المحتوى الرئيسى

(واحد) كود أخلاقى للرجل و(صَلحه)!! | المصري اليوم

01/14 00:04

مجلس أعلى للإعلام وآخر قومى وثالث وطنى ورابع نسائى وخامس نقابى كلها تسعى لتحقيق هدف واحد هو الإعداد لوضع كود أخلاقى للمرأة فى الدراما.

هل شاهدنا فى المسلسلات والأفلام الرجال يؤدون فقط دور ملائكة يحلقون فى السماء وينشرون السماحة والتقوى والورع على الجميع، ولهذا فهم ليسوا بحاجة إلى أن يُصدر بشأنهم كود، والذى يُصبح بمثابة درع تحميهم من أى معتد آثم يشوه وجوههم إعلاميا، مثلما تم تشويه صورة المرأة وصارت تعيث فى الأرض فسادا تنشر الرذيلة والفجور؟!.

ما الذى يمنع أن تنتفض منظمات حقوق الإنسان لكى تضع كودا أخلاقيا للرجل؟!، أليس هم نصف المجتمع، ومن حقهم أن يجدوا من يحنو عليهم؟!. المقصود بكود المرأة هو محددات تحول دون تقديمها فى صور درامية سيئة، وتسقط للأبد المقولة التى تتردد بعد أى جريمة سياسية كانت أم جنائية (فتش عن المرأة).

فلا نراها فى أى دور يحمل سلبيات خائنة أو قاتلة أو بائعة هوى، هل يصبح الشر فى الدنيا يساوى فقط الرجل؟، الفطرة السليمة تقف ضد التمييز فى اللون والجنس والدين والعرق، وبالتالى لا تفرقة بين رجل وامرأة، إلا أنك لو رصدت سلبيات المرأة دراميا على الشاشتين وقارنتها بما يفعله الرجل ستكتشف أنه لو لم يتفوق الرجل عليها فى عدد مشاهد الانحراف بكل صوره وأنماطه فهو فى الحد الأدنى مساوٍ لها، فما هو الحال لو شاهدنا الأعمال الدرامية خالية من كل شرور الدنيا، هل ننسى مثلا أن أول جريمة فى التاريخ بدأت مع آدم وحواء عندما قتل قابيل شقيقه هابيل؟!.

ألسنا جميعا من نفس السلالة وبالتالى معرضون بنفس الدرجة لممارسة العنف، ثم علينا أن نتأمل قليلا ونسأل ماذا لو اتسعت الدائرة؟، أقصد لو انتقلنا من كود للمرأة إلى كود لأصحاب المهن المختلفة وطالب المحامون ورجال القضاء والعلماء ونقابات البوابين والزبالين والمرشدين والممرضين والأطباء وغيرها من المهن، ماذا لو أرادوا المعاملة بالمثل، وحجتهم هى حماية المهنة من أن تتأثر بنظرة المجتمع التى ربما تنال منهم.

فى توقيت ما شاهدنا السينما وهى تدين البواب وتعتبره هو مصدر الشر فى أفلام مثل (البيه البواب) و(صاحب الإدارة بواب العمارة) وغيرهما فغضبت رابطة البوابين واعتبرت أن هناك من يرد تقليب المجتمع ضدهم، وسبق لرابطة الزبالين أن أعلنت غضبها بعد فيلم (انتبهوا أيها السادة) ومرات عديدة غضب الصحفيون بعد عرض أفلام مثل (عمارة يعقوبيان) وطالبوا بالحفاظ على صورة الصحفى بسبب دور حاتم رشيد المثلى جنسيا والفاسد، الذى أداه خالد الصاوى، أتذكر أن مجلس النقابة قبل نحو 10 سنوات أعلن الثورة معتبرا الصحفى على رأسه ريشة، لا يجوز الاقتراب منه، لولا أن عددا من الأصوات العاقلة من داخل وخارج المجلس حال دون التورط فى مثل هذه القرارات العنترية.

الدراما عندما تتناول انحراف شخصية ما تدفعنا لكى نتساءل لماذا خانت أو اختلست أو قتلت، لديكم مثلا السفاحتان (ريا وسكينة) اللتين ربما شاهدناهما فى نحو عشرة أعمال فنية فهل صارتا المثل الأعلى للنساء المصريات؟.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل