'عنصرية' ترامب ضد المهاجرين تعود من جديد.. والدول الإفريقية تطالبه بالاعتذار.. وإدانات عالمية واستدعاء للسفراء الأمريكيين في هذه الدول

ترامب يهاجم دول المهاجرين ويدافع عن تصريحاته بالقول: "أمريكا أولا"

إدانة إفريقية في الأمم المتحدة لتصريحات الرئيس الأمريكي "الفاضحة والعنصرية"

فنزويلا تدعو إلى التضامن مع الدول التي "اعتدى عليها" ترامب.. والسلفادور تقدم احتجاجا رسميا

طغت "عنصرية" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عناوين الأخبار خلال الساعات القليلة الماضية على عناوين الأخبار بعد استخدامه لفظا عنصريا لتوصيف دول المهاجرين، وهو ما تسبب في حالة من الغضب العالمي خصوصا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

واتسخدم ترامب تصريحات عنصرية ضد المهاجرين حيث إنه إذا استمرت الهجرة إلى الولايات المتحدة، فإنه يريد مهاجرين من دول مثل النرويج وليس من "بالوعات المجاري القذرة" كدول في إفريقيا وجمهورية هايتي.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الملياردير الجمهوري سأل خلال المناقشات مع نواب الكونجرس قائلا: "لماذا يأتي كل هؤلاء الأشخاص القادمين من حثالة الدول إلى هذا البلد؟"، موضحة أنه كان يشير إلى دول إفريقية وهايتي والسلفادور.

وسأل الرئيس الأمريكي خلال الاجتماع أيضا "لماذا نحتاج إلى مزيد من الهايتيين؟". لكنه حاول التخفيف من هذه العبارات المهينة في وقت لاحق، موضحا، على حد تعبيره: "لم أقل أي شيء مسيء عن الهايتيين أكثر مما هي عليه هايتي، وهي بلد مضطرب غارق في الفقر".

ولم ينف البيت الأبيض التصريحات أو يعترض عليها، وقال إن "بعض الشخصيات السياسية في واشنطن تختار الدفاع عن دول أجنبية لكن ترامب سيعمل دائما من أجل مصلحة الشعب الأمريكي".

لكن ديك دوربن عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي الذي حضر الاجتماع أكد أن الرئيس الأمريكي استخدم تعبير "حثالة الدول" عدة مرات.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "نيورك تايمز" الأمريكية عن ترامب قوله إنه "لا يصدق أن 15000 مواطنا من هايتي سيسمح لهم بالدخول إلى الولايات المتحدة، قائلا بغضب "إنهم مصابون بالإيدز".

بعد أن تسببت تصريحاته في حالة من الغضب العالمي، كتب ترامب تغريدة جديدة على حسابه بموقع "تويتر" هاجم فيها خصومه الديمقراطيين قائلا إنهم السبب في توقف مفاوضات الهجرة.

وأشار ترامب في التغريدة إلى أنه لا يعتقد أن الديمقراطيين يريدون اتفاقا حول الهجرة، وواصل هجومه قائلا إنهم "يتحدثون طوال الوقت بلا أفعال".

واتهم الرئيس الأمريكي الديمقراطيين بأنهم يهدرون فرصة التوصل إلى اتفاق حول الهجرة.

واستبق ترامب هذه التغريدات بتغريدة "أمريكا أولا".

وكان الرئيس الأمريكي قد اعترف في أعقاب الكشف عن هذه التسريبات، كما كما يفعل في كثير من الأحيان عبر تويتر قائلا إن "اللغة التي استخدمتها في الاجتماع كانت قاسية لكنني لم استعمل هذه العبارة".

وكانت المحادثات حول برنامج إصلاح نظام الهجرة التسلسلية، والتي تحمى المهاجرين غير المسجلين، والذين يدخلون الولايات المتحدة وهم أطفال، قد توقفت بعد وصف ترامب الدول الإفريقية بأنها "حثالة"، وذلك خلال مقابلة مع نواب الكونجرس لبحث مسألة الهجرة.

ودارت المناقشات بين ترامب وأعضاء الكونجرس في الاجتماع الذي عقد أمس الأول الخميس في البيت الأبيض حول برنامج "داكا" لتسوية أوضاع مئات آلاف الشباب المهاجرين الذين دخلوا الى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، وأعلن ترامب الغاء العمل به في سبتمبر الماضي.

لكنه أرجأ تطبيق قرار إلغاء العمل ب"داكا" الذي سمح لـ690 ألف شاب من دون أوراق بالعمل والدراسة بشكل شرعي، لإعطاء الكونجرس مهلة ستة أشهر أي حتى مارس المقبل من اجل اعداد حل دائم لهؤلاء المهاجرين المعروفين باسم "الحالمين".

وربط ترامب موضوع تسوية الأوضاع بمشروعه بناء جدار على الحدود مع المكسيك، الذي يعارضه الديمقراطيون بشدة.

وبالإضافة إلى تحقيق هذا الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية، يريد ترامب إلغاء دخول القرعة عبر البطاقة الخضراء وإصلاح الهجرة الشرعية للحد من لم الشمل العائلي.

وأصدرت المجموعة الإفريقية في الأمم المتحدة بيانا نادرا في شدة لهجته واعتمد بالإجماع، لإدانة تصريحات ترامب. وطالب سفراء 54 دولة إفريقية الولايات المتحدة بـ"التراجع" و"الاعتذار"، منددين بـ"التصريحات الفاضحة والعنصرية" والمتضمنة "كراهية للأجانب".

كما أعرب الاتحاد الإفريقي عن انزعاجه الشديد من تعليقات ترامب "العنصرية جدا".

وقالت إيبا كالوندو المتحدثة باسم الاتحاد الإفريقي: "نظرا للواقع التاريخي عن كيفية وصول الأمريكيين الأفارقة إلى الولايات المتحدة كعبيد ولكون الولايات المتحدة أكبر مثال على بلد بنته الهجرة، فإن خروج تعليق كهذا أمر مزعج بشكل خاص".

وفي الوقت نفسه، أدانت حكومة هايتي بشدة التصريحات "البغيضة والمشينة" التي في حالة التأكد منها ستكون "غير مقبولة لانها تعكس وجهة نظر تبسيطية وعنصرية".

واستدعت كل من السنغال وبوتسوانا السفير الأمريكي لديها للتعبير عن احتجاجها.

في أمريكا اللاتينية، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دول "التحالف البوليفاري لشعوب أمريكيتنا" إلى التعبير عن تضامنها مع الدول التي "اعتدى عليها" ترامب.

وأدانت وزارة الخارجية الكوبية "بحزم" تصريحات ترامب "العنصرية" و"المهينة" و"السوقية".