المحتوى الرئيسى

رئيس «مقاومة الآفات الزراعية»: 9400 طن حجم استهلاكنا من المبيدات.. ونصيب الفرد 100 جرام وفى أوروبا 385 جراماً

01/15 10:47

قال الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، إن مصر تطبق القواعد العالمية فى تسجيل المبيدات، والتى تصل إلى 20 خطوة وتستمر ثلاثة أعوام، فى الوقت الذى يتم فيه إعفاء الباحثين المصريين من 25% من إجراءات التسجيل دعماً للصناعة الوطنية.

محمد عبدالمجيدلـ«الوطن»: نطبق الإجراءات العالمية فى التسجيل.. ولا توجد فى مصر مبيدات «مسرطنة»

وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أن حجم تجارة المبيدات فى مصر يبلغ مليار جنيه من إجمالى 65 مليار دولار على مستوى العالم، وتعمل 25 شركة وطنية فى قطاع المستحضرات التى تعتمد على المادة الفعالة المستوردة من الخارج، وهو رقم جيد فى ضوء طبيعة الاستثمار فى عالم المبيدات التى تحتاج إلى مبالغ ضخمة، مؤكداً عدم وجود ما يطلق عليه «مبيد مسرطن»، وأشار إلى أنه تم استخدام المصطلح فى أوقات سابقة بطريقة «مرعبة» للتأثير على المصريين.. إلى نص الحوار.

هل يمكن تداول مبيد دون أن يكون مسجلاً فى لجنة المبيدات؟

- إطلاقاً، وغير مسموح بتداول أى مبيد فى مصر دون أن يكون مسجلاً فى لجنة المبيدات فى وزارة الزراعة.

- فى البداية وقبل البدء فى عملية التسجيل لا بد للمبيد أن يمر بسلسلة محددة من الاختبارات، على رأس تلك القواعد أن يكون ذا مرجعية عالمية، من الجهات المسئولة عن إدارة المبيدات فى العالم كالاتحاد الأوروبى وحماية البيئة الأمريكية وكندا وأستراليا واليابان، والتى بناء عليها نُخضع المبيد للتجريب فى مصر بناء على ملف تتقدم به الشركة يشمل نوع المبيد والآفة التى يكافحها والمحصول المستهدف، ثم نبدأ تجريب المبيد، وفحص ملف البيانات الأولى وإذا ما تمت إجازته، نبدأ تجريب المبيد على المحاصيل والآفات من خلال جهات علمية متخصصة فى مركز البحوث الزراعية، ثم تجربته فى موسمين زراعيين متتاليين، فى منظومة التماثل والتتالى، وذلك وفقاً لـ«مسطرة» دقيقة لا نحيد عنها.

1300 مستحضر متداول فى أسواقنا بعضها ينتج محلياً والأغلب مستورد و20 خطوة تستمر ثلاثة أعوام لتسجيل المبيد الجديد فى وزارة الزراعة

وهل هذا الإجراء كافٍ لتداول المبيد؟

- هناك خطوة ثانية ينفذها المعمل المركزى للمبيدات، يتم فيها اختبار المركب لإجازته من عدمه ويتم فيها تقدير الصفات الطبيعية والكيميائية للمركب، وبصمته، والشوائب المصاحبة للمبيد، وإذا ما تم اجتيازه نذهب إلى الخطوة الثالثة والتى تقوم من خلالها الشركة بتقديم ملفات بها المستندات المطلوبة فى اللجنة، وتصل خطوات التسجيل إلى 20 نقطة رئيسية، وإذا تم استيفاؤها يحقق المركب التقييم الحيوى، وفى هذه الحالة يمنح المبيد شهادة تسجيل.

هل هناك صناعة وطنية للمبيدات فى مصر؟

- بالطبع، لكن المبيدات صناعة حجم الاستثمار فيها عالٍ للغاية، وليس من المستغرب أن الشركات العالمية فى قطاع المبيدات يتجاوز عدد العاملين فيها مئات الآلاف وهناك مدن بأكملها خاصة بشركة من المبيدات مثل باير وسيفا وباسيف فى ألمانيا، وداو وسومتروموا فى اليابان، وحجم مبيعات المبيدات فى العالم يزيد على 65 مليار دولار.

وأين مصر من حجم تلك التجارة الكبيرة؟

- يصل حجم تجارة المبيدات فى مصر إلى مليار جنيه، بما يوازى 50 مليون دولار تقريباً، وتعمل 25 شركة مبيدات فى قطاع المستحضرات التى تعتمد على المادة الفعالة المستوردة من الخارج، وهو رقم جيد فى ضوء طبيعة الاستثمار فى عالم المبيدات التى تحتاج إلى مبالغ ضخمة.

هل تقدم اللجنة تسهيلات للباحثين المصريين الذين يسجلون مستحضراتهم فى اللجنة؟

- يتم إعفاء الباحثين والعلماء المصريين من 25% من إجراءات التسجيل دعماً للصناعة الوطنية، ونقدم تسهيلات لكل الشركات الوطنية فى هذا الأمر، ولو تم إنتاج «فيرومينات» نعطيهم تسهيلات أكبر، لأن تأثيرها على البيئة أقل ما يمكن، ونقلص التجريب إلى عامين بدلاً من ثلاثة أعوام.

إعفاء الباحثين المصريين من ربع إجراءات التسجيل دعماً للصناعة الوطنية وتسهيلات إضافية للعلماء لإنتاج الـ«فيرومينات» لتأثيرها الضعيف على البيئة.. والأمان يسبق الفاعلية فى استخدام مكافحة الآفات ونوصى باستعمال محدودة الضرر للخضر والفاكهة

وما معوقات تطوير صناعة المبيدات فى مصر؟

- تحتاج هذه الصناعة إلى استثمارات ضخمة، بالإضافة إلى أن صناعة المبيدات استثمار محفوف بالمخاطر، فالمركب الواحد يحتاج إلى أكثر من 200 مليون دولار، ومن الممكن ألا يقبل عليه السوق أو يتم إلغاؤه لسبب ما وينهار، لذلك فى مصر نتجه إلى صناعة المستحضرات، فالمادة الفعالة تحتاج إلى تجهيزات عالية للغاية رغم ما تتمتع به مصر من خبرات كبيرة إلا أن التمويل من أكبر المصاعب التى نواجهها، وحجم الاستثمار فى هذا المجال يصل إلى 30%.

وكم عدد المستحضرات المتداولة فى مصر؟

- فى مصر ما يقرب من 1300 مستحضر تجارى، بعضها من الداخل والأغلب من الخارج، وهو الوعاء الذى نعمل من خلاله.

وهل المفضل أن يكون الوعاء كبيراً؟

- من وجهة نظرنا كلما كان الوعاء كبيراً زاد التنوع وكانت فرص الاختيار أعلى والكفاءة أفضل، كما أن هذا الكم يساعد بشكل كبير فى تخفيف مقاومة الآفة لفعل المبيد، وهو أمر مطلوب لكسر مقاومة الآفة وزيادة فاعلية المركب ضد الآفة.

أليس لهذا الكم من المبيدات تأثير ضار على البيئة وصحة الإنسان؟

- الأمان يسبق الفاعلية من وجهة نظرنا فى استخدام المبيدات، وحينما نبحث عن مركب نفضل دائماً وبشكل قاطع تلك التى تأثيرها على الإنسان والبيئة أقل من غيرها، ولهذا تجد أن المركبات تتنوع بعضها غير ضار نسبياً، وبعضها متوسط والآخر عالى الضرر، والأخير سعره رخيص، ودائماً نوصى باستخدام قليلة الضرر على الخضر والفاكهة ونوصى باستخدام المبيدات عالية الضرر على المحاصيل الحقلية التى لا يتعرض لها الإنسان والحيوان، مثل القطن على سبيل المثال، ودائماً نقسمها وفقاً لحدة ضررها، فتكون محدودة الضرر تصلح للخضر والفاكهة، والأعلى ضرراً للمحاصيل الحقلية.

- لا يوجد مبيد مسرطن، ولم يثبت فى العالم أن هناك مبيداً مسرطناً، وهذا المصطلح لا بد أن يكون وفقاً لظاهرة وبائية، وكل ما يقال تجارب أجريت على الحيوان، وتتم بإخضاعه لضغط غير طبيعى، بمعنى آخر يتم حقن الحيوان بجرعة تفوق التى تجرى على الإنسان آلاف المرات، وهذا عملياً غير مقبول.

هناك مستحضر الحشائش «الجليفوسات» تم حظره عالمياً بسبب خطورته ورغم ذلك متداول فى مصر؟

- قام العلماء فى أوروبا بتعريض الفئران لجرعة من المبيد أكثر من التى يستخدمها الإنسان بألف مرة، وطبعاً هذا لا بد أن يؤدى إلى الإصابة بالسرطان، وهو أمر مبالغ فيه للغاية، ولو الإنسان على سبيل المثال أكل ملح طعام 1000 مرة، ضعف ما يتناوله، سوف يصاب بأمراض بالغة الخطورة، والتجارب تختلف عن الظواهر الوبائية فى الظروف الطبيعية.

وما حقيقة حظره فى 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبى؟

- هذا غير صحيح، فقد كانت هناك مهلة للمبيد حتى نهاية عام 2017، ومد مؤخراً الاتحاد الأوروبى استخدامه حتى عام 2022، عدا مركبات فى المبيد تسمى التالوامين، وتقرر عالمياً منعه، ومنذ أسبوع قررنا منعه أيضاً لخطورته، ونظراً لأهمية المبيدات وخطورتها، نعمل يوماً بيوم مع العالم، ونطبق المعايير العلمية بدون نقاش، ومرجعياتنا المنظمات الدولية فى الاتحاد الأوروبى وكندا وأمريكا واليابان.

وماذا عن ظاهرة المبيدات المغشوشة؟

- قضية غش المبيدات ظاهرة عالمية، وصراع الخير والشر أبدى، والرسول يقول «من غش أمتى فليس منى» أى أن الظاهرة قديمة منذ الأزل، وحجم التجارة العالمية التى يتعامل بها الإنسان على ظهر الأرض فيها غش 1.5 تريليون دولار، والمبيدات فى المرتبة رقم 22 منها، ورقم واحد أدوات الكمبيوتر ثم الأدوية ثم لعب الأطفال، وكلمة المبيدات استخدمت فى أوقات سابقة بطريقة مرعبة للتأثير على الإنسان، واللعب على وتر السرطان والأمراض مكشوف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل