المحتوى الرئيسى

حوار| رشا الجمال تتحدث عن أمنية سامية الإتربي التي لم تتحقق بسبب وفاة البابا شنودة (2-2)

01/12 22:11

في الجزء الثاني من حوارها مع "مصراوي"، تواصل رشا الجمال الحديث عن والدتها الإعلامية سامية الإتربي، التي تمر بنا ذكرى وفاتها 12 يناير، وعن أكثر الصفات التي تشابهت فيها معها، كما تحدثت عن "الاستايل" المختلف الذي اشتهرت به الإعلامية الراحلة، وأيضًا تاريخها الطويل مع ماسبيرو، وكيف رأت تكريم التليفزيون لها بعد الوفاة، كذلك تحدثت عن أكثر المواقف الصعبة التي مرت بها بعد وفاة والدتها، وكيف تريد إعادة إحياء "حكاوي القهاوي" بالطريقة المعاصرة.

هذا ما فعله ماسبيرو مع "الإتربي"

عكس ما يراه البعض عن أن ماسبيرو قد يُهمل أبناءه ولا يهتم بهم أو بتكريمهم بعد ما قدموه، فإن "الجمال" كان لها رأي آخر فيما قدمه التليفزيون المصري لوالدتها بعد رحيلها، حيث أكدت أنها كُرّمت بالشكل اللائق لها ولتاريخها الطويل الذي توقف قبيل وفاتها بعام واحد؛ من ماسبيرو، حيث أقيمت لها احتفالية كبرى بعد الوفاة، وتسلمت ابنتها درعًا تكريمية، وتستطرد ابنة الإعلامية القديرة: "الحكومة أخدت بالها من أمي ولما كنت بروح أقابل حد من التليفزيون كانوا بيشيلوني على دماغهم لمجرد إني بنتها، ولما تعبت اتعالجت على نفقة الدولة".

لكن ابنتها اعتبرت أن هناك غلطة غير مقصودة وقع فيها ماسبيرو تجاه سامية وتجاه مذيعي التليفزيون المصري جميعًا، وهي عدم إتاحة برامجهم وتاريخهم على الإنترنت، لافتة إلى أن تجربة "ماسبيرو زمان" على اليوتيوب، من الممكن فيما بعد أن تتلافى هذا الخطأ بإعادة عرض تلك البرامج والحوارات النادرة، ليعرف الجيل الجديد تراثه وتاريخ هؤلاء ممن يسمعون عنهم لكنهم لم يروا أعمالهم، موضحة: "يهمني أن شغلها كله يكون موجود أونلاين، لأن لو ده ماحصلش يبقى كل مجهودها مالوش معنى، فمثلًا قدمت واحدة من أروع الحلقات مع توفيق الحكيم، وكانت بتتبسط أوي لما تعمل شغل زي ده، ولازم ولادنا يشوفوا الشغل.. شير الحاجات دي واجب.. ده تاريخ بلد كاملة".

السبب الأكبر الذي جعل الإعلامية القديرة مميزة عن الآخرين هو "الاستايل" المختلف الذي اتبعته منذ ظهورها على الشاشة، حيث ارتبط شكلها بالزي الشعبي و"الجلابية"، وبدأت "الإتربي" في اتباع هذا الشكل في فترة الستينات اتباعًا لفكرة الأصالة والمعاصرة والثورة على الغرب، وهو الأمر الذي اتبعته مع أبناء جيلها من المثقفين في مصر والعالم ككل، حيث ارتدى كل منهم الزي التقليدي الخاص ببلده.

وبالرغم من غرابة "الاستايل" على العائلة الأرستقراطية التي انتمت إليها سامية، لكنها كانت قوية وحُرة، ولم يستطع أحد الاعتراض على هيئتها أو اختياراتها، وكانت لديها جُملة شهيرة تقولها دائمًا، وهي: "أنا بالجلابية سامية هانم الإتربي وبالبيجامة سامية هانم الإتربي وبقميص النوم سامية هانم الإتربي.. واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط".

وأوضحت رشا أن والدتها كانت تسير في الشارع بهيئة "ملخبطة"، مرتدية جلابية، وبدون مكياج، وعندما يسألها أحد المارة "أنتِ سامية الإتربي؟" كانت ترد ساخرة: "لا أنا بس شبهها.. هي سامية برضه تمشي مبهدلة كده!"

ربما كانت الأمنية الوحيدة لها والخاصة بمقتنياتها وملابسها، هي وضع تلك الأشياء في متحف، لكن ابنتها أكدت أنها لم تُقدم على تلك الخطوة خوفًا من عدم المحافظة عليها، مُضيفة: "أنا مش هسيب حاجة أمي لمتحف ماعرفش عنه أي حاجة"، كما أكدت أنه كانت هناك محاولات من مكتبة الإسكندرية بعد افتتاحها، لضم مقتنياتها لكن بعد نصيحة البعض الذين أكدوا أنه من الممكن أن يتم إهمال أشيائها، تراجعت أسرتها عن الفكرة.

أصعب موقف دون "ماما".. وطلبها من البابا شنودة

حالة التعلق والارتباط الشديدة بين الأم وابنتها كانت موجودة طوال الوقت، لكن الشعور باليُتم لدى ابنتها، تجلى بعدما بدأ أطفالها في الالتحاق بالمدرسة، حيث كان يتمنى الاثنان أن يلتحق الأطفال بالمدرسة الألمانية مثل والدتهم رشا التي واجهت صعوبة في إدخال أبنائها تلك المدرسة، حيث حكت الابنة عن قسوة الموقف، وقالت: "كان في جزء من التخاذل مني وعدم سعي كافٍ، ووقتها ابني اترفض لكن الموضوع كان قاسي جدًا بالنسبة لي، وكنت حاسة إن لو أمي كانت موجودة معايا ابني كان هيدخل المدرسة، يا إما هتعمله واسطة يا كانت هتخليني أسعى أكتر ولا اتخاذل.. وده الأوقع".

واستكملت: "القصة دي أثرت فيّ أوي، ولما ماما عملت حلقة مع البابا شنودة قبل زواجي، قالت له أنا عمري ما هطلب منك حاجة، لكن لما بنتي تخلف عايزاك تتوسط لها عشان تدخل ولادها المدرسة الألماني، ولما جت امتحانات المدرسة بعد وفاة الاتنين، كنت بعمل عملية وقتها وما قدرتش أنزل مع ابني يروح امتحانات القبول، وفضلت أعيط وأقول أمي ماتت والبابا شنودة مات".

تشابهات واختلافات بين الأم والابنة

لم تتشابها في "الاستايل" والشكل الخارجي فقط، لكن كان من أبرز ما تشابهتا فيه هو أن كل منهما كانت "نفسها"، تفعل ما تراه صحيحًا فقط، دون الانتباه لآراء من حولهما، لكنهما اختلفتا في فكرة التقليدية التي كانت تتمسك بها الأم، فهي مثلًا تزوجت في عمر الـ20، أما ابنتها فتزوجت في الـ30، كذلك كانت "الإتربي" مثقفة عربية، بينما ابنتها كانت تهتم بالثقافة الغربية أكثر منها.

ورغم الحرية الكاملة التي ربت سامية أبناءها عليها، لكن كان يساورها التفكير دائمًا في هل الحرية الكاملة التي أعطتها لهم، صحيحة أم خاطئة؟، وكانت تلك ضمن نقط الخلاف بينهما.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل