المحتوى الرئيسى

آرون ديفيد ميللر يكتب: تيلرسون يرضخ لآراء ترامب فى السياسة الخارجية | المصري اليوم

01/10 07:11

نقلاً عن موقع شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية

أجرى وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، مقابلة حصرية مع مراسل الشؤون الدولية فى شبكة «سى. إن. إن»، إليز لابوت، يوم الجمعة الماضى، ولكن ما كنا نتوقع أنها ستكون المقابلة الأخيرة قبل مغادرته منصبه تحولت، بدلًا من ذلك، إلى بيان، منسق بشكل جيد للتعبير عن نيته البقاء فى وظيفته، على الأقل حتى نهاية عام 2018.

وبما أن الدبلوماسى الأبرز فى البلاد مستمر فى منصبه، فماذا تقول لنا هذه المقابلة حول ما يمكن توقعه منه، والإدارة، فى عام 2018؟ لعل أكثر الأشياء وضوحًا وغرابة فى مقابلة تيلرسون هو قوله الماكر: «أود أن أخبركم أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، قد اتخذ القرار الصحيح فى كل القرارات السياسية الرئيسية التى اتخذها».

وأرى أن هذا التصريح غريب تمامًا من رجل كان دائم الاختلاف والنصح فى معظم هذه القرارات، من التصديق على امتثال إيران للاتفاق النووى، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والانسحاب من الشراكة عبر المحيط الهادئ، كما أنه قد تم تقويضه من قبل الرئيس، علنًا، بسبب دفعه لاستخدام الدبلوماسية مع كوريا الشمالية.

والحقيقة هى أن تيلرسون قد خضع لتحول دراماتيكى، حيث بات مقتنعًا بغرائز ترامب السياسية الخاصة، أو أنه قد قرر رضوخ آرائه للرئيس، ونأمل ألا يكون الأمر كذلك، وأن يواصل تيلرسون التحدث، وتقديم آرائه المستقلة، وذلك على الرغم من أنه يبدو أن صوته نادرًا ما تتم الاستجابة له.

وصحيح أن التوبيخ الرئاسى يستطيع أن يحدث فرقًا كبيرًا، فقبل أقل من شهر، قال تيلرسون، فى كلمة ألقاها فى أحد مراكز الأبحاث فى واشنطن، إنه من غير الواقعى أن تقول الولايات المتحدة إنها لن تتحدث مع كوريا الشمالية إلا إذا جاءت إلى طاولة المفاوضات وهى مستعدة للتخلى عن برنامجها النووى، وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة للاجتماع مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة، ولكن بعد يوم واحد فقط، تراجع البيت الأبيض، علنًا، عن تعليقات تيلرسون.

وأعلن تيلرسون، فى مقابلته مع «سى. إن. إن»، أن الهدف من سياسة الولايات المتحدة هو إخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية بالكامل، بشكل لا رجعة فيه، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى إشارة واضحة من الأخيرة بأنها تدرك أن هذا هو الغرض من هذه المحادثات.

ولكن بيونج يانج ترى أسلحتها النووية ضرورية لبقاء النظام ضد ما تسميه سياسة الولايات المتحدة العدائية تجاهها، وطالما أن الولايات المتحدة تتشبث بهذا الهدف الخيالى، فإنه لن تكون هناك أى تسوية دبلوماسية للصراع حول الأسلحة النووية لكوريا الشمالية فى عام 2018.

وتتبع وجهات نظر تيلرسون بشأن إيران، وهى التحدى الرئيسى الآخر للسياسة الخارجية التى تواجه الإدارة، نهج ترامب الذى يرغب فى توسيع أفق السياسة الأمريكية فى طهران إلى ما هو أبعد من الاتفاق النووى، بحيث تشمل سلوك إيران فى المنطقة، وسياساتها القمعية فى الداخل، وهو ما يشير إليه تيلرسون بأنه «مجمل الأعمال والسلوكيات الإيرانية».

ولايزال من غير الواضح ما إذا كان لدى إدارة ترامب سياسة متماسكة تجاه طهران، وبخلاف تمكين الحملة العسكرية السعودية فى اليمن ضد المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، من خلال تزويدهم بالوقود، والدعم اللوجيستى، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب، فإن الإدارة لم تفعل الكثير لمواجهة طهران فى سوريا، أو العراق، أو لبنان، فقد شددت الخطاب على النهج القمعى الإيرانى تجاه الاحتجاجات التى هزت البلاد، ولكنها لم تفعل شيئًا آخر.

وفيما يتعلق بالاتفاق النووى، لا يبدو أن الإدارة تقرر ما إذا كانت ستنسحب منه، أو ستعزز شروطها، وخلال المقابلة، أكد تيلرسون أنه سيكون هناك المزيد من العقوبات «ما لم تغير إيران سلوكها»، ولكن مما يبعث على الأسف، لاسيما بالنظر إلى القرارات التى يواجهها الرئيس، بداية الأسبوع المقبل، بشأن ما إذا كان ينبغى التخلى عن العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووى، فقد ألقى تيلرسون تلميحًا مفاده أن ترامب قد يحافظ على الاتفاق النووى من خلال التركيز ليس على العقوبات المتعلقة بالاتفاق، ولكن بفرض عقوبات متعلقة بأوضاع حقوق الإنسان فى طهران.

وفى معظم أحداث العام الماضى، استعان تيلرسون باستراتيجية الرئيس كالفين كوليدج، الذى كان يُعرف باسم «كالفين الصامت»، فبالمقارنة مع سلفه، جون كيرى، فهو يكاد لا يتحدث مع الكونجرس، ووسائل الإعلام، ومجتمع السياسة الخارجية، والدبلوماسيين المحترفين، الذين يعملون معه فى وزارة الخارجية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل