المحتوى الرئيسى

هل يمكن استزراع المرجان في البحر المتوسط؟ - إسكندراني

01/12 01:33

في عام 2010 قدر الدخل الذي يمنحه المرجان للدول، بنحو 30 مليارات دولار أمريكي، من ضمنها سياحة الغوص التي تدر نحو 11 مليار دولار، وحماية خط الساحل الذي يوفر نحو 10.7 مليار دولار سنويا.

بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الكائنات البحرية، توفر نحو 25% من كائنات البحر الأخرى، التي تعيش عليها، ما يسهم بشكل كبير في عملية التوازن البيئي.

الدكتور طارق فرج، أستاذ جغرافية البحار والمحيطات، قدّم بحثًا مؤخرًا، نشرته مجلة كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، عن استزراع المرجان في البحر المتوسط، عن طريق استزراع اليرقات المرجانية أو نقل أجزاء من مرجان البحر الأحمر إلى المتوسط.

الفكرة التي تبدو غريبة، قال عنها الباحث إن مصر لا تستفيد من الشعاب المرجانية، حتى تلك الموجودة في البحر الأحمر، إذ تدمر لإقامة قرى سياحية.

يقول أستاذ جغرافية البحار والمحيطات، في اتصال هاتفي لـ”ولاد البلد” إن عملية الاسترزاع تلك يدخل فيها أكثر من تخصص، منها علمي الحيوان والجيولوجيا، لتحديد إمكانية نجاح التجربة، أما تخصص الجغرافيين يكون في دراسة الصخور والشعاب التي يكونها المرجان تحت المياه.

يستند فرج في بحثه إلى أن هناك مرجان هاجر من بيئته واستطاع أن يستوطن البحر المتوسط، وكان قادرًا على النمو خاصة في دولتي تونس والجزائر، وهما من الدول المطلة على البحر المتوسط مثل مصر.

ويتابع أن مرجان البحر المتوسط، استطاع تكوين مستعمرات لكن بنسبة وأحجام قليلة، لأن أمواج البحر المتوسط تتسب في تكسير تلك الشعاب.

أما طريقة الاستزراع فيشرح فرج أن ذلك يجرى عن طريق أخذ يرقات المرجان “المرجان الجنين”، وتجهز له البيئة المناسبة، حتى يتمكن من النمو داخل القاع الصلب، وهذه الطريقة تحتاج لفترات زمنية طويلة جدا، لأن الشعاب تنمو سنتيمتر واحد كل عام.

والطريقة الثانية فتجرى عن طريق نقل شتلات من بيئة معينة إلى بيئة مناسبة، مع ضرورة توفير العوامل التي تسمح بنموه،  مثل المرجان الهاجر.

نجاح نمو المرجان في البحر المتوسط يعتمد على التغلب على بعض العوامل التي تقف حيال ذلك، منها حركة المياه، وارتفاع الأمواج خاصة وقت النوات الشتوية، ما يؤدي بدوره إلى تكسير الشعاب.

لذلك يجب اختيار مكان استزراع المرجان بدقة، على أن يكون غير سياحي، وتكون المياه فيه هادئة، ويمكن إنشاء حضانات على نحو 250 متر مربع.

ويفرّق أستاذ جغرافية البحار والمحيطات بين المرجان في البحر الأحمر والآخر الموجود في البحر المتوس، فالأول ينمو في مناطق ضحلة، ويكون أقصى عمق له 50 مترًا، لأن العامل الرئيسي لنموه هو ضوء الشمس.

كما أن الطحالب الموجودة في نسيج المرجان تحتاج إلى الشمس لتجري عملية التمثيل الغذائي، فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون، وتدفع الأكسجين الذي يتغذى عليه المرجان.

أما مرجان البحر المتوسط فينمو على عمق ألف متر، لأنه لا يعتمد على الطحالب لتمنحه الأكسجين، إنما يعتمد على الأكسجين المذاب في مياه البحر.

فكرة استزراع المرجان استلهمها الباحث من إمكانية الاستفادة من شواطئ البحر المتوسط، وخلق فرصة جديدة لسياحة الغوص، وحماية خط الساحل من النحت البحري، والحفاظ على زريعة الأسماك.

ويذكر تقرير نشرته الأمم المتحدة عام 2007 “دراسات عن تغير المناخ” أن التغيرات في درجة حرارة البحر وازدياد نسبة ثاني أكسيد الكربون الذائب في مياه يزيد من صعوبة المحافظة على الشعاب المرجانية، مع ازدياد وتيرة ابيضاض المرجان، ما يؤدي إلى موته على نطاق واسع.

التقرير يتوقع أن يؤثر ازدياد الكربونات تحت المشبعة والحموضة في المحيطات  على عدد كبير من الكائنات التي تعيش في أعماق البحر مثل المرجانيات والمحاريات أو الرخويات، وذلك من خلال تعطيل نموها وإذابة هياكلها.

ومع الأسف فإن التغيرات المتوقعة في كيمياء المحيطات، يعتقد أنها ستؤثر على نحو 70% من المرجانيات البحرية العميقة، كما أن ارتفاع درجة حرارة المياه يعطل السلاسل الغذائية البحرية، ويترتب على ذلك عواقب وخيمة ومدمرة للكائنات البحرية.

وفي الأسبوع الماضي أجرى فريق دولي من الخبراء والباحثين في مركز دراسات الشعاب المرجانية التابع للمجلس الأسترالي للبحث العلمي قياسات لمعدل تصاعد تبيض المرجان في مواقع مختلفة في جميع أنحاء المناطق الاستوائية على مدى العقود الأربعة الماضية.

الدراسة وثقت تراجعًا كبيرًا في الفجوة بين أزواج من حوادث التبييض، ما يهدد بجوره النظم البيئية، وبالتالي حياة ملايين من البشر في أماكن متفرقة من العالم.

الدكتور طارق عبد العزيز، استاذ اللافقريات في معهد علوم البحار بالبحر الأحمر، يرى أن بحث استزراع المرجان قابل للتجربة، لكنه يحتاج إلى تكلفة مادية، مع مراعاة التوقيت والعوامل البيئة التي يعيش فيها المرجان.

يضيف عبدالعزيز أن الخطوة الأولى لاستزراع المرجان في البحر المتوسط هي تحديد نوع العينات، لأن مرجانيات مصر لا توجد إلا في البحر الأحمر، وهناك فروق في درجة الملوحة بين البحرين الأحمر والمتوسط.

يتابع أن درجة الملوحة في البحر الأحمر تتخطى الـ40، أما في البحر المتوسط فتبلغ 36، بالإضافة إلى اختلاف نسبة الأكسجين، كما أن أنواع المرجان الموجودة في البحر الأحمر، تختلف عن الأخرى التي يمكن أن تنموا في البحر المتوسط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل