المحتوى الرئيسى

مروان كنفانى يكتب لـ«المصرى اليوم»: شروط فلسطينية ثلاثة.. ثم ماذا؟«٢-٢» | المصري اليوم

01/16 09:32

یبدو واضحاً الیوم وبعد مرور أسابیع عدة على بدء الأزمة الحالیة أن رد الفعل السیاسى الفلسطینى قد شابته البلبلة والسلبیة والتخبط والإحباط، وبدأ مسؤولوها فى التماهى وربما المزایدة على الموقف الشعبى الفلسطینى فى تصریحات وقرارات لا تفید مصالح شعبنا ولا تستطیع السلطة الوطنیة تنفیذها، ولا یصدقها أحد من الأصدقاء ولا الأعداء. أمام السلطة الوطنیة الفلسطینیة والفصائل الفلسطینیة كافة طریقان لا ثالث لهما، فإما أن یعلنوا بجمعهم إلغاء ااتفاق أوسلو وكل ما نتج عنه، ویتوحدوا للعودة للمقاومة تحت الاحتلال، الأمر الذى لا یبدو ممكناً نتیجة للوضع الفلسطینى المتشرذم، أو أن یحاولوا التوصل لحل سیاسى مقبول للأزمة الحالیة بالاعتماد على الشرعیة الدولیة وتأیید دول العالم وبالتعاون مع حلفائنا، وأولهم الدول العربیة، والأمم المتحدة والوسطاء الدولیین.

إن الشعب الفلسطینى یدرك بنباهته الطبیعیة الفرق بین الشعارات الجادة والممكن تحقیقها وبین التصریحات الناریة التى لا یمكن تحقیقها وسوف یتم التنازل عنها. بین الكلام الكثیر الذى أطلقه المتحدثون الفلسطینیون الكثر طفت تهدیدات لم یتم مناقشتها أو ذكرها أو حتى التعلیق علیها لا من قبل الولایات المتحدة ورئیسها، ولا من إسرائیل، ولا حتى من أى دولة أجنبیة أو عربیة أو إسلامیة. أعلن كبار مفاوضى السلطة الوطنیة أنهم لن یقابلوا أى مسؤول أمریكى زائر أو مقیم، وأنهم لن یقبلوا ثانیة توسط الولایات المتحدة لحل النزاع الفلسطینى الإسرائیلى، وأنهم لن یقبلوا الضغوط أو النصائح أو العودة للمفاوضات إلاً إذا تراجعت الولایات المتحدة وألغت قرارها حول عاصمة إسرائیل.

شروط لا تؤیدها أى دولة أوروبیة أو عالمیة بما فیها معظم الدول العربیة. إن دول العالم الداعمة لنا ولحقوقنا لا ترید «هزیمة» الولایات المتحدة ولا إهانتها وإذلالها، ولكنها ترید تفسیراً لأبعاد خطاب الرئیس الأمریكى یعطى الفلسطینیین حقوقهم بما فیها الحق فى إعلان القدس العربیة عاصمة للدولة الفلسطینیة المستقلة على الأراضى الفلسطینیة المحتلة فى عام 1967، وفق حراك سیاسى قائم على حل الدولتین. إن هذه الأسس هى التى تبنتها منظمة التحریر الفلسطینیة، والسلطة الوطنیة الفلسطینیة وغالبیة الفصائل والأحزاب الفلسطینیة بما فیها حركة حماس وفق تصریحات قیادتها الأخیرة.

إن قرارى مجلس الجامعة العربیة المتتابعین خلال الفترة التالیة لخطاب الرئیس ترامب قد وضعا أسس التحرك العربى، الذى یجب أن یتضمن التحرك الفلسطینى أیضاً، لمواجهة الخطورة التى قد تكون أسوأ ما تجابه القضیة الفلسطینیة منذ نكبة عام 1948. والأساس الأول یدعو للعمل الجماعى العربى لأخذ قرار دولى من مجلس الأمن بإعلان الدولة الفلسطینیة، بینما یشترط الثانى أن تكون القدس العربیة بما فیها من مقدسات هى عاصمة الدولة الفلسطینیة. كیف یمكن التعامل لتأمین صدور هذین القرارین حال رفضنا الحدیث واللقاء مع ممثلى الولایات المتحدة؟

إذا كان ما تقصده الولایات المتحدة هو الاعتراف بالقدس الكبرى بما فیها القدس العربیة والأماكن المقدسة الإسلامیة والمسیحیة فلیس أمامنا سوى العودة للقتال والمقاومة من جدید، فإما نتوصل لحقوقنا الشرعیة أو فلتحتل إسرائیل باقى ما تبقى من بلادنا.

وإذا كانت الولایات المتحدة قد قررت الاعتراف بالقدس الغربیة فقط كعاصمة لإسرائیل، فإن شرط قبولنا هو اعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالدولة الفلسطینیة وبالقدس العربیة، بما فیها من أماكن مقدسة إسلامیة ومسیحیة ویهودیة، عاصمة لتلك الدولة المستقلة على غرار ما كانت فى الأربعة عشر قرناً الماضیة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل