المحتوى الرئيسى

متطوعون يسعون بشغف للحفاظ على الحدائق في المغرب

01/10 23:21

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

هناك أشخاص يبذلون جهودا واضحة من أجل الحفاظ على أجمل الحدائق في المغرب. الصحفية ليزا فورمان تستكشف بعض هذه الحدائق وتلتقي بعض من يسعون للحفاظ عليها.

يضم مجمع حديقة ماجوريل في مراكش الجدران الزرقاء البهيجة لمتحف البربر، ومتحف الفن الإسلامي، جنباً إلى جنب مع نبات الصبار النابض بالحياة والذي يقف كأعمدة مقدسة. وتشكل هذه العناصر مجتمعة منظرا يسر العين حقا.

ويعد المجمع الذي يمثل أضخم عمل مكتمل للفنان الفرنسي جاك ماجوريل واحدا من أكثر المواقع التي يقصدها الناس في المغرب، لما له من تاريخ مفعم بالتصاميم التراثية.

وبعد رحيل ماجوريل بوقت طويل، أُنقذ هذا المجمع في الثمانينيات على يد إيف سان لوران، أشهر مصمم أزياء فرنسي، والذي توفي في 2008، وشريكه بيار بيرجيه، الذي توفي في 2017، قبل افتتاح متحف إيف سان لوران في الجوار بوقت قصير. وقد نُثر رماد جثمان سان لوران في تلك الحديقة.

وهناك أيضا تصميمات مثيرة للاهتمام أدخلها مصمم الحدائق الأمريكي ماديسون كوكس (الذي يعمل أيضاً رئيساً لمؤسسة حديقة ماجوريل) على هذه الحديقة.

وحالياً، تتعدد تصاميم الكثير من الحدائق في هذا البلد النابض بالحياة متأثرة على الأرجح بتصميم هذا المكان الفريد في جماله وتصميمه.

وقضى هيلر ست سنوات في تحويل هذه المساحة الصحراوية إلى حديقة غناء، مستورداً النباتات من شتى أنحاء العالم. وفي وسط المساحات الشاسعة المزروعة بالورود، واثني عشر نوعاً من أشجار النخيل المختلفة، يوجد مركز للفن المعاصر يأمل هيلر في تحويله إلى وجهة رئيسية للفن المعاصر في المغرب.

وبإمكانك أن ترى أعمالاً لكبار وعظماء الفنانين أمثال كيث هارينغ، وبابلو بيكاسو، منتشرة في أرجاء الحدائق.

وبحسب موقع الحديقة على الإنترنت، فإنها "واحدة من أهم الحدائق المتخيلة في العالم". ولعل ذلك صحيح، فالمصمم هيلر لا يخشى زراعة ورود في الصحراء، ولا إطلاق العنان لخياله الفني.

وفي عام 2016، افتتحت حديقة "سر لو جاردن"، مكان قصر سابق بوسط المدينة القديمة. وهي تتسم بطابع أكثر محافظة. ويأتي الزوار إليها من أماكن بعيدة للاستمتاع بالمزيج الرائع من المباني الملونة الجديدة، والحدائق التقليدية المصممة على الطراز الإسلامي.

وبنيت الحديقة، التي افتتحت أمام الجمهور في الآونة الأخيرة، قبل أكثر من 400 عام، وأعيد بناؤها في أواسط القرن الثامن عشر.

وتعرض الحديقة الفن المعماري الإسلامي الذي أعيد ترميمه بطريقة غاية في الجمال من خلال إدخال حدائق صغيرة تتكامل مع المباني الموجودة، لتكون مكاناً ترتاح فيه النفوس من صخب المدينة. كما تعد مثالاً تقليدياً للعمارة المغربية.

وقد أضيف للقصر القائم مجمع يضم بعض المكاتب والمحال التجارية، ويحتوي على عدد من الحدائق أيضا تضم نباتات جُمعت من بقاع الأرض المختلفة، لتشكل الطبيعة الاستكشافية التجريبية لحدائق المغرب العظيمة.

تعرف مراكش بأنها وردة بين أشجار النخيل، وواحة وسط الصحراء. وقد صممت الحديقة الإسلامية فيها لتقدم راحة نفسية لزوارها، مثل فناء جميل في منزل مغربي تقليدي.

"تعد الحديقة قطعة من الجنة فعلا. إنها مكان مقدس، وقد بنيت وفقاً لقواعد هندسية صارمة، يفرض فيها النظام الإسلامي نفسه في وجه إنفلات الطبيعة وتقلبها"، كما يقول المنظمون في حديقة "لو جاردن".

ومن الحدائق التي تلاحظها في مراكش أيضا تلك الموجودة في فندق المأمونية، وحدائق أجدال النباتية التي تبلغ مساحتها 400 هكتار.

والآن، يعمل عدد من المنظمات الشعبية على ترميم المزيد من الحدائق التي تخدم المجتمعات المختلفة في أرجاء المغرب.

تقول إنجريد بولار، المصورة والناشطة السويدية في مجال الحفاظ على الحدائق، إن: "المشكلة في المغرب لا تتمثل في إنقاذ الحدائق بل في إنشائها. فهناك بعض الحدائق القديمة التي أنشأها الفرنسيون، وهي في معظمها مناطق فارغة اجتاحتها شركات البناء العقاري".

وتتطوع بولار مع عدد من المنظمات المغربية، ومنها منظمة "أورانج بلو المغرب" (أو بي أم).

كما ساهمت في إنشاء منظمة غير حكومية تسمى "التحدي الأخضر"، لتتولى إدارة مشروع زراعي داخل حديقة "ابن العوام"، التي انشئت عام 2014 في منطقة سيدي مؤمن بالدار البيضاء.

تقول بولار: "بعض مجمعات المنطقة هي أراض جرداء، تتكدس قربها القمامة، ولذا قررت 'أورانج بلو المغرب' أن تنشئ حديقة هناك. وفي ربيع 2015، قمت بتنسيق وجمع تشكيلة من الأشجار من خلال منشورات بموقع فيسبوك".

وتضيف: "الناس متعطشون لمساحات خضراء وحدائق جميلة. فالدار البيضاء تزداد ازدحاماً، وهناك مبان تقام في كل مكان. ويشعر الناس بالاختناق من قلة الحدائق والأشجار".

وتتابع قائلة: "وهكذا قرأ كثير من الناس منشوراتنا على فيسبوك، وذهبوا إلى مشاتلهم المفضلة واختاروا أشجار فاكهة أو نباتات يحبونها. وهم أناس من الدار البيضاء، وكذلك أصدقاء لي في ألمانيا يرغبون في التبرع بأشجار للحديقة. ومن ثم أحضرنا الأشجار إلى تلك الأرض الجرداء وزرعناها. واليوم لدينا بعض الأشجار الباسقة التي تبدو في الربيع غاية في الجمال".

وتبدي بولار ملاحظة فتقول: "لا توجد جماعة واحدة تقوم بتجميع المنظمات غير الحكومية الصغيرة (المهتمة بالحدائق) حالياً في المغرب".

ومن الحدائق الأخرى التي أنقذها المتحمسون المحليون "الحدائق العجيبة" في مدينة بوقنادل.

وتقول بولار عنها: "ليست مشهورة كثيراً، لكنها حديقة كبيرة وكثيفة، بأشجارها الطويلة. وقد انشئت في عام 1951 على يد مهندس فرنسي، واستغرق إنجازها 10 سنوات. وفي وقت ما، كانت مهملة بشكل شبه كامل، لكن أعيد افتتاحها عام 2005. وفي عام 2011 نظمت جولات تربوية لأطفال المدارس فيها".

ترعرعت بولار في السويد محاطة بالأشجار، وهي تكن الآن تقديراً وحباً كبيرين للطبيعة يمتدان لما هو أبعد من مجرد تصميم الحدائق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل