المحتوى الرئيسى

الحلقة الثانية...عوامة "77" قصة امرأة من العصر الجميل.. خطبت للطيار الخاص لعبد الحكيم عامر وتزوجت بعد اختفائه - صوت الأمة

01/17 04:26

كتبت : إيمان محجوب تصوير: صلاح الرشيدي

لأكثر من مائة عام والنيل وعوامات الزمن الجميل قصة عشق تترائ للمشاهد وقت الأصيل  حينما تتهادي العوامات علي صفحة النيل بعد مداعبة موجاته لها وتكتمل الصورة حينما يأتيك صوت أم كلثوم من إحدى العوامات وهي تصدح بصوتها العذب .. يا نيل أنا واللي أحبه نشبهك بصفاك لانت ورقت قلوبنا لما رق هواك وصفونا في المحبة هو هو صفاك ما لناش لا إحنا ولا أنت في الحلاوة مثيل.. والناي على الشط غني والقلوب بتميل على هبوب الهوى لما يمر عليل يا نيل  بين جوانب تلك الصورة تعيش امرأة من الزمن الجميل في العوامة " 77" في حضن النيل تعيش إخلاص حلمي في عوامتها بجوار كوبري الزمالك.

حينما ذهبت " صوت الأمة " وطرقنا بابها وجدنا أكثر من 50 قطة يلعبون بين أشجار حديقة تفوح من منها رائحة الليمون والبرتقال استقبلتنا سيدة متأنقة مثل عوامتها هاربة من زمن الجميل فالبرغم من سنوات عمرها التي شارفت علي الثمانين  مازلت محتفظة بحيويتها وهندمها الراقي .. فتحت لنا باب عوامتها كأنها فتحت لنا باب الزمان علي فترة الستينات لوحات فنية راقية وصورها وهي شابه تضج بالشباب والحيوية وصالونها المذهب وتربيعات من خشب الأرو والسنديان تحيط بتحفها الرائعة.. وتجولت كاميرا " صوت الأمة " في المكان لتجعلكم تعيشوا معانا

استمعنا لقصة صاحبة أشهر عوامة في العصر الحديث السيدة اخلاص حلمي تقول: الدنيا اختلفت زمان كان الخضار والفاكهة بتوصلنا عن طريق في مراكب خاصة بالتاجرمن النيل " ماتقوليش "تايلاند ولا غيره مصر كانت أجمل بلد في العالم الموضة كانت بتتطلع من عندنا شوارعنا كانت نظيفة "بتبرق "بتتغسل كل يوم  كنت بمشي مع خطيبي في الشارع "لابسه" ميكرو جيب ودكولتيه مفتوح لنص الصدر "وما فيش حد يبص "علينا  كانت كل الناس راقية ومحترمة وعينها "مليانة "

وتستطرد قائلة: زمان العوامات كان بيسكنها البشوات والفنانين فريد الاطرش كان يملك ذهبية وهي عوامة تبحر في رحلات وتعود الي مراسها ومحمد الكحلاوي كانت عوامته بجوار عوامة والدي والتي ولدت فيها لذلك أنا عاشقة للحياة فيها ولا أستطيع الخروج منها أصبحت زي السمك لو طلعت علي البر أموت ومنيرة المهدية كانت صاحبة اشهر عوامة زمان كانت الملكة نازلي هاتموت وتشتريها منها ونجيب الريحاني  وعوامة حكمت فهمي  كان بيزورها فيها أنور السادات  الله يرحمه ومعظم بشوات زمان كان عندهم عوامات في النيل الزمالك والعجوزة لغاية لما أصدر زكريا محي الدين قرار بنقل العوامات بين كوبري الزمالك وإمبابة عام 1966 فقام الكثير ببيع عوامتهم لأن إمبابه حي شعبي وتم نقل  55 ما تبقي منهم 33 عوامة فقط

حولنا مشاغبة السيدة إخلاص حلمي حتى تتطرق للحديث عن قصتها الشخصية فسألتها حضرتك مواليد سنة كام ؟  فردت يااااااااااااه من زمان أوي في أول الأربعينات اتولدت في عوامة والدي كان دكتور في القصر العيني وكان عندنا عوامة بجوارها عوامة محمد الكحلاوي كنت بصحي كل يوم علي صوته الجميل وهوبيغني (يا نيل يا حلو المطالع ..بالليل نشوف الجزيرة عروسة والشمع والع ..ما تقولشي دا مهرجان في عيد ميلاد الزمان ) طبعا الكلام دا زمان قبل نقل العوامات لنيل إمبابة كانت العوامات على بحر النيل الواسع  قبل ما يتفرع.. 

بعدها طبعا درست ووصلت لمرحلة متقدمة في التعليم وسنه 1957 اتخطبت لحسني المرشدي كان الطيار الخاص بعبد الحكيم عامر ولبسنا الشبكة واشتري بوتجاز والغسالة وجهز كل حاجة وقبل فرحنا بأسبوع  إستدعاه المشير عبد الحكيم عامر لانة كان مسافر الاردن في وقتها كان القائد العام للقوات المشتركة المصرية والسورية  ومسافر الأردن في مهمة عمل بعدها بثلاث أيام لم يأتي إلى بيتنا توقعت يكون تعبان من الرحلة بعدها بيوم إتصل بنا والده يسأل عليه فنفي والدي مجيئة عندنا منذ أربع أيام وعندما ذهب والده في مقر عمله لم يستدل عليه وحينما قرر السؤال قالوا له لا تأتي هنا مرة أخرى.. بعدها سمعنا أن الطائرة التي كان قائدها محسن المرشدي ووضع بها متفجرات لاغتيال عبد الحكيم عامر فوصلت المعلومات للمشير فذهب للمطار وإستقل طائرة مدنية للعودة وترك "المرشدي" يلقي حتفة وحدة في الطائرة..

بعدها بسنوات رفضت أكثر من خطيب علي أمل ان يعود لكنة مرت أربع سنوات دون أن تظهر أي أخبار عنه فتزوجت عام 1961 من محاسب قانوني وعشت معه في شارع أحمد حشمت بالزمالك 20 عام ولم أنجب أولاد وبعد وفاته حنيت لحياة العوامات فقمت بوضع يدي علي قطعة أرض بجوار كوبري الزمالك لتكون مرسي للعوامة وتم تجهيزها وإتفقت مع مهندس لتصميم العوامة وعمل " الفناطيس " وتم بناءها وتركت شقتي في الزمالك وجئت للعيش بها منذ 30 عاما..  تغيرت الدنيا حوالية وأنا هنا عايشة في حضن النيل في الهدوء بعيد عن الحياة الصاخبة.

وعن بداية تربيتها لقطط قالت : زمان كنت في سيارتي الخاصة وكان فيه قطة صغيرة في منتصف الشارع خفت إني السيارات تدهسها فنزلت وأخذتها معايا شقتي وربتها ولما انتقلت للعيش في العوامة "جبتها "معايا وكنت كل لما أطلع للمشوار أجد قطة في الشارع أجبها لما بقي عندي اكثر من خمسين قطة في حديقة العوامة وعشر قطط يعيشوا معي بالداخل  أطلقت عليهم أسماء ( بيانكي-ومشمش وبوسي وتايجر) تقول وجدت فيهم حنان لم أجدة في البشر

وعن عملها قبل التقاعد قالت : كنت أعمل في الاستيراد والتصدير وبعدين لم أجد متعة فيه خاصة أنني ليس لدي أولاد فلماذا اتعب نفسي ما دامت ربنا سترها معايا خلاص؟.

 وأضافت: في بعض الأحيان أقوم بتأجير الدور العلوي للعوامة لتصوير بعض الافلام، حيث تم تصوير أجزاء من أفلام "حاحا وتفاحة و نمس بوند والطبال" وغيرهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل