤه مرتهن بنخب مذهبية، وحرس ثورى ونظام سياسى دينى مذهبى يسعى للاستئثار بالسلطة فى إيران.

- أولًا: النظام الإيرانى ابتعد عن حماس والعلاقة بينهما تقلصت كثيرًا بعد ظهور الدور المصرى النشط، خاصة فى المصالحة الوطنية بين حماس وفتح، ولم يبقَ إلا مجالات سوريا واليمن ولبنان والعراق، وهذه التدخلات لا تعود على الشعب الإيرانى بالنفوذ السياسى والمذهبى، لكن مصالح الشعب اللصيقة فى وفرة اقتصادية أو التمتع بخدمات أفضل أو إصلاح داخلى يغلب على النفوذ القومى والمذهبى الإيرانى، لا توجد.

- قد تدفع هذه المظاهرات والضغط الشعبى الداخلى وتململ قطاعات واسعة للشعب الإيرانى لإجبار النظام على التوقف لمراجعة أجندته الإقليمية والدولية، وإعادة النظر فى التحالفات الإقليمية له مع سوريا والعراق والحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان، ومن ثم تقليص ميزانيته الدفاعية، وإعادة النظر فى تحدياته الخارجية.

- بعد نجاح النظام الإيرانى فى احتواء هذه المظاهرات، ستبدأ عملية إصلاح داخلى استجابة لتطلعات الشعب الإيرانى اقتصاديًا واجتماعياً.

- إذا قام النظام الإيرانى بعمليات انتقامية ضد المتظاهرين، فسيكون حينها ارتكب الخطأ الأكبر له، وهذا ما ينتظره الغرب ويتمناه له حتى تزداد المظاهرات اشتعالاً، فيقع مزيد من الضحايا، أما إذا نجح النظام فى الاحتواء والتهدئة بشكل رشيد، وإعادة النظر فى مراجعة أجندته، فسينجو النظام من ثورة أوسع أو من ثورات أخرى قد تطيح به.

- ربما إذا استخدم النظام الإيرانى بعضاً من التعقل والحكمة فى سياساته تجاه الإقليم وقام بمراجعة أجندته الدينية والمذهبية وقلص من نفوذه الجامح من السيطرة على دول الجوار الإقليمى بالتدخل فى شئونها الداخلية بمحاولة بسط نفوذه السياسى بها، سيكون هذا مكسبًا لدول الإقليم، بل سيكون نجاحاً للإقليم من السقوط، خاصة أن جميع دول الإقليم تترقب الأحداث الإيرانية، وتضع فى تفكيرها هذه الاعتبارات.

- بالطبع لا.. لأن النظام الحاكم فى إيران هو نظام دينى عقائدى مذهبى له أجندة بالتوسع والمجابهة، ولذلك أنا على قناعة بأن هذا النظام قادر على احتواء ما يحدث، بل وسيسعى للاستفادة من هذه الأحداث وتوظيفها لصالحه، لأن هذا النظام يعلم جيدًا أنه يواجه تحديات خارجية ودولاً كبرى تسعى إلى احتوائه للسيطرة عليه بتدمير مقدراته أو تغيير هويته، ولهذا من الممكن أن النظام الحالى يستخدم هذه الحجج لمزيد من السيطرة والقمع، فتدور العجلة فى غير صالحه بعدم بقائه واستمراره، وهذا ما تنتظره أمريكا وإسرائيل ودول الخليج، بل باقى الدول العربية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل