المحتوى الرئيسى

قرارات جريئة لتجاوز آلام النكسة.. وعسكريون: صاحب الفضل فى 50% من أسباب نصر أكتوبر

01/14 10:55

47 عاماً على وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، الذى شهد قبل وفاته بـ3 سنوات هزيمة 1967 التى أدت إلى احتلال الكيان الإسرائيلى لسيناء، وهو الأمر الذى جعله يعيد النظر فى وضع المؤسسة العسكرية بسلسلة من القرارات الجريئة لتجاوز سلبيات النكسة والسعى نحو استعادة مكانة العسكرية المصرية، من خلال مقولته الشهيرة «ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». مجموعة من الخبراء العسكريين القدامى الذين شاركوا فى معارك مصر منذ حروب 1948 حتى نصر أكتوبر المجيد، أكدوا لـ«الوطن» أن أكثر من 50% من أسباب «النصر» تعود لـ«ناصر».

ويقول اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق؛ إن «عبدالناصر» كانت له «6 قرارات استراتيجية فطرية»، أثرت بالإيجاب على القوات المسلحة، التى اتُخذت بالفطرة دون اتخاذ دراسة علمية فى بادئها، قبل أن يستدرك «ناصر» الأمر لينشئ مؤسسات تكون مسئولة عن هذه الجزئية داخل القوات المسلحة، وأضاف «الغبارى» أن قرار «عبدالناصر» بتنويع مصادر السلاح ليكون شرقياً فى أوائل الخمسينات، كان من أكبر القرارات التى اتخذت لصالح الجيش، وبنائه بشكل قوى، وأعطى له وضعاً سياسياً دولياً أكبر من الحجم الذى كنا عليه، ورفع من مكانتنا وسط العالم، أما القرار الاستراتيجى الثانى؛ فكان «تأميم قناة السويس»، الذى كلفنا حرب 1956، وقرار الذهاب للحرب فى اليمن، الذى كان إحدى مقدمات «النكسة»، أما القرار الرابع؛ فكان انسحاب الجيش من سيناء خلال حرب 1967، لأنه أحبط مخططاً غربياً لتنفيذ «كماشة»، من دول إسرائيل، وإنجلترا، وفرنسا، لتدمير الجيش قبل استيعابه للأسلحة الجديدة التى جاءت له.

«6 قرارات استراتيجية فطرية» أثرت إيجابياً على القوات المسلحة أبرزها إنشاء الأكاديمية العسكرية العليا ومجلس الدفاع الوطنى

وشدد مدير «الدفاع الوطنى الأسبق» على أن «عبدالناصر»، اتخذ قرارين غاية فى الأهمية، ساهما فى رفعة القوات المسلحة حتى الآن بتشكيل «عقولها الاستراتيجية»، حيث كان القرار الأول إنشاء أكاديمية ناصر العسكرية العليا للتأهيل على اتخاذ «القرارات الاستراتيجية السليمة المدروسة»، أما القرار الأخير؛ فكان إنشاء مجلس الدفاع الوطنى، الذى يضع السياسة العسكرية للقوات المسلحة حتى الآن، وينهى سيطرة الفرد الواحد عليها مثلما كان الحال وقت المشير عبدالحكيم عامر.

وقال اللواء محمد مختار قنديل، أحد رجال القوات المسلحة فى حروب «67 والاستنزاف وأكتوبر» ومساعد مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا الأسبق، إنهم عملوا بتعليمات مباشرة من عبدالناصر لقادة القوات المسلحة على التدريب على أعمال العبور فى يونيو 1967، وهو نفس الشهر الذى حدثت فيه النكسة، لافتاً إلى أن موقف عبدالناصر كان واضحاً بتحمله أخطاء المشير عبدالحكيم عامر، وزير الحربية وقت النكسة، وبعض رجاله، وأعلن تحمله المسئولية والاستقالة، إلا أن ثقة الشعب المصرى به أبقته على رأس السلطة، ليعيد بناء ما دمرته «النكسة». وأوضح «قنديل» أن استراتيجية «عبدالناصر»، عقب «النكسة»، تركزت على «إزالة آثار المعركة»، بمعنى العمل بكل السبل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى فى سيناء، مشيراً إلى أن أكثر من 50% من نصر أكتوبر المجيد يعود له، رغم وفاته عام 1970، مشيراً إلى أن «ناصر» لم يكن السبب فى «هزيمة 1967»، ولكن «عبدالحكيم عامر»، وعدداً من رجاله، مشدداً على أن الرئيس نجح فى بناء ما خسرناه من الجيش بعد الهزيمة بشكل سريع للغاية. وأوضح أن هناك العديد من «خطط العبور»، تم وضعها فى عهد «ناصر»، وإن اختلفت الإمكانيات المتوفرة لها؛ فبداية العبور كان بسرية مشاة أو صاعقة مكونة من 100 مقاتل، ثم وصلت لـ300 مقاتل يقومون بـ«الإغارة»، وتصاعد الأمر تدريجياً ليتم أسر مقاتلين إسرائيليين، ورفع ثقة مقاتلينا فى أنفسهم، ومن ثم كان يعمل بشكل سليم، وخال من «التهور».

«الغبارى»: أنهى سيطرة الفرد على «المؤسسة العسكرية».. و«موسى»: عوض 85% من خسائر السلاح بعد «67»

من جانبه قال اللواء طلعت موسى، أستاذ العلوم الاستراتيجية والأمن القومى بالكليات العسكرية، إن قرار إنشاء «دولة إسرائيل»، قبل 4 سنوات من ثورة يوليو كان أحد أهم دوافع تدعيم فكر عبدالناصر لإقامة جيش وطنى قوى لمواجهة إسرائيل، لذلك شارك فى صفقات أسلحة ضخمة من التشيك عام 1955، وكانت المرة الأولى لخروج السلاح السوفيتى خارج الدول الشيوعية، وبالتالى كان سبباً فى العدوان الثلاثى على مصر، لتعمد تدمير السلاح الذى أتينا به لتقوية قواتنا المسلحة قبل استكمال التدريب عليه، ليتم استعواض ما تم تدميره بعدها بالتعاون مع «الاتحاد السوفيتى». وأشار «موسى» إلى أن «ناصر»، كانت لديه «غيرة على العروبة»، وبالتالى أرسل جزءاً من قواتنا المسلحة للأراضى اليمنية لمساندة أهلها فى إعلاء مبادئ الثورة، ليتم زيادة عدد القوات المصرية فى اليمن بالتدريج، بسبب اتساع جبهات القتال، إلى أن قامت حرب 1967، لتعود القوات المصرية من اليمن، مضيفاً أن نفوذ وسيطرة عبدالحكيم عامر على صفوف الجيش ازدادت حتى أصبح تحكمه فيه فردياً دون الرجوع للقيادة السياسية العليا، ما أدى لهزيمة 1967، التى تم خلالها تدمير ما يتراوح بين 80 إلى 85% من السلاح المصرى فى سيناء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل