روسيا: اختبار المدارك العقلية لمؤرخ كشف جرائم ستالين لنسف حُججه

قال محامي مؤرخ روسي أثار كشفه لجرائم الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين غضب المسؤولين إن موكله سيواجه اختباراً نفسياً قسرياً الأسبوع الحالي وسط مخاوف من اتهامه كذباً بفقدان مداركه العقلية.

ويمثُل يوري دميتريف للمحاكمة في شمال غرب روسيا، بعد اتهامات وجهها الادعاء العام تشمل استغلاله لابنته بالتبني في مواد إباحية عندما كان عمرها 11 عاماً، وحيازة العناصر الرئيسية لسلاح ناري بشكل غير مشروع والفسوق.

وتقول شخصيات ثقافية بارزة في روسيا إن دميتريف يواجه زوراً الاتهامات لأن تركيزه على جرائم ستالين يتعارض مع حديث الكرملين أخيراً عن ضرورة اعتزاز روسيا بماضيها.

واكتشف دميتريف مقبرة جماعية تضم ما يصل إلى 9000 جثة يرجع تاريخها إلى حملات التطهير التي قادها الدكتاتور السوفيتي السابق، زمن ما سُمي بالرعب العظيم في ثلاثينات القرن الماضي.

واكتسب حديث الكرملين أهمية إضافية قبل انتخابات الرئاسة التي تجرى في مارس(آذار) المقبل، والتي تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين في طريقه للفوز بها، ويستغل بوتين انتصار بلاده في الحرب العالمية الثانية عندما كان ستالين في السلطة لتعزيز الكبرياء الوطني.

وفي العام الماضي أكد بوتين أن "الشيطنة المفرطة لستالين" تستخدم لتقويض روسيا، ويواجه دميتريف عقوبة السجن إلى ما يصل إلى 15 عاماً إذا أدين في الاتهامات التي ينفيها.

وكان تقييم نفسي سابق أعلن سلامة دميتريف العقلية، وخلص فريق خبراء معتمد من المحكمة إلى غياب أي محتوى إباحي في 9 صور لابنته، هي محور القضية، ما أدى إلى إلغاء النتائج السابقة لخبراء آخرين معتمدين من الادعاء العام.

وفي 27 ديسمبر(كانون الأول) الماضي، أمرت المحكمة بشكل مفاجئ بإعادة فحص الخبراء للصور للمرة الثالثة، ووافقت أيضاً على طلب الادعاء خضوع دميتريف لاختبار نفسي قسري لتحديد ما إذا كان لديه "انحرافات جنسية"، غير أن المحكمة رفضت طلب الادعاء تمديد احتجاز دميتريف بعد 28 يناير(كانون الثاني) الجاري.

وفي العام الماضي بث التلفزيون الرسمي ما وصفه بفضيحة دميتريف ومنظمة ميموريال التي يعمل بها، وأشار إلى أموال أجنبية تستخدم لتقديم صورة مشوهة وسلبية للغاية عن التاريخ الروسي.