المحتوى الرئيسى

باحثو المركز.. من العلم إلى الحضور والانصراف دون عمل

01/15 10:47

تحول مركز البحوث الزراعية مع الزمن من صرح علمى ضخم أُنشئ لنقل التكنولوجيا والأبحاث التطبيقية للمزارع وتطوير الزراعة وزيادة الإنتاج، إلى مركز ليست له استراتيجية واضحة فى البحث العلمى التطبيقى، فهذا المركز يضم معاهد كثيرة تصل لثمانية وعشرين معهداً وكل معهد يضم كثيراً من الأقسام ذات التخصصات المختلفة، فمن المفترض أن تكون هناك علاقة متبادلة بين جهاز الإرشاد وكل قسم من أقسام المركز العديدة ليؤدى ذلك فى نهاية المطاف لمعلومة مستدامة ودورية لكل المزارعين بجميع درجاتهم وتكون هناك متابعة دورية ممنهجة لنقل جميع الباحثين إلى المزارع لمتابعة المشاكل واقتراح الحلول، وبالتالى وضع خطط دائمة للتنمية والتطوير المستدام، أى يكون هناك حركة على أرض الواقع، ولكن الواقع يبكى على حال المركز، فقد تحولت معامل كل معاهد وأقسام المركز إلى مكاتب، وتحوّل الباحثون إلى موظفين عاديين لا ينتجون، وألتمس لهم كل العذر، فلو فرض وأنهم حضروا يومياً فسوف لا يجدون ما يشغل وقتهم لأنه ليس هناك خطة تطويرية تجدد باستمرار حسب الواقع وأزعُم أن الحل هو ضم الأقسام بعضها إلى بعض وإلغاء المشاريع البحثية الفردية والتى يتقاضى الباحث فيها نحو سبعين فى المائة فقط من قيمة المشروع وما تبقى فهو يظهر على رفاهية الباحث وحسابه البنكى لا على إنتاجه البحثى. وقبل أن نطلب من الباحثين إنتاجهم العلمى لا بد أولاً أن نوفر لهم كل مقومات البحث العلمى من استراتيجية وإمكانيات علمية مُتمثلة فى معامل مُجهزة طبقاً لطبيعة التخصص ويجب أن يأمر رئيس المركز العالِم المحترم الأستاذ الدكتور محمود مدنى بنقل المكاتب التى تملأ المعامل ومنعها تماماً حتى يتسع المعمل الواحد لأكثر من عشرة باحثين بدلاً من أستاذ واحد لا ينتج شيئاً أحلّ لنفسه المعمل وحوّله إلى مكتب خاص ووضع يافطة على باب المعمل وضع عليها اسمه بأنه معمل الأستاذ الدكتور فلان وهو فى واقع الأمر ليس معملاً بل أصبح مكتباً. وأنا لا أعترض على اليافطة ولكن اعتراضى على تسمية مكتب بمعمل فهو فى الأصل معمل وجريمة أن يتحول لمكتب. وهناك جرائم يرتكبها الباحثون المعينون بالتقسيم (التكسونومى) حيث إن هناك من سافر للعمل فى جامعة بالسعودية والفونا (البيئة الحشرية والحيوانية) هناك خصبة، فنقل أنواعاً من الآفات ونشرها على أنها آفات جديدة لم يكتشفها أحد قبل ولكن لو نشرها وذكر مكان وجودها الأصلى وهو المملكة العربية السعودية فلا مانع ولكن أن ينسبها إلى البيئة المصرية فتلك جريمة لأنها بذلك ستمنع تصدير كثير من المحاصيل، فالباحث هنا يريد أن يحقق مجداً شخصياً بأنه اكتشف أنواعاً جديدة من الآفات ولكن جاء هذا على حساب التصدير وسُمعة وطن بأكمله. نعم هناك نقاط مضيئة فى المركز وباحثون وعلماء أفاضل يعملون ليل نهار وينتجون ولا تسمع عنهم شيئاً ولكن هناك الكثير الذين يملأون الدنيا ضجيجاً بِلا أى منتج علمى له بريقه. ثم الكارثة الكُبرى وهى موضوع السفريات التى تتم فى الخفاء التام وتتم وفقاً للعلاقات الشخصية للباحث ليسافر الباحث ويتكلف مبالغ طائلة من أموال الدولة ثم يأتى فلا يُسأل ماذا فعل وماذا ستستفيد الدولة من سفرياته فأصبحت المهمة العلمية التى سافر من أجلها مجرد نزهة له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل