المحتوى الرئيسى

دقيقة فقهية: الاستعانة وتصديق كل من يدعي علم الغيب؟ | أسايطة

01/13 11:53

الرئيسيه » أخر الأخبار » دقيقة فقهية: الاستعانة وتصديق كل من يدعي علم الغيب؟

تقدم “الأسايطة” إجابات فتاوى لقرائها الأعزاء وما يشغل بالهم في أمور الدين والدنيا، ويجيب عليها نخبة من علماء الأزهر الشريف والوعظ والأوقاف ويسأل مواطن من قرية مسارة بمركز ديروط فيقول: كل عام وقبل بدايته تمتلئ الفضائيات المصرية بمن يدعون علم الغيب عن طريق النجوم وقراءة الطالع فما حكم ذلك؟ نرجو الإفادة والتوضيح

ويجيب علي هذا السؤال فضيلة الأستاذ الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، فيقول: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم أما بعد: لا شك أن هذا من الجهل المنتشر على الفضائيات العربية وبخاصة المصرية، وإليك ما يدحض هذا الجهل المنتشر.

أولًا: الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول)

فالغيب لا يعلمه إلا الله تعالى وما يصطفيه من رسله الكرام، وقد يكشف الله تعالى بعض غيبه لبعض أوليائه كما ثبت فيما صح من روايات، أما إدعاء العرافين والمنجمين للغيب على شاشات الفضائيات فذلك من الجهل بمكان.

ثانيًا: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا) رواه مسلم.

وفى رواية: (من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البزار وسنده قوي عن جابر.

وفي رواية ثالثة: (من أتى عرافًا أو ساحرًا أو كاهنًا يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني عن ابن مسعود ورجاله ثقات.

والعراف والكاهن والمنجم كلهم من فصيلة واحدة وهم الذين يدعون معرفة الغيوب والمضرات عن طريق الجن والنجوم وغيرها.

وقد كان علم النجوم بهذه الطريقة الموجودة الآن على الفضائيات من الأشياء المشهورة عند أهل الجاهلية وقد صحح الإسلام تلك المفاهيم فبيّن أن النجوم جزء من مخلوقات الله لا شأن لها بما كان يوجد عند أهل الجاهلية، قال تعالى: (وهو الذي جعل لكن النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون)، وقوله تعالي: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين).

ومن هنا كان علم التنجيم القائم على إدعاء معرفة الغيب علمًا جاهليًا مرفوضًا في الإسلام حتى لو امتلأت به الفضائيات فانتشار الجهل لا يدل على صحته.

يقول الشيخ عطية صقر –رحمه الله تعالى– ما ينشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلق عليه اسم التنجيم وجاء فيه حديث أبي داود وابن ماجه وغيرهما (من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر).

قال الحافظ المنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمان، ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها، وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره، أما ما يدرك من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة فغير داخل في النهي.

ثالثًا: ننبه على خطورة ذلك الأمر، فقال العلماء: من صدق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، فهو كافر والعياذ بالله، وهذا غير موجود والحمد لله تعالى.

أما من آمن بأنها ظنية ولم يعنقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته، وهذا هو المنتشر هذه الأيام على الفضائيات انتشار النار في الهشيم نظرًا لانتشار الجهل بذلك الأمر الخطير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل