المحتوى الرئيسى

من وثائق عبد الناصر: سياستنا مراقبة الرأسمالية الوطنية لا تصفيتها - صوت الأمة

01/15 03:29

الشيوعية بالنسبة لمعتنقيها لها قيمة الدين..

ما هو الشعب؟ فى المرحلة الراهنة الطبقة المتوسطة الوطنية، والعمال والفلاحون. 

يجب اتحاد هذه الطبقات؛ حتى تجابه طبقة الرأسماليين البيروقراطيين، وطبقة الاقطاعيين، والملاك العقاريين، وتتمكن من قمعهم والتزام الهدوء. 

- إن الرأسمالية الوطنية لها أهمية كبرى فى المرحلة الحاضرة؛ فالاستعمار لا يزال يطمع فينا، وهو العدو الأساسى. ونحن نحتاج الى زمن طويل قبل أن نبلغ استقلالا اقتصاديا حقيقيا. ولن نتمتع باستقلال حقيقى، الا عندما تتطور صناعتنا، ونتخلص من التبعية الاقتصادية للدول الأجنبية؛ ولذلك يجب استخدام جميع العناصر الرأسمالية الوطنية فى المدينة وفى القرية، وأن تكون سياستنا مراقبة الرأسمالية لا تصفيتها. 

إن عملية مراقبة الرأسمالية هى عملية اتحاد مع الرأسمالية الوطنية، وفى نفس الوقت نضال ضدها. 

المبدأ الاقتصادى هو تطوير الاقتصاد، وخلق اقتصاد مزدهر يأخذ بعين الاعتبار المصالح العامة والخاصة فى آن واحد؛ مصالح العمل ورأس المال، مصالح التعاون بين المدينة والريف، وتطور المبادلات بين الدولة والعالم الخارجى. 

تنسق الدولة وتنظم اقتصاد الدولة، واقتصاد التعاونيات، واقتصاد الفلاحين وذوى الحرف، واقتصاد الرأسمالية الخاصة، واقتصاد رأسمالية الدولة فى ميادين الادارة، والتموين بالمواد الأولية، وتصريف الانتاج، وشروط العمل، والتجهيز الفنى، والسياسة المالية والنقدية.. الخ؛ لكى تستطيع جميع قطاعات الاقتصاد الوطنى أن تلعب دورها الخاص، وأن تؤدى المهمة العائدة لها، وأن تتعاون فيما بينها تحت قيادة اقتصاد الدولة؛ من أجل تسهيل تطور اقتصاد البلاد بمجموعه. 

- قيادة سياسية للطبقة العاملة. 

- قيادة اقتصادية لاقتصاد الدولة الاشتراكى الطراز، والموضوع تحت قيادة الطبقة العاملة. 

وهاتان القيادتان – السياسية والاقتصادية - هما الضمان الأساسى فى سير الجمهورية نحو الاشتراكية.

- انهاض الاقتصاد الزراعى والصناعى، واحياء النقل والتجارة. وبما أن اقتصاد الدولة يراقب الحياة الاقتصادية لمجموع الأمة، وأنه يتسم بدرجة عالية من التمركز، فإن صناعة وتجارة رأس المال الخاص مقادان بحكم وضعهما، الى اتباع قيادة اقتصاد الدولة. 

- الحزب – قيادة – نظامى ضبط وربط مسلح بنظرية الاشتراكية – يمارس الانتقاد الذاتى، ويوثق روابطه بالجماهير الشعبية. 

اتحاد النظرية والممارسة. المحافظة على الروابط الوثيقة مع الجماهير الشعبية. ممارسة الانتقاد والانتقاد الذاتى. 

استخدام النظرية والممارسة يمكن التغلب على الانحراف المذهبى، واكتشاف وتحديد الطريق.

الصحيح الواجب اتباعه لهزم الأعداء الأقوياء، وتشييد الدولة الجديدة. وبفضل الروابط الوثيقة مع الجماهير الشعبية؛ يتمكن الحزب من قيادة النضال الشعبى، والاعتماد على القوة الشعبية. وبفضل ممارسة الانتقاد الذاتى؛ يمكن استخلاص الدروس من الفشل والأخطاء السابقة، وأن يحسن عمله، ويحيى ويوثق روابط مع الجماهير على الدوام. 

- فى المرحلة الأولى: مرحلة طفولة الحزب، كانت خطة الحزب صحيحة، وكان الحماس على مستوى بالغ، إلا أن الحزب كان يفتقر الى الخبرة فى المسائل الأساسية. 

نمت منظمات الحزب، الا أنها لم تتوطد، لم يقو أعضاء الحزب أيديولوجيا وسياسيا، وكانت تجارب العمل كثيرة، ولكن لم يستفد منها. وكان يتسلل الى الحزب عدد كبير من الوصوليين، ولا يطردون منه. وكان الحزب محاطا بحلفاء وأعداء يحيكون ضده الدسائس والمؤامرات. وكان عدد كبير من الأعضاء النشيطين يبرزون، ولكن

لم يكن هناك وقت لجعلهم الدعامة الأساسية للحزب.

خلال الكفاح غرق البعض فى أوحال الانتهازية، أو وقعوا فيها لمدة وجيزة. وكان ذلك ناجما عن عدم تقدير التجربة المنصرمة، وسوء فهم لظروف البلاد التاريخية والاجتماعية. ولمدة من الزمن تعرضت الثورة للخطر؛ بسبب الانتهازية (اليمينية)، أو بسبب الانتهازية (اليسارية). 

- تنقسم الرأسمالية الى فئتين متعارضتين: 

- الرأسمالية الكبيرة البيروقراطيون التى كانت فى الحكم.

إن الفئة الأولى هى خصم الثورة، أما الفئة الثانية فهى قوة ضعيفة ومذبذبة. إنها فى نزاع مع الطبقة العاملة، ولكنها أيضا فى نزاع مع الرأسمالية الكبيرة والاقطاع؛ لذلك يمكن كسب هذه الفئة. 

القيادة: هى معرفة مشاكل الجماهير على جميع المستويات، ومعرفة حلها وتنفيذه. 

الشيوعية: هى رأسمالية الدولة، بالقضاء على الملكية الخاصة - ماركس هو نبى الشيوعية - لا دينية. 

اعتمدت الشيوعية على التناقض الذى يسود المجتمع؛ تناقض بين الدين الذى ينادى بأن جميع الناس أخوة، وبين النظام الاقتصادى الذى يفرق بين الناس، ويجعلهم أسيادا وعبيدا. وقد سعى الناس الى القضاء على هذا التناقض؛ بالمطالبة باعادة تعديل النظام الاجتماعى. 

الشيوعية - وفقا للنظرية الكلاسيكية - ترمى الى اقامة مجتمع بلا طبقات، تكون فيه جميع وسائل الانتاج والتوزيع والتبادل ملكا للجمهور، وتختفى منه الدولة، التى تعد أداة إرغام واضطهاد. ولكنها تقوم مع هذا بين الثورة التى تلغى النظام الرأسمالى، وبين هذا المجتمع الشيوعى، فترة انتقال تعرف باسم دكتاتورية الطبقة العاملة (الكادحة). وهذه هى المرحلة التى تزعم روسيا أنها تمر بها الآن. 

والمعروف أن مقياس المجتمع الشيوعى هو أن يكون خاضعا لمبدأ «من كل انسان حسب قدرته، ولكل انسان حسب حاجته». ولكن إذا أخذنا ما نادى به ماركس وكرره ستالين؛ وجدنا أن مساواة كهذه مستحيلة فى الدول الاشتراكية. ولهذا يجب أن يتحكم فيها مبدأ «من كل انسان حسب قدرته، ولكل انسان بحسب عمله».

جوهر  الشيوعية هو أن وسائل الانتاج يجب أن تكون ملكا للشعب، ولكن لم يتسن لإنسان الى الآن أن يكتشف كيف يمكن للشعب أن يسيطر على هذه الوسائل؛ ولهذا أسند أمر الاشراف عليها باسم الشعب الى الدولة.

وهكذا أصبحت ملكية الشعب تعنى فى الواقع رأسمالية الدولة. 

الخلاف بين الشيوعية والاشتراكية على الوسيلة لا الغاية، فالاشتراكيون يرون أنهم يستطيعون ادخال نظامهم، والمحافظة عليه بوسائل ديموقراطية. ولكن الشيوعيين يعتقدون أن ذلك مستحيل. 

الشيوعية لم تتحقق حتى فى روسيا، بل إنها لن تتحقق أبدا؛ لأن الاشتراكية الروسية لن تتجاوز مرحلة رأسمالية الدولة. وكل ما يقال عن اختفاء الدولة، وقيام مجتمع شيوعى فى المستقبل يعمل فيه الناس لخير المجموع، وأنه لن تكون ثمة حاجة الى الارغام والقسر؛ لهو قول هراء وخيالات لا تتحقق. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل