إخوان تونس يراوغون المعارضة بسياسة "العصى والجزرة"

تجّددت المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين في تونس، لليوم الثالث على التوالي في مناطق متفرقة من تونس، وشهدت مدينة طبربة التابعة لولاية منوبة شمال العاصمة، حملات مداهمة وتفتيش لعدد من المنازل.

واستخدم المحتجون في المدينة الحجارة والمواد الصلبة لرشق مقر منطقة الأمن الوطني، بالمدينة، ما دفع قوات الأمن التونسي للرد بالغاز المسيل للدموع.

وفرّقت الوحدات الأمنية مساء اليوم الخميس عدد من المحتجين بمنطقة الزهروني بالعاصمة تونس، بعد أن تعمَّدوا إشعال العجلات المطاطية بالطريق وغلق بعضها ورشق قوات الأمن بالحجارة.

وتعرَّض مركز الشرطة بمدينة بوحجلة التابعة لولاية القيروان، الواقعة  في وسط تونس، للرشق بالحجارة، ومحاولة طعن رئيس المركز بواسطة آلة حادة من قِبل شباب المنطقة.

يأتي ذلك عقب إعلان حزب التيار الديمقراطي في تونس "معارض"، أمس الأربعاء، عن دعمه للتظاهر والتعبير عن الغضب ضد قرارات حكومة تونس برفع أسعار مواد أساسية، مطالبًا الحكومة التونسية التصدي للمخربين الذين يتواجدون في الاحتجاجات، مشددًا على رفض الحزب لتخريب الأملاك الخاصة أو العامة.

واتبع تنظيم الإخوان، المتمثل في "حركة النهضة"، سياسية "العصى والجزرة"، مع الأحزاب التى دعت  للاحتجاجات خوفًا من اتساع رقعتها، ودخول البلاد في ثورة جديدة، تهدد الاستحقاق الانتخابي المحلي، الذي أعدت الحركة العدة لخوضه، لتحقيق أكبر عدد من مقاعد الحكم المحلي، ففي الوقت الذي أكدت فيه بمشروعية الاحتجاجات، اتهمت تلك الأحزاب بالفوضى والاعتداء على أملاك التونسيين.

ودعت حركة النهضة المحتجين للهدوء والتعقل وتغليب المصلحة الوطنية وعدم الانجرار

ونددت الحركة بخطاب بعض الأطراف السياسية الذي وصفته بـ"التحريضي والعنيف والدموي"، وأنه "ينمّ عن أصل بنيتها الفكرية الفوضوية وما تختزنه من أفكار تدعو لتقسيم التونسيين بين حداثي ومعاد للحداثة، بدل وحدتهم، وللعنف بدلًا من الحوار، وللاحتراب والاستقطاب بدلًا من التوافق".

وحذرت من "خطورة ما تقوم به هذه الأطراف السياسية من توفير الغطاء السياسي الذي يبرّر أعمال العنف والتخريب، بل ويشجع على القيام بها وتوسيعها وتواصلها لحسابات انتخابية مبكرة، وأغراض لا علاقة لها بالاحتجاج الاجتماعي المدني والسلمي، وهو ما يجعل هذه الأطراف أمام مسؤوليتها في ما يمكن أن يحدث من تجاوزات واعتداءات على الأملاك والأرواح".