المحتوى الرئيسى

من بطولات الفدائيين.. اختطاف ابن عمة ملكة بريطانيا في بورسعيد

01/14 20:58

لن ينسى التاريخ المصري أبطال المقاومة الشعبية الباسلة في بورسعيد ودورهم البطولي منذ العدوان الثلاثي علي مصر وحتى حرب أكتوبر.

ملحمة نضالهم لم تتوقف، وترجع بنا الذاكرة إبان العداون الثلاثي على مصر، حين شارك شعب بورسعيد من شباب ونساء وأطفال ورجال في الدفاع عن أرضهم، فكان لكل منهم دوره، فحملوا السلاح يتقدمهم الفدائيون، وحققت مصر وقواتها المسلحة نصر على بريطانيا وفرنسا وإسرائيل كان مفتاحه "المقاومة الشعبية".

في ١١ ديسمبر عام ١٩٥٦ كان أفراد المقاومة الشعبية يمرون في الشوارع مستقلين السيارة (57 قنال)، وأعطاهم الضابط سامي خضير بدلتي شرطة، في الوقت الذي قام حسين عثمان بدور بائع "العاديات" لاستدراج أي ضابط إنجليزي، وفجأة تغيرت الخطة عندما كانوا يمرون أمام الملازم أنطونى مورهاوس ابن عمة ملكة بريطانيا ومجموعته، ووجدوه ينطلق بسيارته الجيب خلف طفل يركب دراجة، فأسرعوا خلفه، ارتبك الطفل فوقع من دراجته فنزل إليه مورهاوس وتكلم معه أفراد المقاومة الشعبية وأقنعنوه أنهم من الشرطة المصرية وتعهدوا له بأنهم سيأتون له بالطفل، فاقتنع واستدار ليركب السيارة فخطف "أحمد هلال" السلاح الخاص به وقام "محمد عبد الرحمن" بلي ذراعه الأيسر ووضع أصبعه في ظهره وكأنه مسدسا فانهار تماما وقادوه إلى السيارة.

وحاول مورهاوس ضرب السائق "علي زنجير" فلكمه لكمة شديدة أسقطته على أرض السيارة، وذهبوا به إلي ما يسمي "بلوكات النظام"، حيث اعتادوا قبل ذلك علي خطف المصريين الذين يتعاونون مع الانجليز والذهاب بهم إلي هناك لمحاكمتهم وجردوا "مورهاوس" هناك من متعلقاته الشخصية وحاول الهرب فوضعوا منديلا علي فمه وربطوه حول وجهه ووضعوا الكلابشات في يديه ورجليه ووضعوه في جوالين ثم في صندوق ثم وضعوه في سيارة تابعة لفرق الأمن بعد أن ذهب علي زنجير لكل يتخلص من السيارة التي استخدموها في العملية.

ثم نقلوه إلى سيارة أخرى تابعة لعمليات خدمة المياه، وذهبوا إلى بيت في شارع أحمد عرابي ووضعوا مورهاوس في الدور الأرضي، ولسوء حظه فقد وضع الصندوق مقلوبا، وبعد أن علم الإنجليز بعملية الخطف ثاروا وبدأوا نشاطا موسعا للبحث عن الضابط المختطف، وعلى مسافة قريبة من البيت الذي أخفوه فيه وجدوا السيارة التي استعملوها، فبدأوا حصارا من شارع كسرى حتى طرح البحر، ومن شارع الأمين حتى شارع محمد علي، وهو مستطيل كبير جدا.

وضع الإنجليز الأسلاك الشائكة وحاصروا المنطقة ثلاثة أيام، ما تسبب في خوف رجال المقاومة الشعبية من الذهاب إليه لتقديم الطعام والشراب له، وخلال هذه الفترة مات مورهاوس في صندوقه، فقد كان الإنجليز السبب في قتله، حيث كانوا يفتشون المنازل بيتا بيتا، والعجيب أن البيت الذي أخفوه فيه كان داخل منطقة الحصار، ودفنه أفراد المقاومة بعد ذلك أسفل العقار.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل