المحتوى الرئيسى

للمصلحة العامة | المصري اليوم

01/14 23:02

شعبية السيسى المكتسحة شىء يعلمه الجميع. والحقيقة هى شعبية مستحقة. وبينما تزهق الأرواح من حولنا. بين جنود ورجال أمن وشهداء مدنيين هنا وهناك. تمنيت أن أجد فدائيا يخوض الانتخابات الرئاسية، وهو يعرف مسبقا أنه لن يفوز. كنت أتمناه رجلا يليق بأحلام الوطن. لا يكون مجرد ناشط سياسى. قد يمتد نشاطه إلى أصابعه. أو صورة أخرى نحظى فيها بترامب المصرى. مهما كانت عيوب ترامب فحوله نظم ودستور ودولة وأجهزة وقضاء. كل هذا يقوِّم من شطحاته ويجعلها بلا أثر. يخفف من أضرارها. لكن ماذا لو جاءنا مثل هذا الترامب وسط الخلاء والخواء المصرى؟. ستكون أضراره غير مسبوقة. ودون علاج.

أتحدث هنا عن معانٍ جديدة مطلوبة. تخلصنا من النفاق الذى ساد وفاق كل الحدود. جوقة المنافقين الذين يتربصون بأى مرشح منافس. يهاجمونه. يرهبونه. يدفعونه لخوض معركة مبدئية دفاعا عن نفسه. حتى قبل أن يتحدث عما يطالب به فى الانتخابات. هنا يتجلى دور «الإعلام الأمنى». يستخدم شبه محترفين يقبلون أن يقوموا بهذه المهمة. هذا منع الكثيرين من الترشح. فلم يتبق لنا شخص آخر يعبر عن أحلام المصريين. تكريس لمعانٍ أخرى من الاحتكار والاستحواذ. فالاحتكار والاستحواذ ليسا فقط فى اقتصاد يمارسه القطاع الخاص. أو كما تطور الأمر تمارسه جهات محددة.

المناظرات والحوارات والنقد كانت وسيلة لكسر الاحتكار والاستحواذ بأنواعهما. حتى يتطور أمر السياسة لدينا. كما تتطور الأمور فى كل مناحى الحياة. فتتضح سياساتنا، بحيث نتفق على المقاصد. ولنا أن نختلف على ترتيب الأولويات.

نحن نفتقد المتطوعين. الفدائيين. عرابى حين قام بثورته كان فدائيا. كذلك كان سعد زغلول. عبدالناصر والمجموعة التى كانت معه كانوا من الفدائيين. إلى ماذا انتهت ثورة عرابى أو ثورة 1919 أو ثورة 1952؟ هذا خارج موضوعنا الآن.

لذلك فأنا حزين على هذه الفرصة التى تكاد تضيع على مصر. فرصة جاءتنا لكى نتطور. حاربها وقتلها متطرفون من نوع آخر. طاردوا وحاربوا كل من سولت له نفسه الاقتراب من هذا الاحتمال. يتهمونه بتعكير الساحة. ينافقون بحجة أن هذا دفاع عن الرئيس السيسى.

غفلوا عن أن الرئيس هو مجرد وسيلة لتحقيق مصلحة المواطنين جميعا.

لذلك مع اختفاء المرشح الآخر. اختفى معه الرأى الآخر إلا قليلا.

كنت أتمنى مرشحا يخوض السباق بهدف الإعانة على الإصلاح. أو أخذا بالأحوط. لتمكين مزيد من الإصلاح.

الهدف هو أن نرى نقلة نوعية فى المرشحين للرئاسة. بحيث يظهر مرشح جديد يرضى طموحنا تجاه بلدنا.

Comments

عاجل