المحتوى الرئيسى

مجلس الفئران | المصري اليوم

01/14 05:19

■ فى مطلع القرن الماضى (1917) كان عدد سكان مصر يقرب من 12 مليون نسمة، وبعد خمسين عاما (1967) أصبح عدد السكان 30 مليوناً تقريباً، واليوم، أصبح عدد السكان 100 مليون نسمة تقريبا. أى أن عدد السكان زاد فى خلال قرن بنسبة تقرب من 800%. ويرتفع عدد السكان بمقدار يزيد على 2.6 مليون سنويا. أى أن عدد سكان مصر قد زاد فى السنوات الثلاث الأخيرة فقط بما يقارب كل عدد سكان «سويسرا»، ويفوق كل عدد سكان «هولندا».

■ فى السنوات الأربع الأخيرة شاهدنا بلا جدال إنجاز العديد من المشروعات التنموية الضخمة، كما أن هناك العديد منها، جارٍ إنجازه. ونحن فى غنى عن ذكر تلك المشروعات، فهى أوضح ما يكون للقاصى والدانى. كذلك، كانت هناك القرارات الاقتصادية الشجاعة باهظة الثمن، والتى اتخذت فى سبيل إصلاح اقتصادى منشود. وبغض النظر عن حديث الأولويات وغير ذلك من اختلاف مشروع فى وجهات النظر، فإن كل تلك المشروعات، بالإضافة إلى اكتشاف غاز حقل ظهر، عوامل تبعث على التفاؤل، ولكنه تفاؤل لا يمنع من التساؤل: ترى ما جدوى كل ذلك أمام الانفجار السكانى المجنون؟.

■ الانفجار السكانى كفيل بابتلاع كل تنمية مقدرة أو مرجوة. ترى هل أصبحنا مدمنين للحرث فى البحر؟، معتادين على توريث الفقر والجهل والمرض والديون؟.

■ التوعية لا تصلح وحدها كعلاج ناجع وعاجل للخطر المطرد لزيادة السكان، ولكن يجب أن تتزامن وتترافق مع منظومة من القوانين والإجراءات الحاسمة والمتضمنة لعناصر ترغيب وترهيب.

■ ونتساءل أيضاً: هل نترك تفسير بعض الأحاديث النبوية، التى تحض على التناكح والتكاثر، يعوق أمة من أن تتخذ خطوات مهمة فى سبيل انتشال الملايين من الفقر والجهل والمرض؟.

■ بدلا من الانشغال بما يسمى «إهانة الرموز»، وبمطاردة «الملحدين»، وملاحقة الضحايا البائسات من العوالم والمغنيات، هل لنا أن ننشغل بكارثة الانفجار السكانى؟، وهل ينشغل مشرعونا الكرام فى «مجلس النواب» بتلك القضية؟، وهل لديهم الوعى الكافى والقدرة والشجاعة لسن القوانين اللازمة لتنظيم النسل؟، ولا أقول «تحديده»؟.

■ الاعتماد على الأزهر وحده فى قضية الانفجار السكانى لن يفيد، كما أن موقف عموم الأزاهرة، المعارض والمناوئ لتحديد وتنظم النسل، معروف، ولأبرز نجومهم ومرجعياتهم.. كبيرهم هذا.. «الشيخ الشعراوى»، رأى معروف فى قضية تحديد وتنظيم النسل، أوجزه بقوله فى برنامجه التليفزيونى الشهير: «ماتسيبوا ربنا يشوف كونه».

■ وعن قدم حيل الأزهر ومناوراته لإعاقة صدور قوانين أو إجراءات لتنظيم النسل، نورد ما رواه «الشعراوى» نفسه، فى مذكراته، عما حدث مع أوائل حكم يوليو 1952، حينما كان هناك توجه لتحديد النسل، واستعان ضباط يوليو بالأزهر وعلمائه، يقول «الشعراوى»:

«لا أنسى يوم ما أعرب جمال سالم عن رغبته لزيارة الأزهر، وأراد أن يعقد اجتماعا لمجمع بحوث العلماء ليتخذوا قرار تحديد النسل، فقال لى شيخ الأزهر وقتها: أنا مريض من الآن ولن أحضر، وكان يمقت جدا كلمتى شيوعية واشتراكية، وقال لى: أنت مقرر المجمع واعرف شغلك، وجاء يوم الثلاثاء المحدد لموعد الزيارة، وانتظر جمال سالم طويلا داخل قاعة اجتماع مجمع بحوث العلماء، وكل نصف ساعة يحضر عالم واحد، فغضب جمال سالم وكان سليط اللسان فقال: إيه العلماء دول؟!، فقلت له يا سيادة عضو مجلس الثورة أنت جئت فى سيارة خاصة وأمامك موتوسيكـلات مصفحة ودول غلابة وجايين متشعبطين فى المواصلات، وعلى كل حال انتظر بعض الوقت، فالساعة لا تزال العاشرة والنصف صباحاً، وأنا على أى حال أحمد اللـه. فقال جمال سالم: العلماء طبعاً لابد أن يحمدوا اللـه. فقلت له: إننى أحمده لأمر مختلف، فسألنى: على ماذا؟، فقلت له: لأن أعضاء مجمع بحوث العلماء لم يجتمعوا من قبل ليقرروا تحديد النسل قبل أن تحمل أم جمال عبدالناصر فيه، وإلا كانت الدنيا تخسر خسارة كبيرة جدا!. فسكت جمال سالم فترة ثم قال: لما ييجوا العلماء إبقوا إعملوا قرار واحضروا به إلينا، ولم يحضر بقية العلماء، ولم يُعقد الاجتماع».

■ متى تكون المصالح المرسلة للمواطنين هى المرجعية الأولى للتشريع، وليس الأقوال المرسلة، لبعض من ساكنى القبور؟.

■ من حكايات «ايسوب»، من القرن الخامس قبل الميلاد، وهى حكايات عاشت عبر التاريخ إلى يومنا هذا، عبر تنويعات ومعالجات مختلفة، محتفظة بجوهرها، معبرة عن الحكمة والتجربة الإنسانية المشتركة، التى لا تختلف باختلاف الزمان والمكان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل