المحتوى الرئيسى

حزب كردي يطالب بـ"تحرك فوري" من أجل ضمان أمن عفرين

01/17 16:45

طالب الاتحاد الديمقراطي السوري الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ"التحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون منطقة شمال سوريا بغرب الفرات وشرقها منطقة آمنة".

قال الجيش التركي في بيان إن مقاتلات تركية نفذت غارات جوية على أهداف لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب شمالي سوريا وقتلت ما يصل إلى 200 من المسلحين. (20.10.2016)

قالت أنقرة إن واشنطن "تلعب بالنار" عندما تسعى لتشكيل قوة حدودية تتضمن فصائل كردية. وذلك بعدما ذكر التحالف بقيادة الولايات المتحدة أنه يعمل مع الفصائل الحليفة له لتشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد. (15.01.2018)

وجاء في بيان الحزب الصادر اليوم الأربعاء (17 يناير/ كانون الثاني 2018): "إننا في الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي ندين بأشد العبارات القصف التركي لعفرين الآمنة المسالمة الشامخة... ونطالب المجتمع العالمي والأسرة الدولية وكافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين.

وتوعد البيان القوات التركية بأن عفرين "لن تكون لوحدها"؛ بل إن "مدنا وقرى روج آفا وشمال وشرق سوريا على أهبة الاستعداد للوقوف صفا واحدا في وجه من يقف ضد إرادة الشعوب ومطالبها المشروعة".

وفي وقت سابق، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف عن رصد عمليات استهداف من قبل القوات التركية والفصائل المدعومة منها لمناطق في ريف مدينة عفرين شمال حلب.

وذكر المرصد أن القوات التركية "فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة بالتزامن مع قصف بالقذائف الصاروخية على مناطق" في عفرين. وأضاف أن "الحدود بين عفرين والجانب التركي شهدت تحركات للقوات التركية وعمليات حفر تنفذها القوات التركية بالتزامن مع تحركات عسكرية لجنود وآليات على طول الحدود مع عفرين".

وتأتي هذه التطورات غداة تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن فيها أن عملية عفرين يمكن أن تنطلق في أي لحظة، كما توعد بأن بلاده "ستدمر قريباً أوكار الإرهابيين في سوريا، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج، بالريف الشمالي لمحافظة حلب".

و.ب/ح.ز (رويترز، د ب أ)

يبقى اندلاع الحرب بحد ذاتها مؤشراً على خسارة كبيرة لحقت بالنظام السوري. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق كثيرة داخل سوريا كان قد خسرها سابقاً. مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيله قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، مقارنة بحالهم في السابق. إذ أنهم سيطروا على مناطق كبيرة غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. وتعاظمت قوتهم العسكرية؛ فهم يشكّلون العصب الرئيسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم من "التحالف الدولي". كما أقام الأكراد "إدارة ذاتية" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ظهرت المعارضة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها عادت وخسرت الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في الرؤى والمواقف، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها. كما تعرضت المعارضة لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها على الأراضي التي كانت تحت سيطرتها.

قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". يتحدث مراقبون عن أن الساحل السوري منطقة نفوذ روسية. سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تيار في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".

تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة وتتجاذبها أطراف عدة داخل المؤسسات الأميركية. بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها في البلاد.

لم تتخل إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، الذي أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت مؤخراً ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية، وفق ما نشرته تقارير إعلامية.

قدم الرئيس التركي للمعارضة كل أشكال الدعم من سياسي وعسكري ولوجستي وغيرها. لكن تداعيات هذه الحرب أرهقت النظام التركي كثيراً، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، ولم يستطع الحد من تعاظم دور الأكراد في سوريا. كما اتخذ "داعش" تدخل أنقرة في سوريا ذريعة لتنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي التركية.

بين من يراه تخبطاً وبين من يراه تغيراً تكتيكاً، لم تستقر الرياض على رؤية واضحة المعالم في سوريا، خاصة مع اتجاهها نحو ما تعتبره رؤية جديدة للأزمة في سوريا لا تتوقف كثيرا عند استمرار الأسد من عدمه. الرياض التي دعمت واحتضنت أطرافاً عديدة في المعارضة السورية، لم تكسب الكثير من الحرب السورية، بل انضافت هذه الحرب إلى ملفات خارجية أنهكت الرياض كما عليه الحال بالحرب في اليمن والأزمة مع قطر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل