المحتوى الرئيسى

بيوت «الدبلوماسية» الأمريكية.. التاريخ «المشبوه» لسفارات واشنطن

01/12 14:29

نشرت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية تقريرًا تحت عنوان "50 عاما على السفارات الأمريكية"، تزامن مع قرار ترامب بإلغاء رحلته إلى لندن لافتتاح السفارة الأمريكية الجديدة، بعد نقلها من ميدان جروزفينور إلى حي فوكسهول في العاصمة البريطانية.

وكانت واشنطن طلبت تغيير مكان سفارتها بسبب مخاوف بشأن الإرهاب، وكان السكان والجيران المجاورون للسفارة الامريكية أبدوا استياء متزايد على مدار عقود، بسبب التشديدات الأمنية حول السفارة؛ ما جعل الحكومة البريطانية توافق على نقلها إلى المقر الجديد في برج جديد في فوكسهول.

يشار إلى سفارات أمريكا دائما ما كانت مقصدا للاحتجاجات السياسية والدينية، وكانت عرضة لهجمات إرهابية. وتستكشف «ذا جارديان» تاريخا من الحصار والمعارك والغارات والهجمات على البعثات الأمريكية في دول العالم.

سفارة واشنطن في ميدان جروزفينور في لندن عام 1968

بينما تستعد السفارة الامريكية للانتقال من ميدان جروزفينور فى لندن الى مقرها الجديد في فوكسهول، كانت جروزفينور شهدت شهرة عالمية فى عام 1968 عندما تحولت مظاهرة ضد حرب فيتنام أمام السفارة إلى أعمال عنف، وقد سار نحو 8 آلاف من المتظاهرين الشباب في مظاهرة في ساحة ترافلجار في 17 مارس 1968، وكانت ضمن المتظاهرين الممثلة والناشطة فانيسا ريدجريف، التي أرادت توجيه رسالة إلى السفارة والى الولايات المتحدة بالاعتراض على حرب فيتنام.

ودخل المتظاهرون بالفعل إلى ساحة سفارة واشنطن، وكان هناك أكثر من ألف شرطى ينتظرون، وربما 2000 متفرج من بينهم نواب من حزب المحافظين، واندلعت معركة شرسة واحتدمت لأكثر من ساعة. وقد ألقى المتظاهرون الذين اقتحموا السفارة، الحجارة وقنابل الدخان، وأصيب أكثر من 80 شخصًا من الشرطة والمتظاهرين، وجرح أكثر من 200 شخص.

سفارة واشنطن في سايجون في فيتنام 1975

حاصرت القوات الفيتنامية سفارة واشنطن في مدينة سايجون وبدأ عمليات الاجلاء من داخل السفارة الامريكية، وقد تم نقل نحو 7 آلاف شخص من السفارة ومواقع أخرى فى سايجون فى الساعات التى سبقت سقوط المدينة، وذلك وسط غيوم من الدخان، حيث أحرق المسؤولون الامريكيون وثائق سرية كانت داخل السفارة. وأصبح ما حدث رمزًا للانسحاب الأمريكى، وأصبح رمزا لفشل السياسة الامريكية على نطاق واسع فى الحرب التى ادت الى مصرع الملايين من المدنيين والجنود الفييتناميين وقرابة 60 ألف جندى أمريكى.

وكانت هناك حشود يائسة معظمها من المدنيين الفيتناميين الذين تجمعوا حول بوابات السفارة، تشاهد ما تقوم به القوات الفيتنامية ضد البعثة الامريكية داخل السفارة، وعند سقوط سايجون، أغلقت السفارة لمدة عقدين من الزمان، وعندما عادت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وفيتنام فى عام 1995، انتقلت السفارة الامريكية الى هانوي، لكن المبنى القديم هدم، وأصبحت السفارة الامريكية في فيتنام جزءًا من حديقة داخل مقر القنصلية الامريكية العامة فى مدينة "هو شى مينه" الآن.

السفارة الأمريكية في طهران 1979

ومن أشهر أعمال الحصار التي طالت السفارة الأمريكية حول العالم ما حدث في نوفمبر 1979، حيث أصبحت السفارة الأمريكية في طهران مركزا للاحداث التي غيرت العالم، وأسرعت بنهاية رئاسة جيمي كارتر، وأنهت أيضًا العلاقات الامريكية مع إيران.

وقد اجتاح مسلحون من الطلبة مبنى السفارة وسيطروا على المبنى، واحتجزوا دبلوماسيين فى عملية حصار كان من المقرر أن تستمر بضعة أيام، ولكن أخبار السيطرة والاحتجاز انتشرت في إيران والعالم، وأثارت صور الامريكيين معصوبي العينين غضبا دوليا.

وعلى الرغم من إطلاق سراح 14 رهينةً في بداية العملية، تم احتجاز 55 آخرين لأكثر من عام في ظروف غامضة، فقد تعرضوا للحبس الانفرادي والإذلال وحتى الإعدامات الوهمية، من بين اجراءات أخرى، حتى تم إطلاق سراحهم في يناير 1981، بعد ساعات من تولي رونالد ريجان منصب الرئيس.

ولم يعاد مبنى السفارة في طهران مطلقا وقد تحول المبنى إلى متحف تحت لافتة تقول "متحف حديقة مكافحة الغطرسة"، وتعقد المظاهرات سنويا خارجه في ذكرى احتجاز الرهائن، مع هتافات وصيحات "الموت لأمريكا".

ميدان تيانانمن في الصين 1989

من ضمن الأحداث التي أثارت الجدل حول السفارة الأمريكية ما حدث في 13 يونيو 1989، حيث تعرضت السفارة الأمريكية في الصين إلى هجوم الحكومة الصينية، بينما كان المنشق الصيني فانج لي شي لاجئا داخلها. وكان ذلك بعد يوم من انسحاب الدبابات أثناء الاحتجاجات فى ميدان تيانانمن فى أوائل يونيو، وهرب الطلاب إلى منازلهم، إلّا أنّ أحد المنشقين الصينيين الاكثر شهرة غادر جامعته الخاصة للبحث عن ملجأ فى السفارة الأمريكية فى بكين، وهو الفيزيائي فانج ليتشي وزوجته لي شوكسيان، وكانوا على قائمة المطلوبين لدورهم في إثارة التمرد ضد الحزب الحاكم في الصين، وامرت واشنطن السفارة بقبول لجوء الزوجين.

وبقى الزوجان في السفارة الأمريكية ما يقرب من عام، وظل فانج عالما محترما، يواصل نشر البحوث في حين أنه قيد الإقامة الجبرية، كما كتب مقالا مؤثرا يقول فيه إنّ الانتفاضة ستنسى قريبا في الصين بسبب سيطرة الحزب الشيوعي على وسائل الإعلام والتعليم، وهي رؤية أثبتت صحتها إلى حد كبير فيما بعد.

وانتهت المفاوضات الرامية الى نقل الزوجين من الصين فى النهاية مع هنرى كيسنجر الدبلوماسى الامريكى المحنك، وتدخلت الحكومة اليابانية التى وعدت بإعادة تقديم القروض إذا ما تم حل مشكلة فانج وقد نقل جوا إلى الولايات المتحدة، حيث أمضى بقية حياته هناك.

السفارة الامريكية في نيروبي بكينيا، ودار السلام بتنزانيا 1998

ومن ضمن أحداث التفجير الكبيرة ما حدث في كينيا وتينزانيا؛ حيث دمرت سفارتا واشنطن في العاصمتين نيروبي ودار السلام بشاحنات مفخخة بالقرب من المقرات السفارة في أغسطس 1998، وأسفرت الهجمات عن مقتل 224 شخصا وإصابة أكثر من 4 آلاف شخص، ولا زالت تلك الهجمات الأكثر دموية في زمن "السلم" على أي بعثة أمريكية.

وقد اتهمت الحكومة الامريكية تنظيم القاعدة واسامة بن لادن بتورطهما في تلك التفجيرات، وقدمت السلطات الأمريكية جائزة بقيمة 5 ملايين دولار للحصول على أية معلومات تؤدي إلى اعتقاله، بعد تلك الاحداث واضافته إلى قائمة المطلوبين.

السفارة الأمريكية في بنغازي في ليبيا 2012

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل