المحتوى الرئيسى

بوابات الآخرة.. الموت على أسوار السكة الحديد بالجيزة عرض مُستمر

01/14 16:42

حالة من الغضب تسود أهالي مركز ومدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، إثر كل حادث دهس قطار لأحد الأشخاص، أثناء عبوره شريط السكة الحديدي، عبر إحدى الفتحات غير الشرعية، التي أحدثها عدد من أهالي المنطقة لتسهيل عبورهم بدلاً من استخدام كوبري مخصص للمشاة أعلى مزلقان القطار.

ضحية وراء أخرى يتساقطون أسفل عجلات القطار يتحولون في لحظات إلى أشلاء، آخر هذه الوقائع التي أعادت «فتحات الموت» إلى المشهد، دارت أحداثها نهاية الأسبوع الماضي، حيث لقى طالب بالمرحلة الثانوية يدعى «عبد الرحمن حسن» مصرعه أثناء عبوره شريط السكة الحديدة عبر إحدى هذه الفتحات.

الأهالي يتهمون بعض أصحاب المحال التجارية والباعة الذين يفترشون الرصيف لبيع الفاكهة والخرداوات بالمنطقة المحيطة بشريط السكة الحديدية، بأنهم وراء إعادة إحداث الفتحات بعد غلقها، وأشاروا إلى أنهم يقومون بغلق هذه الفتحات بعد كل حادث من حوادث مقتل العابرين، والتي تكررت بشكل مقلق خلال العامين الماضيين، بعد قيام الأجهزة المحلية بغلق المزلقان تماما، عقب حادث اصطدام قطار بأتوبيس وإنشاء كوبري علوي مخصص للسيارات يمر فوق المزلقان، وآخر مخصص للمشاة، لكن يبدو أن هذا الكوبري المخصص للمشاة «مشاية» لم يكن حلا مناسبا لكثير من الأهالي.

معظم مناطق جنوب الجيزة، من قرى ومراكز تعاني من عدم وجود كباري أو أنفاق أو سلالم كهربائية، كما الحال في معظم مناطق شمال الجيزة، حيث يتم تخصيص وسيلة مريحة تناسب كل المواطنين، وتناسب أيضا ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها المصاعد، «أسانسير»، وبالرغم من وجود كباري علوية مخصصة للمشأة ببعض المناطق، فإن الأهالي يعترضون على استخدامها، ويؤكدون أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي، وناشدوا مسؤولي محافظة الجيزة بضرورة توفير مصاعد وسلالم كهربائية في أقرب وقت لضمان سرعة حل الأزمة.

عصام سيد، 34 عاما، صاحب محل تجاري بالمنطقة يقول إن كوبري المشاة الذي تم إنشاؤه بعد تكرار حوادث مصرع المواطنين أسفل عجلات القطار، لم يحل المشكلة، بل زادها تعقيدا، مشيرا إلى أن الأهالي يعزفون عن استعمال كوبري المشاة ذهابا وإيابا ويقومون بعبور شريط السكة الحديد، لافتا إلى أن الأهالي بالمنطقة، لديهم تحفظات على شكل وتصميم المشاية، وأنهم يجدون صعوبة بالغة في عبورها نظرا لطولها المبالغ فيه، وارتفاع تصميمها والذي يتطلب السير بحذر شديد، خوفًا من السقوط، معلقًا «كوبري لا يصلح حتى لعبور البهائم».

وتابع سيد أن الأجهزة الأمنية والمحلية كثيرا ما تقوم بإعادة بناء أسوار هذه الفتحات، غير أن الأهالي يعاودون فتحها مرة أخرى، ليمروا فوق قضبان القطار مُتنقلين بين جانبي شريط السكة الحديد الذي يمر في منتصف مركز البدرشين تقريبا، ويقسم المدينة إلى جزئين، شرقي وآخر غربي.

أحد سكان المنطقة ويدعى «محمد فهمي»، 35 عاما، أضاف أن الحلول التي قدمها المسئولون للحد من حوادث القطارات جاءت بنتائج عكسية، لافتا إلى قيام الأهالي بهدم الأسوار وفتح ممرات صغيرة للعبور جاء بعد يأسهم، وتأكدهم أن الوضع سيبقى على ماهو عليه.

وتابع فهمي أن الطريقة التي تم إنشاء كوبري المشاة بها، هي أكبر دليل على عدم الاهتمام بأرواح المواطنين، لافتًا إلى أن معظم المزلقانات التي تم إغلاقها استبدلت بفتحات مرور مزودة بسلالم كهرباء أو أنفاق، حسب المنطقة التي بها شريط السكة الحديد، مشيرا إلى أن ضحايا فتحة الموت يقارب عددهم 12 ضحية، لقوا مصرعهم على شريط السكة الحديد خلال الشهور القليلة الماضية، دون تحرك من مسئولي الأجهزة المحلية لوقف النزيف.

من جانبه أكد بكر أبو غريب عضو مجلس النواب عن دائرة البدرشين، أن الفتحات التي يحدثها الأهالي للمرور بعيدًا عن كوبري المشاة للتسهل عليهم، قد تكون بمثابة قبور يحفرونها لأنفسهم وأبنائهم، لا سيما التلاميذ الذين يمرون عبر هذه الفتحات، في طريق مدارس نظرًا لوجود تجمع لعدد من المدارس الابتدائية والإعدادية.

وأضاف «أبو غريب» لـ«التحرير» أن الفتحات العشوائية يتم توسيعها في بعض المناطق لكي يتم استخدامها في تمرير السيارات الصغيرة والعربات الكارو والمواطنين، لافتا إلى أن الحوادث تقع نتيجة هذا الزحام، وعدم وجود آلات تنبيه مثل باقي المزلقانات التي تتميز بوضع قانوني.

«فتحات عزرائيل».. يوميات الرعب على شريط السكة الحديد بالبدرشين

نرشح لك

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل