المحتوى الرئيسى

بالفيديو.. متحدث التعليم يشرح في حوار مع "الوفد" خطة التطوير "خطوة بخطوة"

01/11 14:05

أجرت الحوار- نرمين عشرة، تصوير- أحمد بسيوني:

حرب شرسة قادتها سيوف الألسنة ضد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، منذ أن أعلن اعتزامه تطوير منظومة التعليم واستحداث نظام جديد قائم على تغيير جذري، يواكب أحدث الطرق العالمية، ويقضي على الدروس الخصوصية، ويغير طريقة التفكير المعتمد على الدرجات.

وعلى مدار ستة أشهر تولى فيها الإعلامي أحمد خيري منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وهو يعمل على درء الضر عن الوزير، ويواجه الشائعات الكثيرة التي يتعرض لها، ويحاول إصلاح ما أفسدته المعلومات المغلوطة المتداولة بشأن خطة التطوير.

حاورت "بوابة الوفد" المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم للتعرف على حقيقة المعلومات المتدولة حول منظومة التعليم الجديدة، والتعرف على ما وضعته الوزارة من حلول للمعوقات التي تقلق البعض من تطبيق النظام الجديد، وتوضيح كل ما يقلق الأسر المصرية بشأن مستقبل أولادهم.

واجهت الوزارة هجومًا حادًا خلال الفترة الماضية بسبب خطة التطوير.. ما رأيك فيه؟

الشعب المصري بطبيعته لا يقبل سياسة التغيير بسهولة، ووزير التعليم أعلن عمل خطة تطوير تعتمد على مسارين، الأول: منظومة تعليم جديدة يبدأ في سبتمبر 2018، والثاني: إعادة صيانة وهيكلة المنظومة القديمة، وهذا التغيير أحدث نوع من الخلط والخوف عند المجتمع سواء بنظام الثانوية العامة الجديد أو إلغاء الشهادة الابتدائية.

ومن الصعب جدا أن يتقبل المجتمع تغيير أي نظام، فضلا عن عدم وجود أي شكل من أشكال التواصل معهم ما جعلهم لا يعرفون طبيعة النظام.

هل يغضب الدكتور طارق شوقي من هذا الهجوم؟

الدكتور طارق شوقي لا يحب الكراسي، ولا المنصب، ويفضل العمل خارج الوزارة، فقد قدم مشروعات لتطوير التعليم أثناء رئاسته المجالس المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية ومنها "المعلمون أولا" و"بنك المعرفة"، لذا فهو لا يعنيه تشويه الشخص ولكن تشويه الفكر، فالكثير يرون أن مشروع تطوير التعليم سيفشل قبل التجربة.

وهو وضع على عاتقه إصلاح المنظومة بعد أن أقر أن المنظومة الحالية لا تصلح، وهو ما لم يفعله أي وزير آخر، وكان من الأسهل أن يفعل كما يفعله الغير ويضيف بعض الفصول ويغير بعض المناهج وتحسب له إنجازات، ولكنه أصر على التطوير الشامل.

وكيف تعاملتم مع هذا الهجوم؟

بالفعل بدأنا في التواصل مع جميع طوائف المجتمع، من إعلاميين وأولياء أمور وطلاب ومعلمين لتعريفهم طبيعة النظام، وأنه يصب في مصلحة الأجيال القادمة.

ولن يقل هذا الهجوم إلا بعد أن يفهم الجميع طبيعة المنظومة الجديدة، ويتحول فكر أولياء الأمور والطلاب من الحصول على درجات عالية إلى الحصول على علم، ولو تحقق هذا سيحدث تغيير جذري وتطوير هائل.

يرى البعض أن خطة التطوير مجرد "أحلام" لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.. ما ردك؟

لا يوجد شيء خيالي، وكل ما وضع في خطة التطوير مدروس، وقيادات الوزارة تبحث كل المعوقات التي يمكن أن تواجهه، فمثلا مشكلة التابلت ندرس كيف نوفرها لجميع الطلاب في مختلف المحافظات، وكيف نتغلب على مشكلة البنية التحتية، ولكن المواطنين لا يصبرون علينا، برغم أننا نعمل على تحول نظام التعليم من الورقي إلى الإلكتروني.

كيف تتغلبون على مشكلة توفير التابلت؟

كما ذكرت الخطة قائمة على تحويل التعليم من الورقي إلى الإلكتروني، فالحصول على معلومات يكون من خلال بنك المعرفة، والاختبارات تجرى بشكل إلكتروني، وكذلك التصحيح لضمان العدالة.

وبالتالي فإن التابلت هو وسيلة لتحقيق ذلك، لذا لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن سيحدث ذلك بشكل تدريجي، فهو سيوزع على المرحلة الثانوية لإصلاح المنظومة القديمة، وعلى مرحلة رياض الأطفال لبدء المنظومة الجديدة.

وسنتغلب على جميع المشكلات التي حدثت أثناء تطبيق فكرة التابلت من قبل، ولن يتحمل الطلاب أو أولياء الأمور أي أعباء مالية، ولن يسترد قبل انتهائه من المراحل التعليمية.

في حالة استرداد التابلت.. فإن ذلك قد يعيد مشكلة طلاب دمياط الذين وجه لهم تهمة إهدار المال العام؟

مشكلة هؤلاء الطلاب خارجة عن مسئولية الوزارة لأنهم موجه لهم تهمة إهدار المال العام، ولن يستطيع حتى الوزير التدخل فيها، لأنه سيتحمل المسئولية الجنائية معهم، ولكن ما فعلنا هو عمل قطاع "الهالك" لاسترداد قيمة التابلت بسعر رمزي هو 250 جنيهًا، ولكن بعضهم لم يسدد هذا المبلغ، فكان لا بد من تحويلهم للشئون القانونية ثم إلى القضاء، حتى نحدد كيف نساعدهم.

وكيف تتغلبون على مشكلة البنية التحتية؟

بالفعل تم دراسة تلك المشكلة لأن الكثير من القرى والنجوع لا يصل لها الإنترنت، وتواصلنا مع وزارة الاتصالات، لتوفير شريحة 4G في التابلت لضمان توصيل النت في كل مكان.

هل التابلت يلغي الكتب الورقية؟

إلغاء الكتب الورقية سيحدث بشكل تدريجي ولن تلغى كليًا بشكل مفاجئ، فمثلا الصف الأول الثانوي للعام الدراسي المقبل سيتم الاستغناء عن الكتب الورقية والاعتماد على التابلت، أما الصفوف الأخرى سيكون لهم كتب مطبوعة.

كيف توجه الخطة الدروس الخصوصية؟

المنظومة الجديدة تعالج الدروس الخصوصية من الجذور، فنحن لن نغلق مراكز الدروس الخصوصية، أو نتعامل بشكل عنيف، وإنما سنغير شكل الامتحان، ما يجعل المدرس غير قادر على إعطاء الطلاب نماذج الامتحانات والإجابة كما يحدث في الدروس.

الخطة أساسها المعلم.. كيف سينفذها المعلم وهو متضرر من إلغاء الدروس؟

لو لم يدخل المعلم في المنظومة الجديدة سيجد نفسه خارجها، خاصة بعد عجزه عن إعطاء دروسا خصوصية قائمة على التلقين، وبالتالي فلا بد أن يدخل فيها، وإذا لم يفعل ذلك سيمتنع أولياء الأمور عن الدروس لأنها لن تجني أي مصلحة للطلاب.

المعلم هو أساس المنظومة التعليمية في العالم كله، ومنذ تولي الدكتور طارق الوزارة وهو يعلن أن المعلم هو الأساس، لذلك أول مشروع نفذه كان "المعلمون أولا" لتدريبه جيدًا ليصبح مؤهلا لمواكبة التطور الإلكتروني وكيفية التواصل

وهناك الكثير من المعلمين المحترمين الذين يريدون تطوير أنفسهم، ولا يبحثون عن الدروس الخصوصية فحسب، وبالطبع هو يحتاج إلى زيادة دخله.

ما دور المعلم داخل الفصل في المنظومة الجديدة؟

نعمل على تدريب المعلم على كيفية التواصل مع الطالب وتحبيبه في المادة، وتقديم المنهج بشكل شيق، ومشروع المعلمون أولا والأكاديمية المهنية لتدريب المعلمين تقوم بذلك، فضلا عن تدريبه للتعامل مع النظام الإلكتروني.

وماذا عن زيادة رواتب المعلمين؟

بالنسبة للشق المادي، فإن دكتور طارق يطالب مجلس الوزراء بشكل يومي بزيادة العائد المادي للمدرس، ولكن الأمر ليس بيده وإنما في يد الموازنة العامة للدولة، ولكن له أولوية و"هيحصل هيحصل"، فضلا عن تشكيل لجنة لإعادة صياغة موارد الوزارة لتساعد في رفع الرواتب.

بالنسبة للمناهج تحتاج إلى معالجة جذرية للقضاء على الحشو وصعوبة مناهج.. ما خطتكم في تطوير المناهج؟

تغيير المناهج يحدث وفقًا لدراسة محددة، وليس كما يطالب أولياء الأمور بحذف أجزاء من المناهج، ونحن لا نريد إعطاء مسكنات وإنما تقديم حل جذري، وندرس ما يمكن أن نرفعه على بنك المعلومات وما يمكن أن نقدمه كمواد مصورة فقط.

هل هناك تغير في طبيعة المواد التي يتم تدريسها؟

لم يحدث تغيير في المواد لأنها تدرس في كل أنحاء العالم، ولكن يمكن إضافة مواد مثل التربية الوطنية وتحية العلم، ولن ترجع كمادة وإنما منهج فكري يحبب فيه الطالب، لاستعادة قيمة المواطنة.

نقدم أربع لغات اختيارية في مرحلة التعليم الإعدادي، وسنرفع تلك اللغات على موقع الوزارة وعلى بنك المعرفة، أما المرحلة الابتدائية فلن تضاف لغات أخرى.

وبالنسبة للأنشطة.. هل ستتغير في المنظومة الجديدة؟

الوزارة لغت الكمبيوتر والتربية الفنية لاعترافها بعدم وجود الإمكانيات اللازمة لذلك، فنحن نحاول عمل بنية أساسية للأنشطة من خلال التعاون مع ساقية الصاوي ودار الأوبرا المصرية، وبالنسبة للنشاط الرياضي سيتم توقيع شراكة مع أكبر الأندية لتطوير النشاط في المدارس، وندرب المعلمين.

خطة التطوير ستتم تدريجيا حتى عام 2030 وليس كما يظن البعض، فهي ستبدأ العام الدراسي المقبل 2018-2019 على المرحلة الثانوية ومرحلة رياض أطفال، وبالتالي لن نشعر بها سوى بعد ثلاث سنوات بالنسبة للثانوية، و11 عامًا بالنسبة لرياض الأطفال.

وما سيشعر به الطلاب أو أولياء الأمور في الوقت الراهن يكون في خطة إصلاح النظام القديم، وليس المنظومة الجديدة.

خطة التطوير تحتاج إلى ميزانية كبيرة لذا تم تشكيل لجنة إعادة صياغة الموارد لتوفير ميزانية، إضافة إلى مطالبة مجلس الوزراء ووزارة المالية بزيادة ميزانية وزارة التربية والتعليم عن 80 مليار، ولكن الأهم هو كيف يعاد تدوير الـ80 مليار لتحقيق الاستفادة القصوى، والرئيس عبد الفتاح السيسي مهتم بتطوير التعليم  جدا ويضعه على رأس قائمة الأولويات.

الكثير من أولياء الأمور قلقون بشأن النظام الجديد.. لماذا لم تعلن الوزارة تفاصيله بشكل رسمي لطمأنتهم؟

سيحدث ذلك قريبًا، ولكن بعد الانتهاء من خطة التطوير بشكل كامل، لأننا نضع خطط لكل بند في الخطة وحلول لكل المشكلات، وإجابة لمحددة لكل تساؤل قد يتوارد في الأذهان.

ونحن الآن ننظم حوارات مجتمعية ونستمع للآراء ونحاول إيجاد حلولًا للمشكلات، وبالفعل اجتمعنا مع مجلس الوزراء ومجلس النواب والمعلمون وأولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة والإعلاميين.

وتمكن مشروع "المعلمون أولا" من تدريب 15 ألف معلم، وقبل بدء تطبيق المنظومة الجديدة يجب أن يصل العدد إلى نصف مليون.

ماهي أهم إنجازات الوزارة خلال العام المنصرم 2017؟

أهم ما حدث هو بداية تغيير الفكر للاهتمام بالتعلم وليس بالدرجات، وبالفعل بدأت تحدث داخل الوزارة وبين الكثير من المعلمين، وأجرى الوزير لقاءات مع الكثير من الدول للاستفادة من تجربتهم في التعليم، ودراسة خطة الدول المتقدمة في التعليم، حتى يصل إلى خطة متكاملة ومتناسبة مع طبيعة المجتمع المصري.

كيف تعاملتم مع أزمة تكدس الطلاب؟

اعترفت الوزارة بأن تكدس الطلاب من عيوب النظام القائم، ونعمل على حلها من خلال إضافة فصول جديدة، ووضعنا خطة لبناء 100 ألف فصل خلال الفترة المقبلة، تم إضافة 27 ألف فصل وسيصلوا إلى 40 ألف فصل خلال الفصل الدراسي الثاني.

ووقعت الوزارة شراكة مع القطاع الخاص لإنشاء مدارس كثيرة، ويكون هناك تواصصل بشأن المصروفات سواء المدارس الخاصة أو الدولية، ما يقلل من أزمة الكثافة تدريجيًا، إضافة إلى أن تطوير التعليم الفني سيسحب الكثير من الطلاب.

ذكر الوزير أن هناك فساد.. كيف تعاملت معه؟ وإلى مدى قضيتم عليه؟

الفساد منتشر في كل مكان، وتم تشكيل لجنة لمحاربة الفساد المادي أو الإهمال وعدم تقديم خدمة جيدة، وهي تقوم بدور هائل وتتابع بشكل جيد.

كيف تستعد الوزارة للفصل الدراسي الثاني؟

سيعقد الدكتور طارق اجتماعات مع جميع المديريات لمتابعة مدى استعداداتها قبل الفصل الدراسي الثاني، وستضاف عددًا من الفصول لتقليل الكثافة الطلابية، وبالنسبة للكتب المدرسية تم طباعتها بنسبة 99 في المئة، وستكون في المدارس قبل بدء الدراسة.

هل ندمت على عملك بالوزارة؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل