في ذكرى وفاتها.. حفيد أجاثا كريستي يروي ذكرياته مع"Pocket Full of Rye"

في إحدى ليالي 1953، تجلس تحت ضوء مباشر في كرسيها المعتاد يلتف حولها أولادها والأحفاد، وسط دخان السيجار الذي اختلط برائحة القهوة، تقرأ عليهم الجدة لغز جديد، فيذهب كلا منهم بخياله حول هوية القاتل هذه المرة؟.

يتذكر حفيد الكاتبة الإنجليزية صاحبة أشهر الروايات البوليسية، أجاثا كريستي، ذكرياته مع أحد روايات جدته "جيب مملوء بالحبوب - Pocket Full of Rye"، كيف كانت لعبة التخمين كل ليلة بعد تناول العشاء، فكان الجميع مدعوين لتخمين هوية القاتل، في الرواية التي دارت أحداثها حول "ريكس فورتسكيو"، صاحب إحدى الإمبراطوريات المالية، الذي مات على الفور إثر تناوله فنجانًا من الشاي في مكتبه، ويتم اكتشاف أنه مات مسمومًا، كما يتم اكتشاف وجود بعض حبوب الشيلم (الجاودار) في جيوبه، وبعد ذلك ببضعة أيام يتم قتل زوجته الجميلة بسم السيانيد، ويتم العثور على خادمة المنزل مقتولة، فهل كان القتل بغرض الثأر أم بغرض الإرث؟.

وقال ماثيو بريتشارد، حفيد كريستي، أنه يتذكر مشهدين عن هذا اليوم، الأول حين ينتهي جده عالم الآثار ماكس مالوان، من سيجاره ويدخل ليخلد إلى النوم أثناء قراءة الرواية، ويستيقظ مع بداية تخمين القاتل، ويبدأ في تحليل من المشتبه به الأكثر احتمالا والمستحيل، ويذهب إلى النوم مرة أخرى.

أما المشهد الثاني، كان لوالدة ماثيو، ابنة أجاثا، التي حافظت، دائما على أن الحل كان واضحا بطبيعة الحال لأي شخص لديه حبة من الذكاء.

أكد ماثيوه، أن هناك سبب وراء هذه المناسبات ممتعة، فكانت أجاثا حريصة على تجربة كتابها على جمهور مباشر مما مكنها من اختبار مدى معقوليتها ومؤامراتها.

احتفظ حفيد الكاتبة الإنجليزية، بذكريات جميلة عن جدته كما قال في لقاء استثنائي جمع مع الكاتبة الإنجليزية جوانا مورهيد المهتمة بالسير الذاتية لكبار الكتاب والشخصيات البريطانية، فقد كانت أفضل من استمع إليهم وعرفهم ولأنه فقد والده مبكرا فقد كان هو وأمه قريبان منها وأمضيا الكثير من الوقت معها حتى بعد زواجها الثاني من ماكس فقد استمرت في تشجيعه على القراءة وحببت إليه المسرح كثيرا وكذلك الأوبرا وورث عنها حب الموسيقى إلى درجة كبيرة .

"أجاثا كريستي"، أهم كاتبات القرن الماضى اشتهرت بالروايات البوليسية الأكثر حبكه من حيث الأحداث والدراما المترابطة القوية، كانت تدور معظم رواياتها فى المعابد والقصور والمدن الشرقية والقطارات فتساعد هذه الأماكن فى اضفاء الغموض على الجو العام للرواية واعطتها المساحة المناسبة للدفع بالألغاز والرموز التى تحير القارئ وتجبره على السير وراء الخيوط الدرامية للوصول للحقيقة فى نهاية الأحداث. 

ولدت عام 1890 من أب أمريكي وأم انجليزية، تلقت أجاثا تعليمها في البيت مثل فتيات كثيرات من العائلات الميسورة الحال وحسب التقليد آنذاك، ثمَّ التحقت بمدرسة في باريس وجمعت بين تعلم الموسيقى والتدريب عليها وبين زيارة المتاحف والمعارض الكثيرة.