المحتوى الرئيسى

عبدالناصر وحقيقة «إنت عمرى»!! | المصري اليوم

01/13 08:31

أيام ويسيطر على المشهد الإعلامى برمته الذكرى المئوية لميلاد الرئيس جمال عبدالناصر، وقبل أن تستغرقنا اللمحات السياسية للزعيم، إليكم واحدة من الحكايات الفنية، أعلم أن القصة تناقلها الجميع على مدى تجاوز 60 عاما، إلا أن ما ذكره لى الإذاعى الكبير الراحل «وجدى الحكيم» عن حقيقة لقاء «أم كلثوم» مع «عبدالوهاب» فى أغنية «إنت عمرى» والذى أطلقوا عليه «لقاء السحاب»- يحيل كل تلك الحكايات إلى مجرد «خمسة فرفشة» بعد نص الليل!!

الحكاية التى نرددها منذ عام 1964 أن الرئيس «جمال عبدالناصر» طلب أثناء إحدى حفلات الثورة فى مطلع الستينيات، وذلك فى لقاء جمعه مع القمتين، ضرورة أن يلتقيا فى عمل فنى، وهو فى الحقيقة كان حلما لكثيرين منذ منتصف الثلاثينيات، بينهم رجل الاقتصاد الأول طلعت حرب، كانت أمنيته أن يلتقيا معا على شريط سينمائى من إنتاج استوديو مصر، لم تتحقق رغبة طلعت باشا، فلقد كان لأم كلثوم طلبات رفضها عبدالوهاب، أهمها ألا ينفرد بتلحين كل الأغنيات خوفا من أن يمنح لنفسه الأنغام الأحلى، طبعا الأمر يختلف 180 درجة لو كان الذى يقترح هو عبدالناصر، طلباته تُصبح أوامر غير قابلة سوى لشىء واحد وهو التنفيذ.

هذه الحكاية الموثقة على لسان الكثيرين، والتى ترددت فى عهد الرئيس «جمال عبدالناصر» ولا تكف الجرائد عن نشرها.. هل من الممكن أن نصدق أنها كذبة؟! الحقيقة أن بعض مما نُسلم به فى الكثير من شؤون الحياة، تكشف لنا الأيام أنه محض وهم.

الحكاية التى أعلنها «وجدى الحكيم» موثقة أيضا على شريط فيديو، سجله مع الراحل «محمد الدسوقى» ابن شقيقة «أم كلثوم» والذى كان فى نفس الوقت مدير أعمالها.. يقول الدسوقى إن الشاعر الغنائى «أحمد شفيق كامل» عرض على «أم كلثوم» عددا من الأغنيات لكى تختار واحدة، وطلبت منه أن يقرأ لها الذى كتبه حتى لآخرين، وكان من بينها «إنت عمرى» والتى قدمها لمحمد عبدالوهاب لكى يلحنها ويغنيها بصوته، قالت لشفيق كامل أغنى (إنت عمرى)، وجاء «عبدالوهاب» وأسمعها اللحن، أو بتعبير أدق محاولاته الأولى، وغادر فيلا «أم كلثوم» وانتظر أن تتصل به لكنها لم تفعل، فاتصل بمحمد الدسوقى أكثر من عشر مرات، وبعد أن تأكدت «أم كلثوم» من إلحاح «عبدالوهاب» وإصراره، دعته مرة أخرى للفيلا واتفقت على الشروط، وهى أن من حق «عبدالوهاب» أن يبدع مقدمة موسيقية طويلة ولحناً عصريا، على شرطين الأول غير مسموح لعبدالوهاب تسجيل (إنت عمرى) على فرقة بصوته، والثانى لا يحق له إذاعتها حتى وهو يرددها فقط على العود، التزم عبدالوهاب طوال حياة أم كلثوم بالشرطين، وبعد رحيلها أخل بالثانى.

تبقى أسئلة ليست لدى إجابات قاطعة عنها: كيف يجرؤ أحد على أن يختلق قصة وهمية يكون «عبدالناصر» طرفا فاعلا فيها ولا يخشى الغضب؟! لماذا لم تكذب «أم كلثوم» ولا «عبدالوهاب» هذه الواقعة فى حياتهما؟! أم كلثوم رحلت 75 وعبدالوهاب 91 وعبدالناصر 70، أليس من الممكن أن يختلط الأمر مع مرور السنوات على الدسوقى، وينحاز بالطبع لخالته ويصف عبدالوهاب بأنه كان يلهث من أجل لقاء ثومة؟!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل