المحتوى الرئيسى

لا تأخذ الحي​​اة بجدية أكثر مما تستحق.. فابتسم لدرامتها الثقيلة

01/15 16:04

أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه وننسى أنّ في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا، وأنّ حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة.

ففي ظل هذه الزحمة من المدنية والمادية تزاحم الناس على الدنيا، وتنافسوا وتسابقوا في جمعها، بل وتقاتلوا من أجلها، يرضون إذا حصّلوها، ويسخطون ويحزنون إذا فقدوا شيئاً منها، يوالون ويعادون من أجلها؛ بل لقد أصبح البعض عبداً لها.

إنَّ التكالُب والتزاحُم اليومَ على هذه الجِيفة، وكلٌّ ينال نصيبه منها، والمصيبة العظمى والطامَّة الكبرى هي أنْها تُلهي عن طاعة الله، فتجد التاجر في مَتجَرِه، والصانع في مصنعه، والعامل في محلِّ عمله، والخبَّاز في مخبزه، وصاحب المقهى في مقهاه، وصاحب المطعم في مطعمه، والكلُّ مشغولٌ، وقلَّ مَن ينتبه ويهتمُّ حتى للصلاة المفروضة في وقتِها إنْ لم يترُكها البعض بالكليَّة.

كما انه لا يعني التحذير من الدنيا أننا نتركها إلى الأبد ولا نشتغل فيها، أو أننا نلزم زاوية من المساجد لنعبد الله فيها، فحسب، ليس الأمر كذلك.. بل المقصود أن لا تطغى الدنيا علينا فنتنافس فيها فنهلك، ونقصد أيضاً أن لا نبالي أجمعنا المال من حلال أم حرام؛ بل الله -تبارك وتعالى- حثنا على عمارة الدنيا بالدين، وحثنا على السعي والعمل؛ فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}.. [الملك : 15].

فالدنيا في الحقيقة لا تذم، وإنما يتوجه الذم إلى فعل العبد فيها، وهي قنطرة أو معبر إلى الجنة أو إلى النار، ولكن لما غلبت عليها الشهوات والحظوظ والغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة فصار هذا هو الغالب على أهلها وما فيها وهو الغالب على اسمها صار لها اسم الذم عند الإطلاق، وإلا فهي مبنى الآخرة ومزرعتها، ومنها زاد الجنة، وفيها اكتسبت النفوس الإيمان، ومعرفة الله ومحبته، وذكره ابتغاء مرضاته.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل