المحتوى الرئيسى

في ذكرى رحيلها.. تعرَّف على "الوجه السياسي" لـ فاتن حمامة - E3lam.Org

01/17 15:23

تحل اليوم ذكرى رحيل “سيدة الشاشة العربية” فاتن حمامة ، التي رحلت قبل ثلاثة أعوام عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد رحلة طويلة ولافتة مع السينما امتدت لنحو خمسة وسبعين عامًا، بدأتها منذ الطفولة، وقدمت خلالها ما يقرب من مائة فيلم، تم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية عام 1996، في الاستفتاء الذي أجري بمناسبة مئوية السينما المصرية، ما جعلها متقدمة عن غيرها من الممثلات المصريات في القرن الفائت، ولقبها البعض بـ”فنانة القرن”.

يقول عنها الروائي الكبير الراحل خيري شلبي: “هي أول دم مصري حقيقي يؤرخ للمزاج المصري الخاص، على شاشة السينما المصرية.. هي شباب السينما وهي مرحلة نضجها العظيم، هي فجرها وصباحها وضحاها”، ويضيف: ” وباستعراضنا أفلام فاتن يتضح لنا أنها لم تترك نموذجًا للمرأة المصرية إلا وقدمته وبأعلى درجة من الكفاءة والصدق والإخلاص للواقع والفن”.

أما الناقد السينمائي سمير فريد فيقول عنها: “فاتن حمامة رمز متكافئ لسيد درويش في الموسيقى، ومحمود مختار في النحت وأم كلثوم في الغناء”.

عاصرت فاتن حمامة عقودًا من تطور السينما المصرية، وأصبحت رمزًا هامًّا من رموزها، عملت مع معظم مخرجي السينما ابتداءً من محمد كريم ثم بركات ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف وخيري بشارة، وأخيرًا داود عبد السيد في آخر أفلامها “أرض الأحلام” عام 1993، ووقفت الراحلة أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر ابتداءً من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، وصولا إلى محمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني، كما كرمت عن مشوارها الفني في عدد من المهرجانات والمحافل.

وكأي فنانة كبيرة تدرك دورها في مجتمعها أو حتى مواطنة بسيطة؛ لم تنعزل فاتن حمامة عن السياسة، وعبرت عن أراءها في رؤساء مصر وأحوالها السياسية المتقلبة، بدءًا من ثورة يوليو 1952 ورجلها القوي جمال عبد الناصر، وحزب الوفد والملكية وما قبل الثورة، وعن الاشتراكية والإخوان المسلمين، وتتحدث عن النكسة والنصر العظيم الذي تحقق في أكتوبر 1973.

نرشح لك: لماذا قاطعت فاتن حمامة دورات مهرجان القاهرة السينمائي؟

كما تتحدث عن انهيار الاتحاد السوفييتي، وعن نتنياهو والقضية الفلسطينية، وغيرها.. كل ذلك جاء في حوار سياسي من الألف إلى الياء، أجراه معها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، الصحفي في “الأهرام” وقتها أحمد المسلماني، ونُشر في مجلة “أحوال مصرية” التي تصدر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وهي مجلة فصلية تعني بالشأن العام في مصر، كان رئيس تحريرها الراحل محمد السيد سعيد آنذاك.

في 30 أبريل عام 1999 أشار يوسف القعيد، الكاتب والروائي، إلى الحوار وكتب في صحيفة الحياة اللندنية يقول: “منحت الجامعة الأميركية في القاهرة فاتن حمامة الدكتوراه الفخرية، وفي هذه المناسبة أدلت سيدة الشاشة العربية بعدد من الأحاديث الى بعض الصحف والمجلات دارت حول الفن والفنانين والسينما”، يضيف: “ولكن الجديد حقاً في هذه المناسبة كان الحديث السياسي من الألف الى الياء، الذي أدلت به فاتن حمامة الى أحمد المسلماني”، ويكمل: “أذكر أنني شاهدت فاتن حمامة منذ سنوات في حوار صحافي طويل، بعد عرض مسلسلها الشهير “ضمير أبلة حكمت”، وكانت في مواجهة عدد كبير من الصحافيين ومع هذا فشلت جميع المحاولات في دفعها الى الإجابة على سؤال واحد لا ترغب هي في الإجابة عنه. كانت ترفض مجرد الاستماع الى السؤال الذي لا تريد الاستماع إليه. كانت من اللحظة الأولى تعرف ما تريد ولا تحيد عنه، مهما كانت الإغراءات والظروف”.

ثم ينقل “القعيد” أجزاءً متفرقة من هذا الحوار كالتالي:

عن “الوفد” حزب الغالبية المصرية المطلقة قبل ثورة يوليو 1952 تقول: “البيت الذي تربيت فيه لم يكن له ميل وفدي، لم يكن والدي أحمد أفندي حمامة متحمساً للوفد، ومما كنت أسمع من منزلنا نشأتُ ضد الوفد، وعندما كبرتُ فهمت أنه لا يوجد ضد، وأن الأمر كله يقبل الجدل والحوار، لكن كنت أكره الوفد، وكانت عندي رغبة في الثورة عليه”.

وعن موقفها من القصر في ذلك الزمان تقول:

“إنني لم أكن يوماً قريبة من القصر، وكنت بشكل طبيعي أكره القصر وأكره رجال القصر، كما كنت اسمعه، لأن الشائعات كانت تملأ الدنيا من حولهم، كانت شائعات كثيرة، ولكن الآن ربما أكون أقل كراهية لهم، عندما كبرت”.

وبعد القصر تأتي الثورة، ثورة 23 يوليو 1952، وعنها تقول فاتن حمامة:

“استقبلت الثورة بالفرح الشديد، نطوف وراءها، كنا نحب محمد نجيب عند قيام الثورة لقد قدموه لنا بوجهه الطيب السمح. كنا معه، ولكن عندما ظهر جمال عبدالناصر غطى عليه وعلينا، عبدالناصر كانت لديه كاريزما قوية، كانت عيونه ثاقبة، وعندما وقع حادث المنشية العام 1954 التف الناس حوله وتأكدت الكاريزما الخاصة به”.

هل تعتقدين أن “الإخوان” وراء حادث المنشية؟

– قرأت ذلك في كتاب أخيراً.

– أنا سمعت منذ الصغر عن جماعة “الإخوان المسلمين”، سمعت وقتها أنه كانت هناك مفرقعات وأشياء من هذا القبيل، وقرأت الكثير عن أخطائهم، لكن لا أعرف أحداً منهم ولم ألتق بهم في حياتي.

– كنت أعرف بعض الشيوعيين، كان الشيوعيون وقتها أولاد ناس أغنياء، وكانوا على علم وثقافة، كانوا يعرفون اشياء كثيرة ويديرون حوارات ونقاشات عالية المستوى، وكان الفكر الشيوعي يتحدث باستمرار عن قيم مثالية كالمساواة والعدالة، كان الكلام جميلاً لكن اتضح من كل البلدان الشيوعية أنه كان يوجد الغني والفقير ولم يتحقق المجتمع المثالي الذي بشروا به لذلك فإنني لم أصدق ذلك في أي وقت. إذ لم يظهر أن ذلك كان حقيقياً في أي لحظة كانت الشلة نفسها تحكم وتملك.

هل توقعت انهيار الاتحاد السوفيتي في أي وقت؟!

– مثل الكثيرين لم أتوقع ذلك، ولو بقى غورباتشوف لكان ذلك أفضل مما جرى، الآن هناك فوضى وفقر وجريمة لكن بعض الدول الاخرى مثل بولندا والمجر والتشيك صارت أفضل بكثير مما كانت عليه وقت الشيوعية.

العام 1967 هل عندك في شأنه غير “التنهيدة” والنفس العميق؟

– يوم 5 حزيران يونيو هو أسوأ الايام، والعام 67 هو اسوأ الاعوام على امتداد العمر. لا أستطيع أن أحكي مشاعري، كنت خارج مصر وزادت الغربة حتى لم أعد أعرف ذاتي.

كيف تعاملت مع نبأ رحيل عبد الناصر؟

– وفاة الرئيس عبد الناصر لم تغط على الهزيمة. لقد بقيت الهزيمة إلى أن محاها أنور السادات، لكن قبل الهزيمة دعني أحدثك عن الوفاة كنت حزينة لأن اسرائيل هي التي أسقطته وكنت أودّ أن يسقط بأيدينا، كانت هناك أخطاء كثيرة، وكان جهاز الاستخبارات يحكم. لم تكن هناك حرية ولا حقوق إنسان، وانتهى عصر عبد الناصر، والروس وإسرائيل في مصر، إنني لا أنكر فضائل كثيرة للثورة لكن الحرية والاستقلال لا يعوضهما شيء.

كيف استقبلت نصر تشرين الأول أكتوبر؟

– يكفي السادات أنه طرد الروس واليهود، طرد الروس سنة 1971 وبهذا أنهى نصف احتلال.

“لا أرى أي معنى لحرب الخليج، والآن المعنى الوحيد لها يحتاج إلى بيان، من له المصلحة في ما جرى؟، هذا هو المعنى. العراقيون كانوا يتحدثون عن حق تاريخي، الآن يقبلون أي شيء، لكن ماذا بعد أن افقرت العراق وعمّ الخراب، الآن العراق والكويت وكل الخليج. الجميع يستنزف. الكل يدفع والخراب أصبح شاملاً.

وعملية التسوية السلمية في الشرق الاوسط؟

– من وجه نتانياهو هذا لم أتفاءل، عيناه زائغتان ووجهه غير مريح بالمرة، ومنذ أن جاء الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية والأمور سيئة للغاية، ولكن لماذا لم ينتخب عرب 48 حزب العمل؟ لقد انتقموا بضرب حزب العمل، احتجاجاً على مذبحة قانا، ولم يكن ذلك حلا موفقاً.

– أكره اسرائيل، لا أكره اليهود، لكن أكره الدولة اليهودية.

– القدس عربية، وربما يكون من الأفضل أن تكون لها إدارة دولية، تكون فيها كل الديانات، ولا يبقى فيها جيش ولا حكومة، تصبح مدينة لله والانسان.

– أنا لا أتحرك كثيراً الآن، لكن لا أعارض السفر إلى أشقائنا في فلسطين هذه بلدنا وهم إخواننا، ولا يجب أن نتركهم تحت دعوى عدم التطبيع، أنهم أهلنا وأرضهم أرضنا.

انتهى ما نقله “القعيد” من الحوار السياسي الذي أدلت به سيدة الشاشة العربية، وعقّب على بعض نقاط جاءت في الحوار، يقول: “وتبقى لي بعض الملاحظات على كلام السيدة فاتن حمامة السياسي ولا أقول مناقشته، وأول هذه الملاحظات قولها إن اسرائيل أسقطت جمال عبد الناصر، وهذا لم يحدث، والذي جرى أن عبد الناصر مات موتة قريبة من الاستشهاد، والموت غير الإسقاط، سواء كان بيد إسرائيل أم المصريين.

وثانيها: أنها ضد الوفد وضد القصر، ومع ذلك تصبح ضد عبد الناصر وهو الذي خلّصها – شخصياً – وخلّص مصر والمصريين من القصر والملك وما كان يفعله، وبالتالي فإن من يكون ضد القصر فلا بد أن يكون مع الذي خلصه من القصر ومن الملك.

نرشح لك: 6 أفلام أخرجت فاتن حمامة من ملامح “الفتاة الرقيقة”

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل