المحتوى الرئيسى

إدلب.. آخر معاقل المعارضة السورية تتسبب في خلاف تركي روسي إيراني

01/11 22:21

كتب - هشام عبد الخالق:

ازدادت الساحة السورية سخونة في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل توتر العلاقات بين الرعاة الضامنين لاتفاق أستانة، ويبدو أن مهمة مؤتمر سوتشي- المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 يناير الجاري- لن تكون سهلة، في ظل حالة الارتباك السياسي بين أنقرة وموسكو على وقع تقدم الجيش السوري تجاه إدلب آخر معاقل المعارضة السورية.

وذكر تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، اليوم الخميس، أن روسيا أعلنت مطلع العام الجاري أن جبهة النصرة الإرهابية، تعتبر الهدف الثاني على أجندتها العسكرية بعد دحر داعش، ومن المعروف أن علاقة أنقرة بهيئة تحرير الشام جيدة، ومبنية على توافقات، وتوصلت تركيا لاتفاق على "خفض التوتر" بمحافظة إدلب، مع الهيئة، في أكتوبر الماضي، وهو الاتفاق الذي يتضمن نشر مراقبين من الجيش التركي ودون سلاح ثقيل، في ثلاث مناطق بالمحافظة الواقعة شمال سوريا.

في ذلك الوقت، شوهدت عدة عربات تحمل قوات تركية تدخل إدلب، عند معبر أطمة يرافقها مقاتلون من تحرير الشام على طول الطريق، ورغم أن هيئة تحرير الشام تتألف من عدة فصائل، لكن تبقى جبهة النصرة الذراع الأقوى والأكثر نفوذًا فيها.

وتدور معارك عنيفة في مطار أبو الضهور بمحافظة إدلب، بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة، وقوات النظام السوري بالتعاون مع روسيا من جهة أخرى.

وتمكن الجيش السوري مساء الأربعاء، من دخول المطار، لكنه لم يتمكن من التقدم داخله، نتيجة "المقاومة الشرسة" للفصائل المتواجدة داخله، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام والحزب الاسلامي التركستاني.

ويشنّ الجيش السوري منذ أكثر من أسبوعين - بغطاء جوي روسي - هجومًا عنيفًا بهدف السيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واستعادة مطار أبو الضهور العسكري، وتأمين طريق استراتيجي إلى الشرق منه يربط مدينة حلب بدمشق.

وتحاول القوات السورية بتنفيذ مثل تلك الهجمات السيطرة على عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

ووثقت الأمم المتحدة في تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الأربعاء، نزوح نحو مئة ألف شخص في الفترة من 1 ديسمبر حتى 9 يناير الجاري.

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في إدلب بـ "شديد الفوضى"، وحذرت من "الوتيرة المقلقة" للمعارك ومن "استمرار القصف العنيف بلا هوادة، ما يؤدي إلى خسائر ونزوح في صفوف المدنيين ودمار البنى التحتية الحيوية".

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 96 مدنيًا على الأقل، بينهم 27 طفلًا، جراء الغارات السورية منذ بدء الهجوم قبل أسبوعين.

وأوردت لجنة الإنقاذ الدولية، منظمة دولية غير حكومية تدعم النازحين إلى وسط إدلب، في بيان، أن النازحين يعيشون "في مخيمات عشوائية غير قادرة على تحمل الشتاء، وآخرون يعيشون في منازل مهجورة أو أخرى غير مكتملة أو بالإيجار".

واستدعت تركيا سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة؛ احتجاجًا على ما أسمته "خرق" مناطق خفض التصعيد في إدلب، من قبل القوات السورية خلال الأيام الأخيرة، وهدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بعقد لقاء دولي موسع بديل أو مواز لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، تحضره الدول التي "تشاطر تركيا رؤيتها حول الحل في سوريا"، حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية (الأناضول).

الرد الروسي على استدعاء السفراء جاء تصعيديًا، من خلال بيان روسي من الخارجية، دعا تركيا إلى "ضبط الفصائل المسلحة في إدلب"، مشيرًا إلى أن الصواريخ التي تم إطلاقها على قاعدة حميميم الروسية قبل أيام، قبل طائرات بلا طيار، جاءت من مناطق المعارضة "المتعاونة مع أنقرة".

من جانبها نفت الخارجية الإيرانية نبأ استدعاء تركيا لسفير طهران في أنقرة، محمد إبراهيم طاهريان فرد، حسبما ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية.

وأوضح مصدر مطلع في تصريح للوكالة، أن السفير الإيراني، اجتمع أمس الأربعاء بالمدير العام الإقليمي بوزارة الخارجية التركية، مضيفًا أن تركيا طلبت من السفيرين الروسي أليكسي يرخوف، والإيراني محمد إبراهيم طاهريان فرد، حثّ الحكومة السورية في دمشق على وقف هذا الخرق.

التوتر بين أنقرة وموسكو قد يتجاوز المظاهر الدبلوماسية؛ بعد أن أخذت بعض مناطق الصراع في سوريا طابعًا عسكريًا غامضًا، فبعد تعرض قاعدة حميميم الروسية لهجوم، نقلت صحيفة كراسنايا زفيزدا، الأربعاء، عن وزارة الدفاع الروسية، أنها طالبت قادة الأركان والاستخبارات الأتراك منع هجمات الطائرات بلا طيار المماثلة، مؤكدةً أن الطائرات المستخدمة في استهداف مطار حميميم تم تسييرها من إدلب، التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية.

وكانت تركيا حضّت الأربعاء، إيران وروسيا على تحمل مسئولياتهما كدولتين داعمتين للنظام السوري، من أجل وقف الهجوم الذي يشنه على محافظة إدلب المشمولة باتفاق مناطق خفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل